وزيرة الثقافة الأردنية ونظيرها الفلسطينى: أهمية التنسيق لمواجهة المخططات الإسرائيلية.. وإيقاف إبادة غزة
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

لأن الثقافة هى سردية الحياة وتراث البشرية وموطن اعتزازها الحضارى والوطنى القومى، عدا عن قيمتها فى الفكر الإنسانى، شكل اللقاء المشترك الذى عقد فى العاصمة الأردنية عمان، جاء تأكيد وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار ووزير الثقافة الفلسطينى الدكتور عاطف أبو سيف، حول أهمية التنسيق الأردنى – الفلسطينى المستمر فى مواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلى فى عدوانه- المتوحش- على غزة والمتمثل بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم فى قطاع غزة خصوصا والضفة الغربية والقدس بشكل عام.

 

السياسات الثقافية الأردنية الفلسطينية تتوحد مع شقيقاتها فى البلاد العربية والإسلامية والعالم، وهذا ما عزز المؤتمر، الذى عقد مساء السبت، فى قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافى الملكى بعمان على أثر زيارة الوزير الفلسطينى إلى عمان، والذى كان عالقا فى قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول أكتوبر الماضى، حيث تحدث عن معاناة الأهل فى القطاع وحجم الدمار الذى خلفه القصف اليومى لجيش الاحتلال الاسرائيلى على مدن ومناطق القطاع ومؤسساته.

الرؤى الثقافية حملت، بكل الألم والمواجهة قصة تلاحم الشعبين الأردنى والفلسطينى فى مواجهة مختلف المخططات الإسرائيلية الصهيونية، التى يقود جيش الحرب الإسرائيلى الكابنيت، أشرس الحروب والمجازر والإبادة الجماعية ضد سكان غزة، وجاءت لمسة إنسانية موحدة بالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الفلسطينيين فى غزة وسائر الأراضى الفلسطينية.

 

الوزيرة الأردنية هيفاء النجار بينت أن الملك عبدالله الثانى هو أول ما أعلن بوضوح أن ما يجرى فى غزة إبادة جماعية وينافى كل المواثيق والأعراف الدولية والانسانية.

 

وتوقفت الوزيرة عند مفاصل مهمة من حدث الحرب على غزة ولفتت إلى:

* أولا:

إن الموقف الأردنى فيما يتصل بالقضية الفلسطينية واضح ولا يقبل التأويل، لافتة إلى خطاب العرش لجلالته، فى افتتاح دورة مجلس الأمة، والذى أكد جلالته فيه أن بوصلة الأردن هى فلسطين كما كان يؤكد دومًا فى مختلف المحافل الدولية، ومنها أخيرًا منبر الأمم المتحدة.

 

* ثانيا:

إن مخطط اليمين الإسرائيلى لم ينجح بتحقيق أهدافه، منوهة ببطولات الأهل الصامدين فى غزة، واصفة إياه بأنه «يعد مدرسة» للشباب العربى.

 

* ثالثا:

إن الأردن لم يتخل أبدًا عن دوره فى دعم صمود الأشقاء فى فلسطين، مشيرة إلى تواجد المستشفيات الميدانية فى الضفة الغربية وقطاع غزة والتى لم تتوقف عن القيام بأداء واجبها ودورها فى توفير خدمات الرعاية الصحية والطبية للفلسطينيين فى الضفة والقطاع خصوصًا فى الظروف الحالية، مؤكدة اعتزاز الأردن بهذا التشابك الأردنى الفلسطينى.

 

* رابعا:

موقف الأردن ينطلق من توجيهات الملك عبدالله الثانى، مشيرة إلى ما اقترفه الاحتلال الإسرائيلى فى عدوانه على غزة من تدمير ممنهج للتراث الثقافى المادى وغير المادى.

 

* خامسا:

استهجنت النجار سكوت العالم عما يجرى فى قطاع غزة؛ قائلة إن هذا يستوجب ضرورة إعادة تشكيل وبناء الوعى.

