هبوط اضطراري… تلك أشهر حوادث اختطاف الطائرات

تتنوع الدوافع ما بين السياسية والابتزاز المادي وأحياناً بسبب أمراض نفسية وعلاقات شخصية

النشرة الدولية –

اندبندنت عربية –

عندما يريد المراقبون أن يدللوا على خطورة أزمة في بلد معين، فإنهم يصفونها بالطائرة المختطفة، إذ لا تعرف لها وجهة، فمختطف الطائرة يغير مسارها باستخدام القوة أو التهديد بها، وفي حالات نادرة يقود الخاطفون أنفسهم الطائرة، ولمرة واحدة في الأقل اختطفت طائرة بواسطة طيارها الرسمي.

سوسن مهنا

ووفقاً لـ”اتفاقية لاهاي” لقمع الاستيلاء غير المشروع على الطائرات عام 1970، يعد مرتكباً لجريمة أي شخص كان على متن طائرة وهي في حالة طيران، ويستولي على نحو غير مشروع، بالقوة أو بالتهديد بها، أو بأي شكل آخر من أشكال الإرهاب، على تلك الطائرة، أو ممارسة السيطرة عليها، أو يكون شريكاً مع شخص يرتكب أو يحاول ارتكاب أي من تلك الأفعال، على أن تتعهد كل دولة بأن تجعل الجريمة معاقباً عليها بعقوبات مشددة.

وتعتبر الطائرة في حالة طيران منذ لحظة إغلاق كل أبوابها الخارجية وبعد صعود الركاب إليها حتى اللحظة التي يتم فيها فتح أي من تلك الأبواب بغرض إنزالهم. وفي حالة الهبوط الاضطراري يستمر اعتبار الطائرة في حالة طيران حتى الوقت الذي تتولى فيه السلطات المتخصصة المسؤولية عن الطائرة وما على متنها من أشخاص وأموال. ولا تطبق هذه الاتفاقية على الطائرات المستعملة في الخدمات العسكرية أو الجمركية أو في خدمات الشرطة. ولا تطبق هذه الاتفاقية إلا إذا كان مكان إقلاع الطائرة التي ارتكبت الجريمة على متنها أو مكان هبوطها الفعلي واقعاً خارج إقليم دولة تسجيل تلك الطائرة، بصرف النظر عما إذا كانت الطائرة مستعملة في رحلة دولية أو خارجية.

11 سبتمبر 2001

“بحوزتنا بعض الطائرات، كل سكان المدينة تحت الخطر”، نطق الخاطف محمد عطا بهذه الكلمات لتحذير ركاب الطائرة التي اختطفها والتابعة لشركة “أميركان إيرلاينز” التي كانت تقوم بالرحلة رقم (11)، وصدم البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي كجزء من هجمات منسقة، في ذلك اليوم الذي استولى فيه انتحاريون على أربع طائرات ركاب أميركية وصدموا بها ناطحتي سحاب في نيويورك، ومبنى البنتاغون في واشنطن، أما الرابعة فتحطمت في أحد الحقول بولاية بنسلفانيا. محمد عطا لم يضع سكان نيويورك وحدهم في ذلك اليوم تحت الخطر، بل العالم أجمع.

ومن الممكن القول إن حادثة اختطاف الطائرات الأربع 11 سبتمبر 2001 غيرت وجه العالم مع بداية الألفية الثانية، وهزت صورة الولايات المتحدة كقوة عالمية عظمى. وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل آلاف الأشخاص، وبلغ عدد الضحايا وفقاً لإحصاءات أميركية ما يقارب ثلاثة آلاف قتيل، ومن بين القتلى نحو 400 من رجال الشرطة والإطفاء، سقط معظمهم في نيويورك. وقتل جميع ركاب وطواقم الطائرات الأربع وعددهم 246. ولا تزال مفاعيل هذا الهجوم الدامي ماثلة حتى اليوم، كأحد أكثر الأحداث رعباً وتأثيراً في القرن الـ21.

أشهر حوادث الاختطاف

مئات الحوادث لاختطاف الطائرات شهد عليها القرنان الماضي والحالي، وانتهى عديد منها بمأسوية. ويرصد تقرير للمنظمة الدولية للطيران المدني “إيكاو” عديداً من جوانب الخسائر التي تتسبب فيها حوادث اختطاف الطائرات، ومنها السمعة الدولية الخاصة بالمطارات وشركات الطيران، إذ يقع العبء الأكبر على منظمات وهيئات الطيران المدني، التي غالباً ما يتم إصدار تحذيرات إليها، ووضعها في قوائم المناطق الأقل أمناً والأكثر خطورة على حركة الطيران، بخلاف إبلاغ شركات الطيران بالحذر من استخدام هذه المطارات، ويصل الأمر إلى وقف التعامل مع المطارات التي تزداد فيها عمليات الاختطاف.

