بعد الكارثة… كرة القدم والرياضة الكويتية عموماً الى اين؟
بقلم: الإعلامية ليلى القحطاني
النشرة الدولية –
لا شك أنها كانت ضربة مؤلمة، يوم خسر منتخبنا الأولمبي بنتيجة كارثية من كوريا الجنوبية…. عندما تكبد المنتخب، تسعة من الأهداف بدون مقابل في افتتاح مواجهاته ضمن مسابقة كرة القدم بدورة الألعاب الآسيوية (الأسياد) المقامة حاليا بمدينة هانغتشو الصينية، هي نتيجة صادمة بكل ما تعنيه الكلمة، هي تاريخية لمنتخب كان في يوم من الأيام سيدا لقارة آسيا.
الكثير من المواطنيين عبروا عن سخطهم العارم، معتبرين ان هذه الخسارة بمثابة “الإهانة” لكرة القدم الكويتية، مطالبين عبر حساباتهم على صفحات السوشيال ميديا باستقالة اتحاد الكرة القدم بعد الأهداف التسعة.
في رد الفعل، كان الاتحاد الكويتي لكرة القدم أصدر بيانا اعتذر فيه عن الخسارة قائلا إنه “يتحمل المسؤولية بشجاعة”.
وقال في البيان، أنه يقدم اعتذاره للشارع الرياضي ونتحمل مسؤولية تلك السقطة الموجعة أمام منتخب كوريا الجنوبية، ولكن ليس كل ما نتمناه نحققه”، مضيفاً إن هذا البيان الصادر منا ليس تبريرا أو تهربا، بل هو (بيان) صادق.. المسؤولية نتحملها بشجاعة؛ لأننا في الصفوف الأولى”.
لا شك بأن النتيجة القاسية، التي لم نعتاد على مثلها، نظراً لأن الكويت كانت على الدوام رائدة ومتقدمة كثيراً في مسابقات كرة القدم إضافة لرياضات أخرى على المستوى العربي وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجي.
كان لافتاُ ما نشره مستشار الطب النفسي في جامعة الكويت، ، سليمان الخضاري، من خلال حسابه على منصة “إكس” إن “الكويت بلد طيب.. جميل.. معطاء.. لكن جميع مؤسساته ليست بخير.. وضع منتخب الكويت اليوم غير مفاجئ أبدا.. حاله من حال كل شيء في البلد”.
في المقابل، وبالنظر لأننا في الكويت من أكثر دول الخليج العربي انفتاحاً خصوصاً ديمقراطياً والنظام السياسي، إلا أن تكرار المشادات السياسية المتكررة، بين السلطتين التشريعية والتنفيذية تعيق عملية الإصلاح والتنمية، كان لها الأثر السلبي على الرياضة بشكل عام كما كرة القدم.
في ذات السياق، قال أحد الناقدين الرياضيين، في معرض تعليقه على النتيجة الكارثية التي تكبدها المنتخب، وهو يصف الحال، بأن الرياضة في الكويت هي سلم المسؤولين للصعود لميادين السياسة”.
الناقد الرياضي، ماجد المهندي، إن “الرياضة في الكويت هي سلم المسؤولين للصعود لميادين السياسة”، قال في تصريحات إعلامية إن غالبية القيادات السياسية في الكويت “خرجوا من رحم الرياضة”، لكنهم عندما يصلون لمناصبهم يدخلون في صراعات، بحسب تعبيره.
لا أحد يمكن أن تخونه الذاكرة، كيف أن الكويت كانت تمتلك ما يمكن وصفه أنها تمتلك كعبا عاليا على نظرائها بالمنطقة في لعبة كرة القدم يوم كانت أول دولة عربية آسيوية تشارك بكأس العالم في إسبانيا 1982، إضافة لذلك كان قد جرى تصنيف منتخب الكويت، كأول منتخب خليجي يتأهل لمسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها موسكو عام 1980…. هو ذاته الذي يمتلك صاحب الرقم القياسي في تحقيق بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم التي انطلقت للمرة الأولى عام 1970 وذلك برصيد 10 مرات.
اما اليوم، المنتخب الكويتي يحتل الآن المركز 137 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” متخلفا عن كثير من المنتخبات التي تعتبر بلا تاريخ في قارة آسيا مثل فيتنام والهند… أين كنّا وأين صرنا!
يمكن تلخيص مشاكل التي تعاني منها كرة القدم، كما الرياضات الأخرى في الكويت، معاناتها من الفشل الإداري وبدون رؤية واضحة مع ترهل وازمات، ووضع العديد من العقبات امام الكفاءات، لعرقلة إدارة وتطوير الرياضة بشكل عام.
مسؤولو كرة القدم الكويتية وفي بيان الاتحاد على منصة”إكس”، رمى الكرة في مرمى الحكومة قائلين إنه “يتعين على الحكومة ممثله بالهيئة العامة للرياضة الإسراع إلى الاستجابة وتلبية متطلبات تنفيذ رؤية واستراتيجية الاتحاد (2030) التي تحتوي على ركائز أساسية لتطوير المنظومة الرياضية بشكل عام”، واشاروا بإن “تطوير الكرة الكويتية بحاجة إلى عمل عمل كبير بعد سنوات طويلة من الانتكاسات والانهيار”.
من المعلوم بحسب المعلومات المتوافرة بأنه غالبية سكان الكويت من فئة الشباب، اعمارهم بين 18 إلى 40 عاما، يشكلوا ثروة ينبغي استثمارهم بالشكل المناسب المفترض.
بقي أن نقول، بأن الرياضة بشكل عام، بحاجة للمزيد من الاهتمام على المستويات كافة، والتركيز على كافة الصعد الرياضية، وان لا تبقى محصورة على فئة معينة دون سواها… تشمل العائلة كجزء من المجتمع الكويتي، بدءاً من الأسرة، والشباب والمجاميع وكل القطاعات الرياضية، وأن لا يكون الاهتمام والعناية بشكل مؤقتاً، بل يجب العمل على الاستمرارية والاستدامة، كما يجب العمل على تفعيل القوانين بما يتناسب مع البيئة الكويتية، وتفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إضافة للمجتمع المدني وتخصيص جزء من أرباح المؤسسات والشركات الخاصة يعود ريعها للرياضة عموما