الصمت المميت: “كيف يقتل الاهمال أرواحنا ومجتمعاتنا”؟
بقلم: نيكول صدقة
النشرة الدولية –
في زمن اللا زمن، حيث صوت الصمت يدوي وكأن الحجارة تريد أن تنطق أو تبكي.. ” لو بتحكي الحجار” لأخبرت عن حكايات وحكايات لا تعد ولا تحصى عن جرائم الاهمال التي راح ضحيتها الكثير من الناس…
تتعدد اسباب الاهمال، لكن؟! الموت واحد، الموت النفسي، الجسدي، الاجتماعي، وغيره..
الاهمال، هذا المفهوم الذي يبدو بسيطًا بشكله ولكنه له خطورة كبيرة جدا في مضمونه فتداعياته اخطر مما نتصور.
إنه يشكل جرحًا خفيًا يمكن أن ينهش في جميع جوانب حياتنا، وإذا لم نتعامل معه بجدية، يمكن أن يكون له تداعيات مدمرة. الاهمال يتجلى في عدة صور، بدءًا من الاهمال الاجتماعي الذي يؤدي إلى انعزال الأفراد،مرورا بالاهمال القانوني الذي تكون نتيجته الجرائم .. وصولاً إلى الاهمال الصحي الذي يمكن أن يكون قاتلاً..
منذ حوالي شهر تقريبا ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالعرس الذي تحول الى عزاء في العراق وراح ضحيته اكثر من ١٠٠ شخص
بعدما التهمت النيران القاعة التي احتضنت حفل الزفاف، وبحسب السلطات إن “الألعاب النارية” ومواد بناء “شديدة الاشتعال” تقف خلف هذا الحريق الذي التهم قاعة للأعراس، ونرى هنا كيف ان الاهمال ادى الى فاجعة و الى خسارة الارواح بمشهد يدمي القلب…
ننتقل الى لبنان وخبر انهيار مبنى في المنصورية الذي تصدر المواقع الاخبارية بسبب الامطار والتصدعات وتسبب ايضا في خسارة الارواح، فالاهمال كانت نتيجته الموت..
وما بالكم بالاهمال العاطفي، الذي يقتل الانسان بشكل صامت ، فقصص الاهمال العاطفي كثيرة ومتعددة الاوجه نرى نتائجها السلبية بين الافراد اضافة الى الاهمال الحياتي الذي يشمل تجاهل مسؤوليات الحياة اليومية، مثل العمل والأسرة. ويمكن أن يؤدي إلى فقدان الفرص وتدهور العلاقات..
اما الاهمال التعليمي فحدث ولا حرج ومن منا لا يذكر المشاهد التي اثارت الغضب بعد الاهمال التعنيف التي تعرض لها بعض الاطفال في احدى دور الحضانة؟!
قصص واخبار من الف قصة وقصة…ترينا اشكال مختلفة للإهمال و تداعياته الكبيرة على الفرد والمجتمع. والتي ينتج عنها زيادة الفقر، وزيادة الجريمة، وانخفاض جودة الحياة. إن الاهمال يعيق تطور المجتمع ويؤدي إلى فقدان الفرص وتدهور الظروف البيئية.
باختصار، الاهمال هو ظاهرة مدمرة تؤثر على جميع جوانب الحياة. من المهم التوعية بأهميتها والعمل على منعها وعلاج تداعياتها لضمان تطور مجتمعات صحية ومستدامة اختم بالقول”بالكَسَلِ الكَثيرِ يَهبِطُ السَّقفُ، وبتَدَلّي اليَدَينِ يَكِفُ البَيتُ”. الجامعة ١٨/١٠