شاكر البرجاوي: إذا قطع النظام السوري رأسي فسيجده في الشام

"لو فعلت ما أرادوه لكنت أصغر رئيس وزراء في لبنان"

النشرة الدولية –

نداء الوطن – نوال نصر –

نسأله عن سوريا فيتكلم عن إسرائيل. نسأله عن التيار العربي فيتكلم عن المستقبل. نسأله عن «حزب الله» فيتكلم عن القوات اللبنانية. نسأله عن طريق الجديدة فيتكلم عن بشري. نتركه يقول ما يحلو له فيتكلم عن سجنه مرات ومرات، خمس أو ست، وإصابته خمس مرات ونفيه سنتين ومعارك الأسواق والفنادق والخندق الغميق والعمق العربي قبل أن يستطرد: «لو قطع النظام السوري رأسي فسيذهب إلى الشام». هو شاكر البرجاوي «أبو بكر» الذي ظنّ أنه قد يكون وريث الحريرية السياسية ويقول: «لو مشيت كما تريد سوريا والسعودية لكنت رئيساً للوزراء». فمن هو هذا الرجل الذي أطلق شرارة 6 شباط ويحمل في جسده ندوب الحرب في لبنان، وفي كلامه كثير من المباهاة، وفي تاريخه معارك في قلب البيت وفي قلب الوطن، وفي سردياته ما يُصدّق وما لا يُصدّق (أحيانا). حوارٌ مع أبو بكر في بقعة مطلة على الطريق الجديدة:

يتكلم بسرعة وكأنه لا يريد ان ينسى شيئاً وأن يقول كل ما يريد في وقتٍ جاوز الساعتين. ومن منتصف تجربته يبدأ: «أوقفت في الوزارة – في وزارة الدفاع – في أواخر العام 1982، مدة 24 يوماً. كانت تهمتي عمليات عسكرية نفذتها يوم الغزو الإسرائيلي. أوقفت مرة ثانية يوم قتل الشيخ نزار الحلبي. داهموا منزل أهلي وقالوا لي: تحضر خلال ساعتين أو يأخذون والدي. لم أحضر. كان يوم سبت ولا أحد يذهب الى الدولة في يوم سبت لأنهم لن يقولوا لي مرحبا قبل يوم الإثنين. صباح يوم الإثنين نزلت وكان وزير الدفاع صديقي محسن دلول. أخبرته بما يحصل. إتصل وسأل وكان ملفي لدى نائب رئيس المخابرات ناظم عبد الفتاح. سأله أبو نزار: ماذا تريدون من شاكر؟ أجابه: نريد أن نطرح عليه سؤالا؟ سأله: هل سيتأخر لديكم؟ أجابه: لا. نزلت وحدي فقال لي عبد الفتاح: ميشال رحباني (مدير المخابرات حينها) صديقك؟ أجبته أعرفه منذ أيام الحرب. قال لي: إنهم يريدونك في وزارة الدفاع. أجبته: لو أخبرتنا ذلك لكنت صعدت إليهم مع أبو نزار كنت هناك للتوّ. أجابني: ستصعد من هنا. سألته عن السبب فأجابني: تشرب قهوة أو شاي؟ أجبته: لا قهوة ولا شاي. عزمني السوريون على الشاي فمكثت في السجن خمس سنوات ولم أعد أحب لا القهوة ولا الشاي. يدعونا الى شرب النيسكافيه في مركز التيار العربي فنقول له: يكفينا شربة مياه.

نشرب المياه ونتابع الإستماع إليه: «قبضوا عليّ وكأنني كارلوس (الإرهابي). لم أقبل الجلوس في المقعد الخلفي. وعلى مستديرة الصياد رماني أحد العسكريين بصفعة قوية طالبا أن أنظر أرضاً. رددت بمهاجمة العسكريين وقبضت على الدورية وهي من أربعة عسكريين وعدت أدراجي. كنت قد سلمت مسدسي عند الباب لكنهم لم يعرفوا أن في حوزتي مسدساً آخر أخفيته في جواربي. لم تكن الخبرية تحرز». يقول ذلك بلهجة فيها مباهاة.