ويعود تاريخ اختطاف الطائرات إلى عام 1931 في بيرو، على يد “التحالف الشعبي للثورة الأميركية”، وهي جماعة متمردة ضد الرئيس سانشيز ستيدو، الذي جاء بعد انقلاب عسكري، حين استولت مجموعة من المتمردين على طائرة يقودها طيار أميركي، كأول حادثة اختطاف طائرة لأسباب سياسية، إلا أن العملية فشلت وألقي القبض على المتورطين.

الرحلة رقم “426”

في 23 يوليو (تموز) 1968 اختطف أفراد تابعون لـ”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” الرحلة رقم “426” على طائرة هي من طراز بوينغ 707 تابعة لشركة “إل عال”، وكانت في طريقها من مطار هيثرو بلندن، إلى مطار ليوناردو دا فينشي في روما، ثم إلى مطار اللد المعروف حالياً بمطار بن غوريون الدولي. فتح أحد الخاطفين الباب غير المقفل لكابينة القيادة وناشد الطيار بعقب مسدسه وأمره بالسفر إلى الجزائر.

هدد الخاطفان الآخران الركاب بالمسدسات والقنابل اليدوية. عندما هبطت الطائرة في مطار هواري بومدين الدولي احتجزت السلطات الجزائرية الطائرة. في اليوم التالي أرسلوا جميع الركاب غير الإسرائيليين إلى فرنسا على متن طائرات “الجيري كارافيل” (Algerie Caravelle)، الجوية، واحتجز 12 راكباً إسرائيلياً وطاقمها الـ10 كرهائن، ومن ثم أطلق سراح عشرة نساء وأطفال خلال نهاية الأسبوع. تفاوضت الحكومتان الإسرائيلية والجزائرية على عودة الرهائن والطائرة عبر القنوات الدبلوماسية.

بعد خمسة أسابيع أطلق سراح الجميع مقابل 16 سجيناً عربياً مداناً، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية، واستمرت عملية الاختطاف 40 يوماً كأطول عملية اختطاف لرحلة تجارية. أدت تلك العملية إلى موجة من عمليات الاختطاف التي قامت بها في ما بعد “الجبهة الشعبية”.

“الرحلة 840”

في 29 أغسطس (آب) 1969، اختطفت طائرة أميركية من تل أبيب على يد الفلسطينية ليلى خالد، عضوة “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، إذ كانت أول امرأة تقدم على اختطاف طائرة في العالم، وحلقت بها في سماء إسرائيل قبل أن تقودها وعلى متنها 116 راكباً من جنسيات مختلفة. وبعد إبرام صفقة تبادل أسرى بوساطة الصليب الأحمر، أجلي جميع الركاب، وأعيد بموجبها ستة إسرائيليين مقابل 13 سورياً بينهم طيارون عسكريون، وفجرت ليلى الطائرة، ثم سلمت ورفيقها نفسيهما للسلطات السورية، وبعد فترة من الاحتجاز عادت إلى الأردن ومنها إلى لبنان، وكانت قد عرفت بصورة شهيرة تداولتها وسائل الإعلام على نطاق واسع.

ومن بعدها أجرت عملية جراحية في الوجه، تغيرت معها ملامحها بشكل كبير. فما كان منها إلا أن أقدمت على عملية اختطاف جديدة، بالتعاون مع مقاتل من نيكاراغوا يدعى باتريك أرغويلو يتبع لـ”الجبهة الساندينية للتحرير الوطني”، واختطفت طائرة الخطوط الجوية الإسرائيلية “إل عال” في السادس من سبتمبر 1970، من مطار أمستردام، كجزء من عملية مركبة لاختطاف أربع طائرات، إلا أن الخطة فشلت. قتل أرغوليو في إطلاق نار على متن الطائرة، من قبل حرس رئيس الاستخبارات الإسرائيلية الذي كان على متنها، وجرحت هي ثم اعتقلتها سلطات سكوتلانديارد وأودعتها سجن لندن، إلا أن رفاقاً آخرين لها اختطفوا طائرة أميركية للضغط من أجل إطلاق سراحها، وبعد تفاوض دام 28 يوماً تقريباً أطلقت السلطات البريطانية سراحها في عملية تبادل فخرجت هي مقابل ركاب الطائرة الأميركية مطلع أكتوبر (تشرين الأول) 1969.

