بيروت الثانية: لائحة السنيورة “أخذت روح” بعودة بخاري ولكن
بقلم: غادة حلاوي
النشرة الدولية –
نداء الوطن –
أدخلت عودة السفير السعودي إلى لبنان عنصراً جديداً على الأجواء الانتخابية في بيروت الثانية على وجه الخصوص. واحتسب هذا العامل تطوراً يتعلق حصراً بلائحة بيروت التي يشرف عليها رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ويرأسها الوزير السابق الدكتور خالد قباني. وتحدثت مصادر بيروتية عمّا وصفته بـ»استنفار جمعيات واتحادات بيروتية» لدعم هذه اللائحة بايعاز سعودي مبطن وفق قولها في سبيل مواجهة لائحة تحالف الثنائي التيار في بيروت الثانية. ورصد المصدر استدعاء عدد كبير ممن كانوا يعملون في ماكينات انتخابية لتيار «المستقبل» لوضع خبراتهم وقدراتهم بتصرف اللائحة الجديدة في الأطر اللوجستية والتقنية والإدارية والإعلامية، وخلق فريق عمل من ذوي الخبرة لمواجهة الماكينات الانتخابية المقابلة.
ورغم أن السفير يكتفي بجولات على رجال الدين ولم يصدر عنه أي موقف انتخابي تجاه أي فئة أو لائحة أو مرشح، إلا أن المتابعين اعتبروا أن لائحة السنيورة «اخذت روح» بعودة بخاري وبات التعويل على دعمه كبيراً في سبيل مواجهة لائحة الثنائي الشيعي، وأنه في حال حصل ذلك فاللائحة ستحقق حضوراً وقد يكون لها نصيب من الفوز نتيجة رفع نسبة التصويت والإقبال السني، وهو أمر سيسحب حكماً من رصيد لائحة المرشح فؤاد المخزومي والمشاريع.
وليس معلوماً بعد مدى دقة التوقعات التي تتحدث عن تحسين وضعية لائحة السنيورة بعد عودة السعودية إلى لبنان وعما إذا كانت بالفعل ستصب في صالح السنيورة في مواجهة الثنائي الشيعي.
ويبقى التدخل السعودي لدعم السنيورة في بيروت الثانية في إطار الاحتمال طالما أنه لم يتبلور إلى وقائع بعد، وإلى أن يتحول إلى واقع فالاستطلاعات الانتخابية في بيروت الثانية تتحدث عن وجود ما يقارب 35 بالمئة من أهل بيروت قالوا إنهم لن يشاركوا في الانتخابات النيابية المقررة في 15 أيار، في حين اختارت الفئة التي تنوي المشاركة لائحة الثنائي التي حلّت بالدرجة الأولى تلتها لائحة المخزومي ثم لائحة تحالف الجماعة الاسلامية ونبيل بدر.
ويقول الخبير الانتخابي كمال فغالي إن المؤشرات المتوافرة حتى الساعة لا توحي بتقدم لائحة «بيروت تواجه» التي يرأسها قباني ويدعمها السنيورة، مستشهداً بدراسة كان سبق وأجراها تؤكد تقدم لائحة الثنائي على اللوائح العشر التي تتنافس في بيروت الثانية، تليها لائحة «بيروت بدها قلب» التي يرأسها فؤاد المخزومي تليها لائحة «هيدي بيروت» المدعومة من الجماعة الاسلامية وبدر، ثم لائحة «لبيروت» المدعومة من الاحباش.
رغم السعي الحثيث والاتصالات التي يجريها مرشحو لائحة الرئيس السنيورة والتعويل على تدخل سعودي في ربع الساعة الأخير إلا أن اللائحة لم تنجح في بلوغ العتبة الانتخابية، ما يضعف حظوظها بالفوز بحاصل أو أكثر وهذا ما تؤكد عليه استطلاعات الرأي حتى الساعة والتي تظهر تقدم الثنائي يليه المخزومي.
في توقعاته الأولية مستنداً إلى دراسة سبق وأجراها، يقول فغالي إن النتائج المتوقعة قد تذهب باتجاه فوز الثنائي بثلاثة حواصل مقابل 3 للائحة المخزومي وحاصلين للجماعة وحاصل للمشاريع، في حال نجحت لوائح المجتمع المدني في تحسين ظروفها على الأرض وتمكنت من بلوغ العتبة للفوز بحاصل أو اثنين، لكن وضعية الحراك المدني حالياً لا تشي بالتفاؤل لاعتبارات عدة. فقد فشلت هذه القوى في ترتيب استعداداتها لخوض المعركة كما في توحيد الصفوف ما يجعل فوزها احتمالاً ضئيلاً. أما في حال لم تتمكن هذه القوى من بلوغ العتبة نهائياً فالأمور ستنعكس ايجاباً لصالح لائحة الثنائي والمخزومي، بحيث ترتفع حصة كليهما إلى أربعة حواصل بدل ثلاثة، وتفوز الجماعة بحاصلين مقابل حاصل للاحباش.
هذه التوقعات الأولية تظهر عدم تكافؤ اللوائح المتنافسة ووجود خلل كبير لدى قوى المعارضة انعكس ضعفاً في المواجهة. أيضاً لا تظهر الاستطلاعات الأولية وضعية مقبولة للائحة المدعومة من شربل نحاس «قادرين»، ولا للائحة ملحم خلف «بيروت التغيير» في حين ترك الخلاف على الترشيحات مع بولا يعقوبيان في بيروت الأولى بالغ أثره على «بيروت مدينتي».
أما تفصيل المقاعد المرجح فوزها وفق آخر الاستطلاعات فإن الفوز شبه مؤكد للثنائي بمقعدي الشيعة مع المقعد الدرزي الذي قد يضيع فرق عملة في التنافس بين الثنائي والسنيورة، فينعكس لصالح مرشح الحزب «الديمقراطي» على لائحة الثنائي، أما مقاعد السنة فستتوزع بين المخزومي والاحباش والجماعة الإسلامية.
ويبقى كل ما تقدم ترجيحات أولية متصلة بنسبة الإقبال على صناديق الاقتراع مقابل نسبة المقاطعة، وتدخل عوامل سياسية طارئة ودخول المال الانتخابي من أوسع أبوابه، وهو ما لم يبلغ بعد المستوى الذي اعتادت عليه العاصمة منذ زمن الرئيس رفيق الحريري الأب وصولاً إلى الابن. لكن بالمجمل فان بيروت الثانية تتميز بكثرة اللوائح وتشتت المعارضة والعين على السنة إقبالاً وفوزاً.