الصهاينة يعودون للوراء ونحن لا نتقدم!
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

يعود الصهاينة بالتاريخ إلى الوراء أكثر من نصف قرن على أمل إحياء مشروع يغال الون للحل النهائي للقضية الفلسطينية والدول التي خاضت معها حروب واستولت على أراضيها، وينفذ الصهاينة مشروع الون منذ فترة طويلة وبالذات خلال رئاسة حزب العمل للكيان وفي السنوات الاخيرة من قيادة الليكود، وفي مقدمة أهداف هذا المشروع ضم قطاع غزة بالكامل للكيان، وتوطين أهل غزة واللاجئين إليها من الاراضي الفلسطينية الأخرى خارج أراضي القطاع، لنجد ان ما يجري على أرض الواقع بُعد تهجير أكثر مليون فلسطيني من شمال غزة لجنوبها بمثابة بداية تطبيق المشروع.

وأطلق وزير الخارجية الأمريكية الأسبق هنري كيسنجر على مشروع الون اسم “البالون والنقانق”، كونه يقوم على فصل غزة “البالون” عن المدن الفلسطينية “النقانق” وكل منها محاط ببؤر استيطانية تحيط بها كما يحيط السوار بالمعصم للتضيق على سكانها وتحويلها إلى مناطق مغلقة كلياً أمام العالم، وبحسب المشروع طالب الون باعادة سيناء إلى مصر مع الاحتفاظ بالساحل الجنوبي من ام الرشراش وحتى شرم الشيخ وهي التي استعادتها مصر في أطول ماراثون وثائقي أمام لجان التحكيم الدولية.

وتوقع المراقبون ان خطة الترحيل لسكان غزة هي الهدف الرئيسي من غلو الصهاينة في الاجرام بحق السكان المدنيين، لذا طالبوا سكان شمال غزة بالرحيل صوب الجنوب فيما طالب الرئيس الأمريكي بايدن بفتح طرق آمنة لخروج أهل غزة، كما أن وصول حاملة طائرات أمريكية وسفينتين بريطانيتين ومسيّرتين ألمانيتين ليس لمساندة الكيان في حربه على غزة، بل لفرض قرار التوطين في سيناء وعدد من الدول العربية وكبح جماح  مصر وأي دولة تعترض من خلال القوة العسكرية المتعاظمة للولايات المتحدة وبريطانيا في المنطقة، لا سيما أن لديهما قواعد عسكرية منتشرة في شتى البلاد القريبة من موقعي التهجير والتوطين.

لقد عاد الكيان الصهيوني وحلفائه من الدول الغربية أكثر من نصف قرن للبحث عن حلول للقضية الفلسطينية، ويسعون بكل قوة لفرض هذه الحلول المرفوضة فلسطينيا وعربياً على أهل غزة الذين تعرضوا لأطول فترة اعتقال في أكبر سجن في تاريخ البشرية، وفي المقابل غابت الحلول العربية عن أرض الواقع لعدم القدرة على تطبيق المبادرة العربية للسلام التي ظهرت للعلن قبل عشرين عام، وحاول الرئيس الفلسطيني محمود عباس إعادة إحيائها في كلمته في الأمم المتحدة قبل عام، لكن الغرب والكيان رفضوا البحث فيها كونهم اتخذو قرارهم بإحياء مشروع يغال الون وفرضه على الجميع وتطبيق مقولتهم “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”، بفضل سياسة التهجير القسري لأصحاب الأرض الأصليين.

آخر الكلام:

يغال الون هو  سياسي وقائد قوات البلماح، وأحد قادة حزب أحدوت هعفوداه وحزب العمل، ورئيس وزراء الكيان بالنيابة. وعضواً في الكنيست ووزيرا للحكومة من الكنيست الثالث إلى التاسعة، ووضع مشروعة لضمان أمن الكيان فيما لم يكن لدى العرب مشروع حقيقي قابل للتطبيق لحماية فلسطين الشعب والأرض.

زر الذهاب إلى الأعلى