مع عاصم قانصو

الشاب الأخ شاكر

مع كمال شاتيلا

في العام 1984 قبضوا علي مجدداً بتهمة قتل نزار الحلبي. نسأله: ومن قتله؟ يجيب: الوهابيون. أبو محجن وجماعته في صيدا. كنت مختلفاً حينها مع غازي كنعان وأراد إنهائي. لاحقاً، في العام 1995 أوقف مجدداً في وزارة الدفاع ويقول: «كان سمير جعجع في زنزانة قريبة مني. كنت أسمعه يتكلم أثناء الزيارات». هل تكلمت معه؟ لا، لم أستطع ذلك. هل كنت تعرف سمير جعجع؟ يجيب: «بالشخصي لا، لكني كنت أعرف جماعته. فحين أوقفت سابقاً في قصر نورا شهرين وعشرين يوماً كان موجوداً اللواء سهيل خوري وعاملني بطريقة حسنة. كنت أتمشى خارجاً خلال النهار. وأتذكر أن قراراً ببراءة جعجع صدر يومها في ملف الكنيسة فأتوا في اليوم التالي بنحو مئة شخص من جماعته الى قصر نورا ووضعوهم في غرفة كبيرة. وبينما كنت أتمشى ناداني أحدهم سائلا: هل انت عسكري؟ أجبته: أنا سجين. قال لي: مضى علينا أكثر من يومين بدون طعام. سألته: من أنتم؟ أجابني: معلمنا (سمير جعجع) طلع براءة فأضأنا الشموع وأطلقنا رصاص الإبتهاج. قلت له: سآتيكم بالطعام. جلبت لهم من غرفتي الخبز والجبنة. طلب سيكارة. قلت له: التدخين ممنوع هنا. ناديت العسكري وكانت هناك بعض المودة بيني وبين العسكريين وقلت له: إشتر له الدخان. أجابني: بتخرب بيتي لكنه عاد وأحضر الدخان. في اليوم التالي سألني أحدهم: ألست أنت شاكر البرجاوي؟ أجبته: نعم. فسألني: لماذا تعاملنا بطريقة جيدة؟ قلت له: سياسياً كل واحد منا على مفترق طريق لكنني إحترمت فيكم الوفاء لمعلمكم الذي أختلف معه في السياسة. مرّ الوقت. إتصلوا بي لاحقا ودعوني الى بشري».

من هم؟ ما هي أسماء من حصلت معهم تلك الحادثة؟ أجاب: «والله مش حافظ أسماء». ما أتذكره أنهم قالوا لي: إثنان يأمران هنا (في بشري) أنت وسمير جعجع»! نتركه يقول ما يريد قبل أن نتابع الحديث.

العائلة

والدته من الميناء في طرابلس. ولد في عندقت حيث كان والده شوكت – إبن طريق الجديدة- يخدم في الجمارك. وكبر حتى سن العاشرة في طرابلس. هو الولد الكبير في أسرة من أربعة أولاد، ثلاثة صبيان وفتاة واحدة. جده، والد والدته، كان من مؤسسي الحزب الشيوعي في لبنان ويقول «هو من أنشأ أول نقابة في لبنان وطرد لهذا السبب فذهب الى حيفا وعمل في مصفاتها. أما والدي فكان من مؤسسي حزب البعث في لبنان. تربيت في هذه الأجواء أعمامي ناصريون وأخوالي قوميون عرب. ويوم بلغت سن الرابعة عشرة (في 1975) حملت السلاح وأصريت على القتال وانتسبت الى حزب البعث الموالي للعراق. وفي العام 1977 شاركت في دورة عسكرية في العراق. وفي آخر العام 1981 شاركت في الحرب العراقية الإيرانية طوال ثلاثة أشهر. أديت الواجب القومي على البوابة الشرقية العربية».