يوم خطف الطائرات

في السادس من سبتمبر (أيلول) 1970، نفذت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عملية مثيرة خطفت خلالها ثلاث طائرات بشكل متزامن خرجت من مطارات فرانكفورت (ألمانيا) وزيورخ (سويسرا) وأمستردام (هولندا) متجهة إلى نيويورك في محاولة لإطلاق سراح مقاتلين فلسطينيين معتقلين في سجون أوروبا واسرائيل.

وكان وقع العملية ثقيلا، سواء عربيا أو عالميا، خصوصا بعد تحويل مسار الطائرات الثلاث باتجاه مطار “داوسن فيلد” مهجور في الأردن، والذي أطلق عليه الخاطفون تسمية “مطار الثورة”. غير أن عملية خطف الطائرة الإسرائيلية – والتي كُلفت بها ليلى خالد مع الثائر النيكاراجوي باتريك آرجويلو – فشلت وهبطت الطائرة في لندن.
ودون تخطيط من الجبهة، قرر شاب من منتسبيها خطف طائرة بريطانية انطلقت من البحرين، وحط بها إلى جانب الطائرتين الأمريكية والسويسرية في مطار الثورة.

وعن هذه الواقعة يذكر الباحث صقر أبو فخر، أنه بينما كان وديع حداد قائد “العمليات الخارجية” في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مخطط العملية والمسؤول عن تنفيذها، يتابع مراحلها تلقى خبرا عن خطف الطائرة الرابعة، وهو لا يعلم أي شيء عنها فارتاب، وخشي من أن يكون خلف ذلك مكيدة. فطلب برهاناً من الخاطف عن جنسيته وغايته، فما كان من الخاطف إلا أن قال له عبر برج مطار “داوسن”: “كوسى محشي وورق عنب”. فانفجر وديع حداد ضاحكاً وقال: “إنه من جماعتنا، فليهبط”، إذ كانت تلك أكلته المفضلة.

وطلب الفدائيون في حينه إطلاق سراح رفاق لهم معتقلين في سجون أوروبيّة، وعندمت رُفض مطلبهم عمدوا في 12 سبتمبر، وتحت أنظار وسائل الإعلام العالمية، إلى تفجير الطائرات الثلاث بعد إطلاق سراح ركابها.

عنتيبي

نفذت عملية عنتيبي مجموعة من الفلسطينيين واليساريين الأمميين الألمان في 27 يونيو (حزيران) 1976، حين خطفت طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية مع 248 راكباً كانت متجهة إلى عنتيبي قرب كمبالا عاصمة أوغندا. وبعد وقت قصير من الهبوط أطلق سراح جميع الركاب من غير اليهود. وطالب المختطفون بتحرير سجناء فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وفي ليلة الرابع من يوليو، نقلت طائرات النقل الإسرائيلية أكثر من 100 من جنود القوات الخاصة مسافة 2500 ميل (أربعة آلاف كم) إلى أوغندا لعملية الإنقاذ. واستمرت العملية لمدة 90 دقيقة، ونجحت القوة بتحرير 103 رهائن. قتل ثلاثة من الرهائن ورابع على يد ضباط الجيش الأوغندي في مستشفى قريب كان قد نقل إليه قبل العملية، وقتل من الجيش الأوغندي 45 ودمر كذلك الإسرائيليون على الأرض 11 طائرة مقاتلة طراز ميغ 17 سوفياتية الصنع تابعة للقوات الجوية الأوغندية. سميت عملية الإنقاذ في الأدبيات الإسرائيلية بـ”الصاعقة”، ويشار إليها أحياناً باسم “عملية جوناثان” نسبة إلى الجندي المقتول جوناثان نتنياهو، وهو الشقيق الأكبر لبنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل.

طائرة “لاندسهوت” الألمانية

أقلعت الرحلة 181 بطائرة من طراز بوينغ 737 التابعة لشركة “لوفتهانزا” الألمانية، في 13 أكتوبر 1977 من بالما دي مايوركا الإسبانية باتجاه فرانكفورت وعلى متنها 87 راكباً وخمسة من أفراد الطاقم. هنا أعلنت مجموعة تابعة لـ”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” خطفها وطالبت بالإفراج عن 11 عضواً في منظمة الجيش الأحمر الألمانية مسجونين في ألمانيا.

