تظاهرات السويداء تزداد زخماً: إعلان العصيان المدني وهتافات بإسقاط النظام السوري

النشرة الدولية –

بعدما استخفّ كثيرون بانتفاضة محافظة السويداء التي باغتت النظام السوري الأحد بإعلان أهلها العصيان المدني وتجمّعهم في الساحات على وقع شعارات وهتافات تُطالب بحرّية فقدها هؤلاء منذ زمن بعيد وصبروا صامتين لعقود وعقود، بدأ المشهد في المحافظة يتطوّر أمس ليُذكّر بالأجواء التي شهدتها باقي المحافظات بُعيد اندلاع «الثورة السورية» التي أمل الرئيس السوري بشّار الأسد ومعه موسكو وطهران في أنهم طووا صفحتها بالقمع الوحشي والبراميل المتفجّرة والأسلحة الكيماوية.

وبالفعل، فقد توافد المحتجّون من مختلف القرى إلى ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء لليوم الرابع توالياً أمس، قبل ساعة من موعد إنطلاق التظاهرة، ونزلت حشود لم تشهدها المحافظة منذ بداية الثورة السورية. وشهدت مدينة السويداء «أكبر تجمّع احتجاجي منذ العام 2011»، وفق نشطاء، بينما خرجت أعداد وفيرة في بلدات وقرى متفرّقة، توزّعوا على أكثر من 30 نقطة.

وردّد المحتجّون هتافات تُطالب بـ»إسقاط النظام السوري» و»رحيل الاحتلال الإيراني» والإفراج عن المعتقلين وتطبيق القرار الأممي 2254، ورفعوا أيضاً شعارات تُندّد بالواقع المعيشي السيّئ وتدين قرارات النظام التي أتت كالعادة «تعسّفية وغير مدروسة»، فيما أحرق محتجّون صورة كبيرة للأسد في ساحة تشرين وسط مدينة السويداء.

وفي خطوة لافتة، وبعد ورود أنباء عن تحضير القوات الروسية لإرسال مساعدات غذائية إلى السويداء، أفاد مراسل موقع «السويداء 24» بتوجه مجموعة من المحتجّين إلى طريق دمشق – السويداء، حيث قرّروا طرد القوات الروسية حال قدومها، ومنعها من الدخول، وذلك بحسب أحد المحتجّين، لأنّهم لا يُريدون «أي مساعدة من قوة أجنبية تنهب أرضنا وخيراتنا»، لافتاً إلى أن «رسالتنا واضحة وهي أن يرحلوا عن سوريا هم وإيران وكلّ القوى الأجنبية التي تنهب بلادنا».

أمّا في سياق الوضع الأمني المتدهور في بلاد أضحت ساحة صراع مفتوح في ظلّ وجود جيوش أجنبية وميليشيات متعدّدة المشارب، أُصيب مدني بجروح أمس جرّاء قذائف أطلقتها «مجموعات إرهابية» على محيط بلدة القرداحة، مسقط رأس الأسد في محافظة اللاذقية الساحلية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر في الشرطة الذي أكد أن «5 قذائف صاروخية أطلقتها المجموعات الإرهابية المنتشرة في الريف الشمالي على الأراضي الزراعية في منطقة القرداحة، فيما أفاد «المرصد السوري» بأنّ مجموعات تابعة لـ»هيئة تحرير الشام» هي التي أطلقت القذائف. وجاء ذلك غداة مقتل 5 أشخاص، بينهم مدنيان، جرّاء قصف روسي طال نقاطاً عدّة، بينها مقرّات عسكرية تابعة لـ»هيئة تحرير الشام» في إدلب، بحسب المرصد.

إقليميّاً، استقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي مارك ميلي القادم من زيارة إلى تل أبيب. وجرى خلال اللقاء بحث سُبل تطوير الشراكة بين الأردن والولايات المتحدة في مجالات الدفاع. كما تناول اللقاء الجهود الدولية في محاربة الإرهاب ضمن نهج شمولي، وفق وكالة «بترا».

زر الذهاب إلى الأعلى