العروبة لازمة في حديثه «نحن جزء من الأمة وبلا عروبة حق لبنان فرنكين». لكن، يقال أن شاكر البرجاوي اليوم يتكلم عن العروبة ويرمي نفسه في احضان «حزب الله». أنت حزب الله… يقاطع بسؤال: حضرتك قوات؟ أنا مقاوم قبل حزب الله. أنا ضد أي ثنائيات. أنا مقاوم قبل الجميع. أنا محروق في النيبال وأصبت خمس مرات. عمقي الإستراتيجي تبقى سوريا. و»حزب الله» حزب لبناني له عمق إيراني أتفق معه في السياسة في مكان وأختلف معه في أمكنة. أنا لم اقبض من احد في حين يقبض الجميع من الخارج. أتذكر أنني قصدت ذات مرة معمر القذافي فرأيتهم جميعاً هناك. رأيت وليد جنبلاط وجورج حاوي وعاصم قانصو… إستقبلنا في خيمة. كان عمري 22 عاماً. سألني من أين انت؟ أجبته: من بيروت. قال: أتيت لتأخذ مالاً والشيخ حسن المصري في حركة أمل يشتمني. إذهب. أقتله. وعد الى هنا. أجبته: ومن قال لك أنني أشتغل لديك قاتلاً مأجوراً؟ حرد القذافي وزرب الفريق اللبناني خمسة عشر يوماً».

زرب وليد جنبلاط وعاصم قانصو و… يقاطع: «ترك من ذهبوا لجلب المال ينتظرون خمسة عشر يوماً. الجميع كانوا يريدون المال أما أنا فطوال عمري لم آخذ شيئاً».

خدمات ومساعدات

لكن، كيف استطاع البرجاوي الصمود خلال فصول الحرب بلا مال؟ من ثروته الخاصة؟ يجيب: «أنا اصرف بالحدّ الأدنى. وساعدنا تيار المستقبل في وقت من الاوقات وكذلك حزب الله». لكن، من يساعد يطلب في المقابل شيئاً. ماذا كان مطلوباً منه؟ يجيب «إعتمد رفيق الحريري آلية تختلف عن الآلية التي اعتمدها سعد (الحريري). رفيق الحريري كان إذا اختلف مع أحد يحاول ان يتفاهم معه. يعطيه مالاً او موقعاً وإذا لم يمش الحال يحيده. أما سعد إذا اختلف احد معه يرسل وراءه فرع المعلومات ليعتقلوه. غباء سياسي. هو أنهى الحال التي أوجدها والده. وأتذكر أنني اختلفت مع رفيق الحريري في انتخابات عام 1998 وحين اختلفنا معه شكانا عند السوريين. تكلم عبد الحليم خدام مع غازي كنعان حول ذلك وقال له: شاكر يزعجهم في بيروت. ويومها رفع غازي سعري وقال: شاكر آدمي ووطني وعروبي. فقال له رفيق الحريري: نعطيه ما يريد من خدمات شرط ألّا يقف ضدنا. التقاني سليم دياب – وهو صديقي – فقلت له: «أريد خدمات صحية لجماعتي وخدمات تعليمية».

ما هو المبلغ الذي تقاضاه من المستقبل؟ يجيب «لم يكن مبلغاً مالياً مباشراً بل خدمات.

وكيف ساعده حزب الله؟ يجيب «خلال حرب تموز شاركنا في عمليات عسكرية للحؤول دون إنزال إسرائيلي من منطقة الناعمة الى خلدة. ويومها سألنا الحزب عن احتياجاتنا وساعدنا بمبلغ رمزي». كم كان هذا المبلغ؟ ما بيحرز. ولا يقدر بشيء أمام ما عرضته السعودية علينا عبر السفير عبد العزيز خوجة. إتصل مكتب السفير بنا طالبا رؤيتنا في اليوم التالي عند العاشرة صباحاً. ذهبت فاستقبلني في موقف السيارات ثم جلسنا في مكتب الملحق العسكري. وقال لي: أعطينا سعد ستة مليارات (في العام 2009) لينشئ مؤسسات لكنه لم يفعل شيئاً. لذلك، إخترناك لتفعل ذلك من بيروت الى عكار الى طرابلس.