انتقلت الطائرة من روما إلى لارنكا والبحرين ودبي في مسار غير منظم لكسب الوقت والتزود بالوقود، وفي 16 أكتوبر هبطت الطائرة في عدن وأجبر قائدها يورغن شومان على الركوع أمام الركاب قبل أن يقتله زعيم مجموعة الخاطفين بدم بارد. ومن بعدها وصلت إلى مقديشو بالصومال لتقوم قوات مكافحة الإرهاب الألمانية (GSG-9)، بشن عملية قتل بها الخاطفون وتم تحرير جميع الرهائن بسلامة.

رحلة خطوط “توا” (TWA)

عام 1985 اختطف ستة عناصر من حركة “الجهاد الإسلامي” و”حزب الله” رحلة “توا” رقم “847”، إذ كان من المفترض أن تتوجه من أثينا إلى روما. اختطفت الطائرة بعد إقلاعها مباشرة ليتحول مسار الرحلة إلى العاصمة اللبنانية بيروت، حيث أخذ عنصر تابع للبحرية الأميركية وقتل، وأخذ سبعة ركاب من الطائرة واحتجزوا كرهائن في مكان آخر من المدينة.

الطائرة أقلعت مجدداً وتوجهت إلى الجزائر ليفرج عن الركاب الذين بلغ عددهم 65 مسافراً وعادت إلى بيروت، أما الخاطفون فطالبوا بإدانة دولية للولايات المتحدة وإسرائيل وتحرير المدانين بتفجير السفارة الأميركية في الكويت عام 1983.

رحلة الخطوط المصرية رقم “648”

في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 1985 أقلعت طائرة مصر للطيران الرحلة “648” متوجهة من مطار أثينا إلى مطار القاهرة الدولي، وبعد 10 دقائق من الإقلاع اختطف ثلاثة أشخاص تابعين لمنظمة “أبو نضال” الفلسطينية الطائرة وكانوا مسلحين بأسلحة ثقيلة، وأجبروا قائدها على الهبوط بها في مطار لوكا الدولي بمالطا، وبعد فشل المفاوضات مع المختطفين، قامت قوة عسكرية مصرية خاصة بعملية اقتحام للطائرة، واشتبكت مع الخاطفين ونتج من ذلك مقتل 56 شخصاً من أصل 92 مسافراً كانوا على متن الرحلة.

رحلة “بان أم” رقم 73

بينما كانت الطائرة التابعة لخطوط “بان أميركان”، الرحلة رقم 73، جاثمة على أرض المطار في كراتشي بباكستان بتاريخ الخامس من سبتمبر 1986، تعرضت للاختطاف على يد أفراد من جماعة أبو نضال وعلى متنها 379 شخصاً. وبعد احتجاز الركاب وطاقم الطائرة كرهائن قرابة 16 ساعة، بدأ الخاطفون في إطلاق النار بشكل عشوائي، فقتل ما لا يقل عن 20 راكباً وأصيب أكثر من 100. تم القبض على خمسة من الذين شاركوا في عملية الاختطاف، وصدرت أحكام بإدانتهم وسجنهم في باكستان. ومع ذلك، تم إطلاق سراح أربعة من المدانين في يناير (كانون الثاني) 2008.

رحلة الخطوط الجوية العراقية رقم “163”

عام 1986، اختطف أربعة عناصر تابعين لـ”حزب الله” الطائرة المتوجهة من بغداد إلى العاصمة الأردنية عمان، ليأخذوا معهم 91 مسافراً إضافة إلى 15 فرداً من طاقم الرحلة، حاولت القوات العسكرية التدخل مباشرة، ليرد المختطفون بإلقاء قنبلة في قمرة المسافرين، مما أدى إلى سقوط الطائرة بالقرب من عرار في السعودية، ومقتل 60 مسافراً وثلاثة من أعضاء الطاقم.

الجابرية

في الخامس من أبريل (نيسان) 1988 اختطف مسلحون طائرة كويتية، عرفت باسم “طائرة الجابرية”، كانت متجهة من تايلاند إلى الكويت، وعلى متنها 111 راكباً. حول المسلحون وجهتها إلى مدينة مشهد في إيران، حيث هبطت وقتل اثنان من ركابها، ثم أقلعت بعد أربعة أيام إلى جهة غير معلومة اتضح في ما بعد أنها “لارنكا” بقبرص بسبب نفاد الوقود، ومنها إلى الجزائر، حيث بقي على متنها الركاب والخاطفون لمدة تسعة أيام، وبعد مفاوضات مع السلطات الجزائرية أطلق سراح الخاطفين. استغرقت عملية الاختطاف 16 يوماً، وبحسب تقارير استخباراتية أميركية كان القيادي في “حزب الله” عماد مغنية متورطاً في عملية الاختطاف.

