قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الأربعاء، إن هدى مثنى، التي التحقت بداعش وتزوجت من 3 رجال في 5 سنوات، ليست مواطنة أمريكية ولن يسمح لها بالدخول إلى أمريكا.
وقال بومبيو: “السيدة هدى مثنى ليست مواطنة أمريكية ولن يسمح لها بالدخول إلى أمريكا، لا تملك ارتباطا قانونيا، لا تحمل جواز سفر أمريكي، وليس لديها الحق بالحصول على جواز، ولا تأشيرة دخول إلى أمريكا، ننصح جميع المواطنين الأمريكيين بعدم الذهاب إلى سوريا”.
مثتنى، من ولاية ألاباما، سافرت إلى سوريا للالتحاق بتنظيم داعش، وتزوجت من 3 رجال خلال 5 سنوات، وتقول إنها نادمة على ما فعلته وتتوسل أن يسمح لها بدخول أمريكا مجددا.
وفي ملاحظة خطية حصلت عليها CNN من أحد أفراد العائلة، كتبت هدى: “عندما غادرت إلى سوريا، كنت امرأة ساذجة وغاضبة ومغرورة وغير ناضجة، ظننت أنني أفهم معتقداتي الدينية”.
وقالت هدى، التى تصدرت قائمة الترند على موقع تويتر، فى مقابلة مع صحيفة الجارديان :”أدركت أننى ارتكبت خطأ كبيرا، وأعرف أننى أفسدت مستقبلى ومستقبل ابنى وأنا نادمة بشدة، فسنواتى الأربع الأخيرة مع الجماعة الإرهابية كانت تجربة مؤلمة، كنا نموت من الجوع لدرجة جعلتنا نأكل العشب”.
وأبلغت الصحيفة ردا على سؤال عما إذا كانت لديها رسالة لمسئولين أمريكيين :”أود أن أقول لهم أن يسامحوننى لكونى جهلة للغاية، فأنا كنت صغيرة جدا، كنت فى التاسعة عشرة من عمرى عندما قررت المغادرة”.
وأضافت :”أعتقد أن أمريكا تعطى فرصا ثانية، أنا أريد العودة إلى عائلتى، ولن أعود إلى الشرق الأوسط مرة أخرى، ويمكن لأمريكا أن تأخذ جواز سفرى ولن أمانع”، مشيرة إلى أنها لم تكن على اتصال بأحد من وزارة الخارجية.
وكانت هدى قد تصدرت عناوين الأخبار الأمريكية عام 2015، بعد أن تركت عائلتها فى برمنجهام بولاية ألاباما، للانضمام إلى المجموعة الإرهابية داعش.
وتأتى هذه الدعوة من هدى، بعد هروبها مؤخرا من داعش من بلدة سوسة، ووقوعها فى أيدى القوات الكردية، وهى حاليا محتجزة فى مخيم للاجئين فى شمال شرق سوريا، وتعد هدى واحدة من 1500 امرأة وطفل أجانب يعيشون فى مخيم للاجئين يديره الأكراد فى شمال سوريا.
وتزوجت “هدى”، أثناء وجودها مع تنظيم داعش 3 مرات، الأولى من داعشى استرالى الجنسية والذى قتل فى إحدى معارك التنظيم، لتقوم بعدها بكتابة تغريدة عبر حسابها على “توتير”، تحرض فيها على سفك الدماء الأمريكية قائلة: “استيقظوا يا أمريكيين، أيها الرجال والنساء، فهناك الكثير لتفعلوه وأنتم تعيشون فى ظل العدو الأكبر، كفى نوما، اركبوا سياراتكم واسفكوا دمكم، أو استأجروا الشاحنات ودوسوا عليهم، فى يوم المحاربين القدامى أو فى الأعياد القومية.. اقتلوهم”.
وأوضحت أنها عقب مقتل زوجها الأول، تزوجت بعد ذلك من مقاتل تونسى، وأنجبت منه ولدها آدم، الذى يبلغ من العمر الآن 18 شهرا، وتعرض زوجها الثانى للقتل هو الآخر فى الموصل، وبعد ذلك تزوجت ولفترة قصيرة من مقاتل سورى العام الماضى، وأصبحت أرملة للمرة الثالثة، وهربت بعدها من التنظيم.
وزعمت هدى، فى حوارها مع الصحيفة، أن والديها كانوا صارمين للغاية فى تربيتها، ووضعوا قيودا على تحركاتها وهو ما ساهم فى قرارها بالانحراف إلى داعش، وقالت إنها تعلمت من تلقاء نفسها، وكانت تعتقد أن كل ما تقرأه فهو صحيح، ولم تكن تعرف أين الحقيقة.
ويواجه مقاتلو داعش وزوجاتهم مصيرا مجهولا بعد أن أصبحت نهاية التنظيم الذي انتموا إليه وظنوا أنه سيعيد عهد الخلافة الإسلامية ويطبق شريعة الله، وشيكة، فبلدانهم ترفضهم ومجتمعاتهم تنبذهم، وهو الأمر الذي بات يشكل صداعا في رؤوس حكومات الدول الكبرى في العالم.
وتخوض قوات سوريا الديمقراطية، ذات الغالبية الكردية، مدعومة من أمريكا، حربا على آخر معاقل التنظيم في سوريا، في بلدة الباغوز الفوقاني، بريف دير الزور، ويبدو أن نهاية داعش ككيان جغرافي باتت مسألة وقت، إلا أن خطره لن ينتهي بسهولة، ومصير المقاتلين وزوجاتهم سيكون جزءا منه.