سألني عن وجود التيار العربي في عكار فأجبته: نحن تيار إمكاناتنا على قدنا وليس لدينا إمكانيات التوسع. قال: سنساعدك على ذلك لترشح مخاتير ورؤساء بلديات وتمثلنا في لبنان. سألته: ماذا عن سعد الحريري؟ أجابني: سعد في قاموسنا انتهى. وطلب مني إعداد دراسة عن ما هو مطلوب لتحقيق ذلك. طلبت منه وقتاً فأجابني: أمامك ثلاثة أيام. بعد أسبوع طلبت موعداً فلم يجيبوا. إتصل بي سليم دياب وسألني: ماذا حدث معك؟ أخبرته. فقال لي: وسام الحسن أخبر سعد أن السعوديين أخذوا قراراً بدعم شاكر، فقصد جاك شيراك ونزل معه في زيارة غير معلنة الى السعودية. سعد اشتكى عند الأميركيين والفرنسيين أن السعوديين يضغطون عليه لزيارة سوريا فقال الملك عبدالله: سنعيدك مثل العمال الذين يرتدون القبعات الصفر. نحن أوجدناكم ونحن ننهيكم. ويومها أخذوا القرار بالإنفتاح عليّ. سألت دياب يومها ولماذا أنا لا أسامه سعد أو عبد الرحيم مراد فأجابني: لا نعرف. ربما لأنهم وجدوا فينا حالة ممكن أن تتوسع. لكن حين ذهب سعد وشيراك الى السعودية عادت عن قرارها».

يتابع شاكر البرجاوي كلامه من مكتبه عند تخوم المدينة الرياضية، المحاذية للطريق الجديدة، ويقول: «صدق معنا رفيق الحريري حين قال لن أدع فقيراً في بيروت. هاجروا جميعاً الى الضواحي. ويستطرد عن تجربته في حزب البعث العراقي: هو حزب حديدي على الطريقة الستالينية. نفّذ ثم إعترض. شاركت وقاتلت في منطقة الفنادق ودير بكفتين وضهر العين. كنا يومها متحمسين جداً ولدينا افكارنا. وكان الحزب طليعياً. كبرتُ في الحزب العقائدي هذا ثم اختلفنا. وبعد الإجتياح الإسرائيلي تحولت نحو الناصري. كانت كل الأحزاب موجودة في بيروت».

مع سوريا

ماذا عن أولى خطواته السياسية – بعد التوقيف – في اتجاه سوريا؟ يجيب بسؤال: «أنتِ حدثت معك مشكلة في سوريا؟». لم نفهم ماذا قصد بهذا السؤال لكن نتابع استطراده: «بعد العام 1982 أصبحت مسؤولا عن قراراتي. بدأ التحول الفكري نحو العمل الناصري وأنشأت حركة 6 شباط وتحالفت فترة مع الشيخ عبد الحفيظ قاسم. حاولنا توحيد القوى الناصرية لكننا فشلنا. حدثت صدامات مع حركة امل والإشتراكي في بيروت. وهنا بدأ لقاؤنا مع السوريين. إعتقلت- كما سبق وأخبرتك» ويعود ليكرر الحكاية: «قبل الإعتقال، كنت أذهب الى الشام وألتقي – مع الأحزاب الوطنية – عبد الحليم خدام. لم تكن علاقتي سوية في البداية مع النظام السوري. أوقفوني في فرع المنطقة فرع المخابرات ثم نقلوني الى التحقيق العسكري ثم الى سجن صيدنايا بتهمة مقاتلة مشروعهم». ألم يلتق في رحلته تلك معتقلين لبنانيين في غياهب السجون السورية؟ يجيب: «نعم لكنهم خرجوا جميعا». لا، لم يخرجوا. هناك 237 معتقلا حتى اللحظة؟ يجيب: «بدك تشوفي إذا عايشين».

