الخارجية الأميركية: لا نخطّط لأي تصعيد في شرق سوريا
النشرة الدولية –
الشرق الأوسط –
تصاعدت في الأيام الأخيرة التكهنات بأن القوات الأميركية المنتشرة في شرق سوريا، وخصوصاً في قاعدة التنف القريبة من مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، تستعد لإغلاق الحدود السورية – العراقية أمام تحركات الميليشيات المدعومة من إيران. وتحدثت أيضاً عن احتمال قيام الأردن بتنفيذ عملية أمنية على تلك الحدود، لقطع خطوط تهريب المخدرات والأسلحة، بعدما كشفت عمّان عن إحباطها عمليات تهريب أسلحة أخيراً عبر وسائل، من بينها استخدام طائرات مسيّرة.
يأتي ذلك بعد أيام من صدور ادعاءات روسية وإيرانية، ومن أوساط النظام السوري، تتهم القوات الأميركية بتنفيذ تحركات عسكرية «غامضة» في كل من سوريا والعراق، وبمساعدة فصائل سورية مسلحة تدعمها، لتنفيذ هجمات «إرهابية» من قاعدة التنف على المناطق السورية. وكانت روسيا قد حذرت مما تصفه بعدم تنسيق تحركات الطائرات الأميركية في الأجواء السورية معها. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن طائرة أميركية من طراز «إف 35»، حلقت بطريقة «غير احترافية» بالقرب من طائرة «سوخوي 35» روسية، فضلاً عن عشرات الطلعات الجوية غير المنسقة أيضاً.
وبعد ردّ وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على تلك الاتهامات، في رسالة خاصة لـ«الشرق الأوسط» قبل يومين، أكدت وزارة الخارجية الأميركية في رسالة جديدة، أنه لا يوجد أي تغيير في الموقف الأميركي. وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إنه لم يحدث أي تغيير في تحرك القوات الأميركية، «ولا نخطط لأي تصعيد أو تحولات كبيرة». وأضاف في رسالته إلى «الشرق الأوسط»: «كما تعلمون، فإن القوات العسكرية الأميركية موجودة في سوريا لغرض وحيد هو تمكين الحملة ضد (داعش)». وأضاف: «نحن ملتزمون بالحفاظ على وجودنا المحدود في شمال شرقي سوريا كجزء من استراتيجية شاملة لهزيمة تنظيمي (داعش) و(القاعدة)، من خلال شركاء محليين»، في إشارة غير مباشرة إلى قوات «قسد» التي تعد الشريك الأساسي للقوات الأميركية في سوريا.
وعدّ تسليط الضوء على قاعدة التنف جزءاً من حملة روسية إيرانية لإغلاقها، بسبب منعها الإيرانيين من التحرك في منطقة شرق سوريا، التي تحولت إلى منطقة تهريب وتجارة للمخدرات، خصوصاً نحو الأردن ودول الخليج.
وأكد المتحدث باسم الخارجية أن القوات الأميركية موجودة في سوريا لغرض وحيد، هو تنفيذ الحملة للقضاء على «داعش». وأضاف المتحدث: «في المقابل، لاحظنا نشاطاً روسياً غير آمن بشكل متزايد في سوريا في الأسابيع والأشهر الماضية»، قائلاً: «إن الحكومة الروسية تحتاج إلى شرح دوافعها من هذه الأفعال».
من ناحية أخرى، أوضح المتحدث، في رده على التقديرات التي تشير إلى حصول تباينات بين تركيا وروسيا تجاه الملف السوري، أن واشنطن تناقش مع تركيا «مجموعة كاملة من القضايا، بما في ذلك موقفنا من النظام السوري، كما نفعل مع الشركاء والحلفاء الآخرين في جميع أنحاء المنطقة». وأضاف قائلاً: «تتقاسم الولايات المتحدة وتركيا مصلحة في إنهاء الصراع في سوريا بشكل مستدام، ولقد قمنا وسنواصل التشاور مع أنقرة بشأن السياسة تجاه سوريا».