رشوة الصانع وغباء صدام والإخوان
بقلم: أحمد الصراف
النشرة الدولية –
أحالت نيابة الإمارات 84 متهماً، أغلبهم من تنظيم الإخوان المسلمين، المصنف إرهابياً، إلى المحكمة لدورهم في إنشاء تنظيم سري «آخر» بغرض ارتكاب أعمال عنف وإرهاب على أراضي الدولة، وتم توجيه الاتهامات، بعد مراقبة وبحث استمر لستة أشهر.
* * *
صرح السيد «ناصر الصانع»، رئيس منظمة برلمانيون عرب ضد «الفساد»، ورئيس سابق لجمعية الشفافية، ومن قيادات الإخوان، وسبق أن مثلهم في البرلمان لسنوات طويلة، وعضو تجمع سياسي ديني، صرح في مقابلة تلفزيونية، في محاولة للعودة للأضواء، بأنه وغيره من النواب، تعرضوا لإغراءات مالية عدة، فقد سبق أن عُرض عليه مبلغ 20 مليون دولار مقابل سعيه لإقرار قانون كان معروضا في وقت نيابته، على مجلس الأمة، لكن ضخامة المبلغ أثارت شكوكه (فهل يعني هذا أن المشكلة كانت في ضخامة المبلغ وليس في العرض نفسه؟) وأضاف في المقابلة، وهو يضحك، أنه رفض العرض، واكتفى بأن يقول للراشي: لا بارك الله في مال يأتي من هذا الطريق! دون أن يكلف نفسه عناء الإبلاغ عن «الحادثة والراشي»، بالرغم من عضويته في جهات عدة يفترض أنها تحارب الفساد، إضافة لصفته كنائب وعضو في جهات سياسية وحزبية دينية، فوق مسؤوليته كمواطن، وما عرف عنه من تكرار مطالبته وحثه المواطنين على الإبلاغ عن أي حالة فساد، وعندما جاء العرض لبيته، اكتفى بالسكوت، ليتشدق بعدها بالحادثة كدليل على نزاهته!!؟
* * *
ضجت منصات التواصل، بعد عرض المقابلة، مطالبة بضرورة مساءلة النائب السابق، فتجاوبت «هيئة النزاهة» مع المطالبات، وقامت باستدعائه لمعرفة المزيد عن الموضوع، البالغ الخطورة، علماً بأنه ليس بمقدور الهيئة فعل الكثير إن امتنع المذكور عن التعاون معها، وهنا على هيئة الشفافية، التي يشاع أن لدى بعض قياداتها ميولاً إخوانية، الإعلان، على الأقل، عن رفض الصانع، التعاون معها في التحقيق.
* * *
تعرضت الكويت، في تاريخها الحديث لخطرين، الأول تمثل في الغزو الصدامي، الذي تخلصنا منه ومن آثاره المدمرة بأعجوبة، وبقي الخطر الثاني، الذي لا يزال ماثلا، والمتمثل بحزب الإخوان المسلمين، الذي زاد انتشاره، في العامين الأخيرين، وأصبح يسيطر على الكثير من مفاصل ومؤسسات الدولة.
نجحنا في التخلص من خطر الغزو والاحتلال بفضل ثلاثة عوامل: الالتفاف الشعبي، غير المسبوق في تاريخ الأمم، حول قيادة الدولة.
وثانيا، تدخل القوى الغربية الحرة لتحريرنا من نير الاحتلال.
وثالثا، غباء صدام الذي كان بإمكانه الحصول على الكثير، بدلا من الغزو الحقير!
وبالتالي، نتمنى أن يساعد الوضع السياسي الحالي، وما عرف عن قلة حصافة ودراية الإخوان، سياسيا على الأقل، في تحرك الحكومة والتخلص من تنظيمهم ومن خطرهم، مرة وإلى الأبد، كما فعلت الدول الخليجية الأخرى، وغيرها.