يشدد البرجاوي «على عدم معاداته سوريا حتى يوم أوقف فيها ويقول «إختلفت مع السوري على مشروع في البلد رأيته خطيراً. لكني لم أكن يوماً ضد سوريا». لكن، ألا يستدعي وجود مشروع خطير إعادة النظر؟ يجيب: «إنفجر صراع ياسر عرفات مع سوريا في لبنان. أنا رفضت هذا الصراع وحافظت على المخيمات. ودفعت ثمن ذلك. لا يمكن للبناني، لديه حس، معاداة سوريا التي تبقى شقيقة».

هل تبقى شقيقة حتى ولو أعدت مشروعاً خطيرا للبنان؟ يجيب «لحظة، لنصحح العبارة. أنا رأيت المشروع في ذاك الوقت خطيراً ورفضته ودفعت ثمنه ولو قبلته لكنت أصغر وزير وأصغر رئيس وزراء في لبنان. أنا لا ولن أكون ضد سوريا. وإذا قطع هذا النظام رأسي لذهب دماغي الى الشام لا الى تل أبيب».

يتكلم على مرأى من صورة كبيرة تجمعه مع بشار الأسد. ونسأله: هل أنت حريص على إعلان ولائك عبر هذه الصورة؟ يجيب بسؤال: هل تريدين أن أضع صورة لي مع نتنياهو؟ نتجاوز هذا النوع من الأسئلة الى سؤال أدق: لماذا لا نراك مع صورة زعيم لبناني مع رئيس الجمهورية السابق ميشال عون مثلا؟ يجيب: «أملك صوراً كثيرة من هذا النوع». في الألبومات؟ يجيب: «الإخوة (عناصر التيار العربي) أرادوا وضع هذه الصورة». كل من يسمع باسم شاكر البرجاوي يقول: إعتقل الرجل في سوريا فخرج سوري الهوى… يقاطعنا: «أحد معارفي سألني نفس السؤال: أبو بكر هل غسلوا دماغك في سوريا؟ أجبته: ثيابنا لم يغسلوها فهل يغسلون أدمغتنا؟». يضحك وحده لذلك.

جلس أبو بكر مرتين مع بشار الأسد الذي سأله ستة أسئلة بينها: كيف ترى الحلّ في لبنان؟ كيف تقيّم العلاقة اللبنانية السورية؟ ما هو شكل النظام الصالح للبنان برأيك؟… يضيف: أتذكر أن أهضم شيء قاله لي خدام في أحد اللقاءات ردا على قولي: أليس عيباً أن تسجنوني وأنا قاتلت إسرائيل. أجابني: شاكر نحن حافظنا عليك فلو كنت في الخارج في مثل تلك الظروف لما بقيت حياً».

ماذا عن علاقته بحزب الله؟ يجيب «تجمعني معه المقاومة». وماذا عن 7 أيار الذي تواجه فيه مع الحزب الذي أراد السيطرة على بيروت والسنّة؟ يقول «كبري عقلك. السنّة طائفتهم العروبة وإذا تحولوا الى مذهب يصبح ثمنهم «فرنكين» وبلا قيمة. أهمية الطائفة أنها تمثّل الإمتداد العربي. فهل تظنين أن حزب الله قادر أن يسيطر على السنة؟ هذا هراء. الدول العربية أعادت فرض السنّة في اتفاق الطائف. نحن لسنا حالة محلية لذلك لن يتمكن أحد من السيطرة علينا». يكرر برجاوي الكلام عن وجود التيار العربي. فمن يُمثل حالياً؟ وكم عدد الملتحقين به واقعياً؟ يجيب «نحن موجودون في بيروت والمحيط والإقليم والناعمة. وخياراتنا ليست شعبية لكننا أقوياء في ذاكرة بيروت. وحلمنا الإنتشار في كل الساحات». لكنكم لم تحققوا شيئاً من هذا النوع منذ نشأتكم العام 1982؟ يجيب «نحن أكلنا ضربات كثيرة لم يتعرض الى مثلها أحد».