ووفقاً لموقع “محاماة للاستشارات القانونية المجانية” فإن الدول قد تشارك في حوادث اختطاف الطائرات، وحدث ذلك عندما أرغمت الطائرة التي كانت تقل المناضل الجزائري أحمد بن بلة في أكتوبر 1956 على الهبوط في الجزائر من قبل سلاح الجو الفرنسي. وكذلك إرغام الطائرة البريطانية التي كان من ضمن ركابها بعض زعماء الانقلاب السوداني المتجهين إلى الخرطوم في يوليو 1971 على الهبوط في مطار بنغازي من قبل سلاح الجو الليبي.

وفي عام 1985 اعترضت طائرة حربية أميركية طائرة مدنية مصرية كان على متنها المتهمون باختطاف الباخرة الإيطالية “أكيلا لاورو”، حين قررت السلطات المصرية تسليم المتهمين إلى “منظمة التحرير الفلسطينية” من أجل محاكمتهم وقد أرغمت على الهبوط في إيطاليا.

عمليات الاختطاف بالأرقام

وعلى رغم التشديدات الأمنية في المطارات، فإن الصعود على متن الطائرة بأسلحة بدائية والتهديد بتفجير قنابل كان أبرز أسباب تحويل مسارات الطائرات، مثالاً على ذلك أن خاطفي طائرات 11 سبتمبر لم يكن بحوزتهم سوى العصي وسكاكين صغيرة، لذلك تمكنوا من اجتياز فحص أمن المطار بسهولة. وبغض النظر عن النتيجة النهائية لعملية الاختطاف إلا أن تداعياتها قد تمتد لسنوات. كان آخرها حادثة خطف الطائرة الليبية 23 ديسمبر (كانون الأول) 2016، ومن قبلها اختطاف طائرة “إير باص” المصرية، في رحلتها من الإسكندرية إلى شرم الشيخ في مارس (آذار) من العام نفسه، والتي اضطرت إلى تحويل مسارها إلى مطار “لارنكا” في قبرص. الاختطاف دام لساعات معدودة وكان لأسباب شخصية، إذ طالب الخاطف باللجوء السياسي ورؤية مطلقته التي تعيش في قبرص وإطلاق سراح سجينات في مصر.

وإحصائياً ووفقاً لتقارير صحافية وثق ما بين عام 1947 إلى 1953 14 عملية اختطاف كانت دوافعها محاولة الهرب لأسباب سياسية عندما قسمت أوروبا. وما بين 1958 إلى 1973 كان أبطال معظم حوادث الاختطاف كوبيين في محاولة للهرب إلى الولايات المتحدة. وسجل عام 1969 رقماً قياسياً إذ خطفت 83 طائرة في كوبا مقابل 71 طائرة للعام الذي سبقه، في حين وصلت عمليات الاختطاف إلى 60 عملية بين عام 1971 و1972. أما الطائرات التي حول مسارها إلى الولايات المتحدة ولم تعد إلى كوبا فهي 51 طائرة كوبية منذ عام 1959، بعدها بادرت الحكومة الكوبية للاتفاق مع واشنطن في عهد الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون على توقيع اتفاق للتعامل مع حالات خطف الطائرات بوضع عقوبات شديدة على الخاطفين، من بينها عقوبة تصل إلى 20 سنة سجناً.

وما بين أعوام 1961 إلى 1977 دخلت المنظمات الفلسطينية على المسرح السياسي العالمي بهدف إطلاق سراح رفقائهم في السجون الإسرائيلية. وصارت هذه الحوادث عناوين الصحف في العالم، وأصبح المسافرون رهائن لعملية تبادل المسجونين داخل الزنزانات الإسرائيلية، لكن بدأت عمليات الاختطاف تنحى منحى خطراً بعد عام 1977 حين كانت تفجر الطائرات في الجو، ففجرت طائرة فيتنامية وعلى متنها 63 راكباً وطاقم مكون من ثمانية أشخاص قتلوا جميعهم عام 1974، وفي ديسمبر 1977 فجرت طائرة ماليزية في الجو وعلى متنها 93 راكباً إضافة إلى أفراد طاقم الطائرة وكان عددهم سبعة. وفي نوفمبر عام 1985 نفذت مجموعة من الجيش الأحمر الياباني عملية تفجير طائرة هندية فوق المحيط الأطلسي بالقرب من الأجواء الإقليمية لكندا، أسفرت عن مقتل 329 شخصاً، اتهمت فيها جماعة من طائفة السيخ الهندية المتطرفة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى