باسيل “يُمرّر الوقت” للإطاحة بحظوظ جوزاف عون … وبعدها يبدأ البحث الجدّي!
بقلم: جويل بو يونس

النشرة الدولية –

الديار –

بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك حوار مفتوح على كل الاحتمالات، لكنه لا يزال حتى الساعة عند مرحلة البحث بمطالب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، التي كان تقدم بها خطيا للحزب عبر قناة التواصل القائمة حاليا، وهي مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا، والقائمة على مطالب ثلاثة اولها اللامركزية الموسعة والصندوق الائتماني كما بناء الدولة.

وعلى عكس كل ما يشاع بان الاجواء ايجابية في حوار الحزب – باسيل، الا ان مصدرا موثوقا مطلع على جو الطرفين يكشف بان “الامور ليست وردية” كما يخيّل للبعض، اذ تكشف معلومات بان مطالب باسيل ليست سهلة التحقيق، حتى لو وافق عليها حزب الله لانها تحتاج لموافقة اغلبية الكتل في البرلمان. علما ان حزب الله، كما تؤكد اوساط مطلعة على جوه، يأخذ على محمل الجد نقاش مطالب باسيل، وهو ينكب على دراسة المطالب بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتكشف هنا المعلومات بان النقاش بين حزب الله وبري بدأ من نقطة اللامركزية المالية، والحزب يتعامل معها بايجابية.

وفي المعلومات اايضا، ان رد الحزب الذي قد يتأخر حتما، كما يشير مصدر متابع، سيأتي خطيا تماما كما فعل باسيل، ويلفت المصدر الى ان رد حزب الله لن يكون مقتضبا، اي انه لن يأتي على قاعدة “نعم او لا”، انما سيكون مسهبا بما معناه ان الحزب سيحرص على اعطاء جواب، مع تبرير واضح او اضافات لما قد يحتاجه تنفيذ نقطة معينة بمطالب باسيل.

ويكشف المصدر بان هناك زوايا سياسية وقانونية يجب دراستها مع المعنيين بهذا الشأن في ما يتعلق باللامركزية الموسعة والصندوق الائتماني، اما النقطة الثالثة التي يطالب بها باسيل والمتمثلة ببناء الدولة، فهذه النقطة تحديدا وقبل الرد عليها، سيرى حزب الله مع رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية مقاربته لهذه المسألة قبل الرد على باسيل.

وفيما تسأل مصادر متابعة : لو سلّمنا جدلا أن حزب الله كما “حركة امل” سارا باللامركزية الادارية والمالية، فهل تسير بقية الطوائف؟ وكيف وأين ستطبّق اللامركزية؟ وتضيف المصادر “اذا البعض مفكر” انها ستطبق في محافظة جبيل كسروان، فهل تطبق مثلا في محافظة بيروت المختلطة؟ فهذا امر شبه مستحيل.

اما موضوع الصندوق الائتماني فيصعب تلبيته، لاسيما ان المطروح، بحسب المعلومات، ان تكون عائدات مؤسسات الدولة الكبيرة داخل صندوق واحد تحت ادارة طرف مسيحي. فمن سيوافق على هذا الامر؟

وفيما رجحت اوساط متابعة ان يأخذ حوار باسيل – حزب الله وقته قبل تبيان نتائجه الحقيقية، علق مصدر موثوق عبر “الديار” على ما يحصل بالقول: لا نتائج قريبة لحوار باسيل وحزب الله، فما يحاول رئيس التيار القيام به هو اللعب على عامل الوقت، بهدف تمرير المرحلة التي تسبق انتهاء مهمة قائد الجيش جوزاف عون في قيادة المؤسسة العسكرية، ويتابع المصدر بان هدف باسيل الاساسي ليس ايصال فرنجية، بل تطيير اية امكانية لوصول جوزاف عون الى بعبدا.

ويضيف المصدر بان المرجح هو ان يأخذ حوار ميرنا الشالوحي – حارة حريك مجراه ووقته لحين تمرير شهر كانون، موعد مغادرة قائد الجيش اليزرة وعودته مدنيا الى منزله، وعندها تصبح حظوظ عون الرئاسية شبه منعدمة، فيخرج من السباق الرئاسي ليبدأ بعدها العدّ الرئاسي الجدي، والبحث بما قد يحصّله جدّيا باسيل من حزب الله، اذا قرر تسهيل ايصال فرنجية الى بعبدا. وعليه، يقول المصدر: “الحوار رح ياخد وقتو من دون التوصل لنتائج نهائية وحاسمة”.

وفي هذا السياق، تلفت مصادر مطلعة على جو حوار الحزب والتيار، الى ان مطالب باسيل المعلنة واضحة، لكن قد يكون هناك مطالب ابعد بكثير من المعلن، وتتعلق بضمانات مستقبلية تُعطى لباسيل، ولعل ابرزها “الرئاسة بعد 6 سنوات وبضمانات”، لكن احدا لا يستطيع تأمين هذه الضمانات، علما ان حزب الله كما يقول مصدر مطلع على جوه : الحزب لا يحكم على النوايا بل على الوقائع.

وتقول المصادر: مطالب باسيل فضفاة، وما يحصل حاليا هو تضييع للوقت، لكن الاكيد ان باسيل قد يحصل على شيء من هذه المطالب الفضافضة عبر عملية تدوير زوايا، لكن ليس بالشكل المطروحة فيه. وبالانتظار، فالاكيد ان لا شيء قريبا يلوح بالافق الرئاسي!

Back to top button