الأصدقاء

نشعر بمغالاته هنا ونسأله: ألم يُنفى ميشال عون؟ ألم يسجن سمير جعجع؟ يجيب: «لا أحد تلقى ضربات قدنا». ماذا عن عدد المنتسبين الى تياره؟ «لم اعدهم». هل هم مئة مئتان؟ «لا، لا، كبري عقلك». ألف ألفان؟ لا جواب.

نتجاوز السؤال ونتابع. يتحدث البرجاوي عن صداقات خلال حديثه. وليد جنبلاط كان واحداً من الأصدقاء «هو طالب بخروجي من سجون سوريا أكثر من خمسين مرة، لكن علاقتنا لم تعد جيدة. كنا يومياً مع بعضنا لكن تغيرت الدنيا. أتى رفيق الحريري فتقرّب منه وأعتقد أنه شعر أن صداقتنا ستكون عبئاً عليه فابتعد. وحين ذهب ذات مرة الى سوريا سأله صديقي محمد ناصيف: هل ترى شاكر؟ لذلك، عاد واتصل بي ووقفت العلاقة عند هذه الحدود». ماذا عن سليم دياب الذي تكرر إسمه كصديق أيضا مراراً في كلامك؟ «تجمعنا صداقة ومحبة. كان دياب الشخص الثاني مع رفيق الحريري لكنه اختلف مع سعد».

يتابع ذكر أصدقائه: «حسن مراد، فيصل كرامي، عبد الرحمن البزري، أسامه سعد، مصطفى حمدان وهذا الأخير صديق وأخ أيضا. درزياً، أنا ووئام (وهاب) تجمعنا علاقة مميزة. كل يوم سوا (معاً). أما نبيه بري فعلاقتي معه، بالشخصي، جيدة. ذبحنا بعضنا في السياسة لكنني أعرف أن لا أحد يمكن ان يتطابق مئة في المئة مع أي أحد آخر. يتابع: زرتُ ميشال عون لوداعه يوم غادر القصر الجمهوري. عادة، حين يكون الأشخاص في المواقع أبتعد عنهم». هل عاد والتقى عون في الرابيه؟ يجيب: «هناك صديق قال لي إنه سيرى سمير جعجع فقلت له: هو انجب 21 نائبا فأين سيصرفهم في السياسة؟». نذكره أننا سألناه عن ميشال عون فيقول: «ميشال عون إستراتيجي».

هل تابع شاكر البرجاوي دروسه؟ يجيب: «درست هندسة كهربائية». يعود ويتمهل مضيفاً: «لكنني لم أتابع». هو أب لثلاثة أولاد؛ ثلاثتهم في الخارج.

مع صديقيه وئام وهّاب وفيصل كرامي

من قتل رفيق الحريري؟ سؤالٌ وجهناه الى من اعتبر أن العيون طالما كانت عليه ليرث الحريرية السياسية فأجاب: «المشروع قتله». ومن نفذ؟ «لا أعرف. أسألك بدوري من قتل رينيه معوض ومن قتل جون كينيدي ومن قتل بشيرالجميل؟». التحقيق الدولي أعطى أجوبة في قضية إغتيال الشهيد رفيق الحريري والرئيس الشهيد بشير الجميل معروف بأيادي من إغتيل… يقاطعنا بالقول: قتل الحزب القومي السوري بشير الجميل فما علاقة سوريا؟ وكمال جنبلاط قتلوه ليقتلوا المشروع أما من نفذ فتلك وجهة نظر».

قبل أن نغادر يبتسم برجاوي قائلا: «نجيب ميقاتي كلما رآني في مكان يقول لي: أنا بحبك… أجيبه: وأنا بحبك أكتر». لم نفهم هنا أيضا ماذا قصد «الأخ شاكر» بما قال.

ملخص تجربته

هذه حكايته (تصوير فضل عيتاني)

لا تلعبوا معي (فضل عيتاني)

 

زر الذهاب إلى الأعلى