وزراء يحذّرون وهذه هي الكارثة

النشرة الدولية –

المحرر السياسي – الثائر –

تتوالى التحذيرات على لسان وزراء حكومة تصريف الأعمال، مِمّا سيحلُّ بلبنان وشعبه.

وزير الطاقة يحذّر من نقص الفيول، وتوقف المعامل عن انتاج الكهرباء، والدخول في العتمة الشاملة.

ووزير الأشغال يحذّر من توقف العمل في المطار، ويحذّر “هذه الشتوي قطعت” لكن القادم هو الطوفان، وكان حذّر قبل مرات ومرات، من مستوعبات سامة وحاويات في مرفأ بيروت.

وزير الزراعة يحذر من انعدام الأمن الغذائي في لبنان، أمّا وزير الاقتصاد فيحذر اللبنانيين من التجار والمتلاعبين بالاسعار ولقمة عيش المواطن، وحذّر من المجاعة الشاملة، وطلب المعونة ب “شخطة قلم”.

ووزير الداخلية حذّر من مواد متفجرة مخزنة شمالي بيروت، ويحذّر من انهيار القوى الأمنية.

وزير الصحة يحذر القطاع الصحي يحتضر، ومثله وزير الاتصالات يحذر من انهيار القطاع، ومن التخابر غير الشرعي.

كل الوزراء يحذرون من كوارث بالجملة ستهبط على رؤوس اللبنانيين!!!

وكأن مهمة الوزراء هي التحذير!!! وأن إيجاد الحلول وتحمل المسؤولية ومعالجة المشاكل والأزمات، فهي من مسؤولية الشعب.

غريب أمر هؤلاء الوزراء “الاختصاصيين” !!!!

فيبدو أنهم متخصصون فقط في التحذير، أما رئيس حكومتهم، فبالإضافة إلى التحذير، هو متخصص بالتهديد بالتوقف عن العمل، وكأن إنجازاته منقطعة النظير، وعمله لا ينقطع والبلد في عهده بألف خير.

صفر عمل، وصفر انتاجية، وصفر مسؤولية، هذا ما يميّز وزراء حكومة تصريف الأعمال، التي تصرف الأموال، ولا تُصرّف الأعمال.

هذه هي الكارثة التي حلّت بلبنان وشعبه، أن ابتلاه الله بوزراء لا يجيدون سوى التحذير.

كان قد ابتلاه ايضاً بجماعات من اللصوص، دخلوا كل خزائن الدولة فنهبوها وعاثوا فساداً بإداراتها.

زعيم الجماعة جلس أكثر من ثلاثين سنة، حاكماً أوحداً منفرداً بذاته على الكنز المفقود، مطمئناً الشعب: أن “الليرة بخير” و “الودائع بخير”، فاكتنز هو ما اكتنز، ووزّع الباقي على؛ الاشقاء، والاصدقاء، والعشّاق والعشيقات، وحراس الأبواب، ومندوبي الأبواق.

انفجر قلب بيروت!!! وتناثرت جثث ابنائها على الحيطان، وفي الطرقات. انهارت المباني، وتبعثرت الأحلام والأمال، وجرى نهر من الدموع والدماء، والمجرمون خارج السجن يسرحون ويمرحون دون ادنى حساب أو عقاب.

فسادٌ، ونهبٌ، وسرقاتٌ، وتهريبٌ، ومخدراتٌ، وتبييضُ أموالٍ، وقتلٌ، وتفجيرٌ، وفي نهاية المطاف يستعين الجاني بكتاب “الجان وطرائف الزمان” و “بدع الشيطان” فيخاصم الدولة ويعطّل المعطّل، في دولة اللاعدل واللا عدالة.

إذا غضب الله على قوم سلّط عليهم أشرارهم، وحكام ظالمين، لكن لا منجاة لظالم، «إن الله ليملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته»، ثم قوله تعالى: «وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ» [هود:102].

زر الذهاب إلى الأعلى