 

* سادسا:

إن وزارة الثقافة الأردنية تقدم مشروعها الثقافى فى سياق عربى وإنه آن الأوان أن يتوقف العالم عن الحديث فى موضوعات حقوق الإنسان والطفل والمرأة فيما هو يقف مكتوف الأيدى فى ما يحدث من عدوان الاحتلال الإسرائيلى على غزة وأهلها المدنيين ومعابدها ومستشفياتها ومدارسها وجامعاتها ومبانيها التراثية والثقافية.

 

* سابعا:

دعوة الشباب الأردنى إلى أهمية الوحدة الوطنية والحذر وعدم الالتفات إلى الأصوات التى تحاول أن تنال من الموقف الأردنى الرسمى والشعبى فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلى على غزة.

 

* ثامنا:

ضرورة دعم التنسيق الأردنى- المصرى فى الحيلولة دون تحقيق الاحتلال الإسرائيلى ومخططاته فى تهجير الفلسطينيين من غزة.

 

* تاسعًا:

تعزيز التعاون بين وزارتى الثقافة فى الأردن وفلسطين، لاسيما فى ملفات مشروعات حماية التراث الثقافى المادى وغير المادى.

 

وزير الثقافة الفلسطينى عاطف أبوسيف، تحدث عن أهمية مواقف الملك عبدالله الثانى، ودعمه ونصرته الدائمة للقضية الفلسطينية والقدس فى مختلف المحافل الدولية، وأهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس.

 

وتحدث الوزير الفلسطينى، مثمنًا موقف الأردن متمثلًا بجلالة الملك، والحكومة الأردنية، الذى يستمر دوما بدعم القضية الفلسطينية، ذلك أنه «موقف مشرف» يرفض مخططات الاحتلال الإسرائيلى بتهجير الفلسطينيين من غزة، وأوضح جهود الملك عبدالله الثانى والرئيس الفلسطينى محمود عباس فى إفشال مخططات التهجير، مؤكدًا أهمية الوصاية الهاشمية ودورها فى مواجهة مخططات الاحتلال الاسرائيلى فى التهويد وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وفى هذا المجال، حدد الوزير الفلسطينى مجموعة من الحقائق، التى جاء تبينها وفق ضروريات ما يحدث من حرب شرسة ومجازر إبادة لها أبعادها الاستعمارية العدوانية وقال

*1:

ضرورة وحدة الشعب الفلسطينى فى مواجهة العدوان الإسرائيلى المستمر والذى أسهم بإحباط المخططات الإسرائيلية.

* 2:

كان مقررًا الاحتفال بيوم التراث الفلسطينى فى غزة يوم السابع من تشرين الأول الماضى والذى يصادف فى ذات التاريخ، وأن الاحتفال كان سينطلق من متحف القرارة فى خان يونس والذى يضم مئات القطع الأثرية وشاهد على تاريخ فلسطين.

*3:

إن هذه حرب بشعة وخلفت عددًا كبيرًا من الشهداء والمفقودين والجرحى ومنهم الشاعر سليم النفار الذى مازال تحت الأنقاض.

*4:

إن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على غزة لم يشهد مثله فى التاريخ وتعد أكبر نسبة من الإبادة الجماعية.

وفى هذا الإطار أشار إلى أن الحرب العالمية الثانية شهدت سقوط 64 صحفيا بينما فى الحرب على غزة استشهد 185 صحفيا.

*5:

«إن «النكبة» جريمة مستمرة حتى اللحظة ودائما هناك مذابح وإن الاستهداف بحق الشعب الفلسطينى يهدف إلى إخراج شعبنا من أرضه، إلا أن الموقف الأردنى والمصرى المشترك، برفضهما مخططات التهجير حال دون ذلك، الموقف الأردنى والمصرى الصلبين الرافضين للتهجير والداعمين للصمود الفلسطينى.

*6:

وحدة الشعب الفلسطينى هى الأساس فى إفشال كل المخططات الاسرائيلية والحرب على غزة التى استهدفت كل مقومات الشعب الفلسطينى.

