مباحثات عراقية كويتية لانشاء منطقة تبادل تجاري وزيادة الاستثمار
د. أسامة مهدي
شهدت بغداد اليوم مباحثات تجارية عراقية كويتية رفيعة تستهدف انشاء منطقة للتبادل التجاري وتطوير منفذ صفوان الحدودي بينهما وتطوير التجارة البينية بين البلدين وتنشيط وزيادة حجم التبادل التجاري وخلق فرص الاستثمار.
وخلال اجتماع الرئيس العراقي برهم صالح في بغداد الاربعاء مع وزير التجارة والصناعة الكويتي خالد الروضان والوفد المرافق له فقد شدد على أهمية متابعة ما تم اقراره في مؤتمر الكويت لإعادة اعمار العراق الذي عقد في فبراير 2018 حيث قدم مانحون حوالي 30 مليار دولار للمساهمة في اعادة اعمار المناطق العراقية التي دمرتها الحرب ضد الارهاب.
وأكد صالح على ضرورة تعزيز التعاون التجاري بين البلدين وسبل تطويره لتحقيق التنمية الاقتصادية لما فيه مصلحة شعبيهما كما نقل عنه بيان صحافي رئاسي تابعته “إيلاف”، مشيرا الى ان “العراق لديه الرغبة الجادة في الإنفتاح على محيطه العربي والإقليمي والدولي في المجالات الاقتصادية والصناعية بما يعزز مكانته ويحقق تطلعات شعبه، مشيداً بمساهمة الكويت في مساعدة النازحين واعمار المناطق المتضررة.
من جانبه، أكد الوزير الروضان حرص بلاده على تطوير العلاقات مع العراق واستعداد الشركات الكويتية للإستثمار وتأهيل البنى التحتية في مدنه. وجرت خلال الاجتماع مناقشة عدد من القضايا التي تهم البلدين، والتأكيد على رفع مستوى التبادل التجاري والاقتصادي وتبادل الخبرات والتنسيق المشترك في المجالات كافة.
يشار الى ان تعهدات الدول المشاركة في مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق المنعقد هناك منتصف يناير 2018 وهي 76 دولة ومنظمة إقليمية ودولية قد بلغت 30 مليار دولار ستكون على شكل قروض وتسهيلات ائتمانية واستثمارات تقدم للعراق من أجل إعادة بناء ما دمرته الحرب على خلاف ما كان يأمله في الحصول على تعهدات بنحو 88 مليار دولار مقدرا كلفة اعمار المناطق المحررة من تنظيم داعش بـ 100 مليار دولار.
مباحثات عراقية كويتية حول 8 ملفات تجارية وصناعية
وخلال اجتماع عقده وزير التجارة العراقي محمد هاشم العاني مع نظيره الكويتي حالد الروضان الذي وصل الى بغداد اليوم فقد تم بحث ثمانية ملفات اقتصادية.
وقال العاني خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكويتي ان مباحثات اليوم تأتي لكسر الحاجز بين البلدين وإعادة العلاقات التجارية والاقتصادية ولرفع مستوى التبادل التجاري بينهما. واوضح ان المباحثات مع نظيره الكويتي تهدف الى وضع صورة واضحة للاتفاقات بين البلدين بعد انفتاح العراق على العالم وانفتاحه على السوق الحرة، والذي هو هدف الحكومة العراقية والذي ترجمه برنامجها لزيادة حجم التبادل مع دول العالم والكويت منها.
ومن جانبه أكد الروضان ان الهدف من زیارته للعراق هو لحلحلة جمیع المعوقات امام تنشیط التجارة بین البلدین والنھوض بھا الى مستویات جیدة. واشار الى وجود رغبة صادقة وحقيقية لفتح افاق جديدة للتعاون ورفع مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين في مختلف القطاعات.. مؤكدًا أن لدى الكويت كل الامكانات لخلق فرص وشراكات مع العراق.. مشددا على رغبة بلاده في تذليل كل العقبات التي تعيق النمو التجاري مع العراق وخلق فرص للاستثمار في العراق والكويت.
وأكد الروضان “وجود إرادة حقیقیة من الجانب الكویتي وبتوجیھات سامیة من أمیر البلاد الشیخ صباح الاحمد الجابر الصباح لتطویر العلاقات التجاریة.. مشيرا الى وجود الكثیر من المعوقات امام تطویر الحركة التجاریة بين الجارين.. مؤكدا ان “زیارته الیوم تعكس رغبة صادقة لحلحلة كل تلك المعوقات”.
وقال إن “مستوى التبادل التجاري بین البلدین حالیا لا یرتقي لمستوى العلاقات المتطورة بینھما ولابد من النھوض به وتطویره”.
وأضاف أنّ المباحثات الحالية تشمل رغبة الكويت في انشاء منطقة للتبادل التجاري وتطوير منفذ صفوان وتطوير التجارة البينية بين العراق والكويت والاتفاق على آليات التطوير وطرح مجالات للتعاون بمختلف المجالات فضلا عن تنشيط وزيادة حجم التبادل التجاري وخلق فرص الاستثمار.
وكان وزیر التجارة والصناعة الكویتي قد حل في العاصمة العراقية في زیارة رسمیة تستغرق یومین یلتقي خلالھا عددا من كبار المسؤولین العراقیین لبحث سبل تطویر العلاقات التجاریة بین البلدین.
وكان الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية قد اعلن في 11 من الشهر الحالي عن منح العراق 85 مليون دولار للمساهمة بتمويل مشاريع إعادة إعمار القطاع الصحي في مناطقه المحررة المتضررة من العمليات الإرهابية وهي جزء من منحة كويتية مقدارها 100 مليون دولار أميركي من الإلتزام المعلن عنه خلال مؤتمر واشنطن للمانحين لدعم العراق للاسهام في تغطية الإحتياجات الإنسانية لهذا البلد.