.. ومن موقعه وزيرا للثقافة الفلسطينية، كشف عن ويلات وخسائر القطاع الثقافى فى قطاع غزة على إثر العدوان الإسرائيلى عليها، مؤكدا أن إسرائيل تقوم باستهداف ممنهج للتراث الثقافى المادى وغير المادى، وفى مواجهة مهمة قدم الوزير حيثيات العديد من صور الدمار والتخريب والإبادة الثقافية لمعالم الحياة الثقافية والحضارية، منها:

 

* أولا:

تدمير مسرح رشاد الشوا، ومكتبة بلدية غزة التى تضم «كنوزا» ثقافية وتراثية قيمة ومنها صحف فلسطينية قديمة ومراجع ومصادر ومخطوطات.

* ثانيا:

الاحتلال الإسرائيلى عمد إلى استهداف جميع المؤسسات الثقافية فى غزة لا سيما مناطق شمال القطاع التى شهدت تدميرا كبيرا.

* ثالثا:

نتيجة للعدوان الإسرائيلى فى حربه على غزة فى اليوم 92 استشهد ما يزيد على 47 كاتبا وفنانا فلسطينيا، علاوة على أن معظم التشكيليين الفلسطينيين خسروا لوحاتهم وأعمالهم الفنية القيمة وتدمير مراسمهم الشخصية والمكتبات الكبرى.

* رابعا:

تم تدمير 200 مبنى تاريخى فى غزة ومنها متحف رفح الذى ضم ألفى قطعة من الموروث الفلسطينى فى فنون التطريز.

* خامسا:

خسائر القطاع الثقافى كبيرة فى غزة ومنها أرشيف بلدية غزة علاوة على الأعمال الفنية من نصب ومنحوتات ومنها نصب الجندى المجهول والعنقاء.

* سادسا:

قطاع التعليم شهد نتائج كارثية وتدميرًا كبيرًا بسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلى حيث تم تدمير جزئى لنحو 19 جامعة، وبشكل جزئى أو كامل لنحو 32 مدرسة فى غزة.

* سابعا:

إن المشروع الاستعمارى الاحتلالى الإسرائيلى هو مشروع يتمثل بمحو الذاكرة والهوية لدى الفلسطينيين.

* ثامنا:

استهجان وإدانة صمت العالم والمنظمات الدولية، ولاسيما اليونسكو عما يحدث فى غزة من استهداف لمواقع تمثل جزءا من التراث الإنسانى ومنها ميناء البلاخية أو ميناء الأنثيدون الأثرى هو موقع أثرى يقع شمالى غرب مدينة غزة القديمة، ووصفته اليونسكو ضمن المواقع الأثرية، لا سيما وأن بناءه يعود إلى 800 عام قبل الميلاد، لافتا إلى أن ما يقوم به الاحتلال الاسرائيلى هو استهداف التراث الإنسانى.

* تاسعا:

دعوة المجتمع الدولى والضغط على المنظمات الدولية للحيلولة دون استمرار العدوان الإسرائيلى فى تدمير المبانى والمواقع التراثية والآثار التى تعد جزءا من التراث العالمى.

 

 

* عاشرا:

إن «النكبة» جريمة مستمرة حتى اللحظة ودائما هناك مذابح وإن الاستهداف بحق الشعب الفلسطينى يهدف إلى إخراج شعبنا من أرضه، إلا أن الموقفين الأردنى والمصرى برفضهم مخططات التهجير حالا دون ذلك.

.. فى لحظة من هذا الزمان، جاءت الثقافة لتكون ذلك النبض الحضارى الإنسانى الذى يقفز مع المحبة والسلام ضد كل أشكال الحرب والإبادة الجماعية والتدمير، فما يحدث ومازال قائما يجعل من ثقافتنا الإنسانية.. هويتنا لمواجهة الحرب العدوانية على قطاع غزة، وكل فلسطين المحتلة، ومن منابر العمل الثقافى، على الصوت أردنيا وفلسطينيا، للمزيد من تحرك المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات العالم الثقافية والإنسانية للعمل ضد استمرار الحرب على غزة.

زر الذهاب إلى الأعلى