مطعم “7 أكتوبر” يثير الجدل السياسي والاجتماعي في الأردن.. ودولة الاحتلال تعتبره معاداة للسامية
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
الدستور المصرية –
لأول مرة في المنطقة والإقليم، استطاع مستثمر أردني من مدينة الكرك في جنوب الأردن، افتتاح أول مطعم [7 October] 7 أكتوبر، ما جعل مدينة المزار في جنوب الكرك، محطة مهمة لرواد المطعم الذي، اعتبر أنه يخلد لحظة تاريخية في الصراع العربي الإسرائيلي مع كيان الاحتلال.
مطعم 7 أكتوبر، أثار جدلا سياسيا واجتماعيا. ونقل الإعلام الإسرائيلي عن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، إدانته افتتاح المطعم بهدا الاسم.
وأشعلت إدانة لابيد للمواطن الأردني، الذي افتتح مطعما يحمل اسم 7 أكتوبر، عديد الأوساط السياسية والمواطنين، ومنهم نائب سابق في مجلس النواب الأردني، النائبة ديمة طهبوب التي قالت على منصة x: “والله الكركية ما لهم حل.. تم افتتاح مطعم 7 أكتوبر في المزار الجنوبي”.
في ذات الوقت استهجن أهالي الكرك ومدينة المزار الجنوبية، مطالبة لابيد الحكومة الأردنية بإدانة هذا الإجراء.
ووسط إعلانات مكثفة سبقت افتتاح المطعم، أظهرت إعلانات للمأكولات وواجبات شاورما وهامبرغر ومقبلات شرقية، أظهرها مقطع فيديو نشر على منصة x، وبدأ مطعم الشاورما وأمامه طابور من الناس، ويمكن سماع على ما يبدو صوت مالك المطعم وهو يعلن الافتتاح ويرحب بزبائنه، بما في ذلك العروض العديدة التي يقدمها المطعم الذي يقع قريبا من شارع المقامات الدينية، إذ تقع المزار جنوب الكرك حوالي 15كم وعلى بعد 3كم من مؤتة، حيث يرقد الشهداء الثلاثة جعفر بن أبي طالب، زيد بن حارثة، عبدا لله بن رواحه.
والمنطقة تقع على بعد ١٤٠ كلم عن العاصمة الأردنية عمان، إلى الجنوب.
مبادرة أم تحد أم إحساس وطني
تباينت آراء جمهور المطعم حول اسم “7 أكتوبر”، الذي يشير إلى اليوم الذي شنت فيه حركة حماس الفصائل الفلسطينية المقاومة هجومها على مستوطنات غلاف غزة وقوات الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، في عملية حملت اسم “طوفان الأقصى”.
ويعد المشروع، محاولة لإظهار نوع من التضامن والدعم للقضية الفلسطينية، وحث المواطنين على دعم الدعوات الأردنية الرسمية وموقف الأردن الداعي لإيقاف الحرب على قطاع غزة، وإدخال المساعدات والمستشفيات ومواد الإغاثة، وبحسب ماقع اليوم الأول لأعمال المطعم فقد شهد روادا من مختلف مناطق ومحافظات جنوب الأردن، الذين وصلوا المطعم، رغم الحالة الجوية السيئة، شاهدوا عمال المطعم العاملين وهم يلبسون أردنية وملابس العمل، يرتدون زيا موحدا مطرزا بشعار “7 أكتوبر”.
لابيد يتدخل في الشأن الأردني!
سياسيون ونخب حزبية أردنية اعتبرت ان تدخل زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، المنتمي لتيار الوسط والذي شغل منصب رئيس الوزراء لفترة وجيزة العام الماضي، وأن نشر “الفيديو الترويجي لمطعم 7اكتوبر” عبر حسابه على منصة x ومطالبته الحكومة الأردنية، بما كتب: “يجب أن يتوقف التمجيد المشين لـ7 أكتوبر، إن التحريض والكراهية ضد إسرائيل يولد الإرهاب والتطرف الذي أدى إلى المجزرة الوحشية التي وقعت يوم 7 أكتوبر، ونتوقع من الحكومة الأردنية أن تدين هذا الأمر علنا”.
وفي جانب آخر قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن وجود مطعم “7 أكتوبر” في بلد بيننا وبينه اتفاق سلام هو دليل آخر على تدهور العلاقات مع الأردن، دون أن تضع يديعوت الأسباب الموجبة لهذا التوتر الذي تشأ من ممارسات جيش الحرب الإسرائيلي الصهيوني الكابنيت.
صحيفة “معاريف”، الصهيونية زادت من التطرف واعتبرته افتتاح المطعم بأنه:” خطوة أخرى على معاداة السامية”، وهي الحالة التي تمثل ضعف الفكر الصهيوني، أمام خلل دولة الاحتلال حربها المدمرة، الإبادة الجماعية والتهجير لسكان قطاع غزة، عدا عن عشرات المجازر اليومية، دون أن يناقش الإعلام الإسرائيلي الصهيوني، حالة السفاح نتنياهو وما يقترفه من دمار وتهجير وابادة.
قصة مختلفة.. والأكل يوثق حالة دعم معنوي
على أرض الواقع، افتتح المطعم، قصة مختلفة.. والأكل حالة تعيدنا للحديث عن معاناة اهل غزة وبحثهم الدائم عن الغذاء ومياه الشرب والعلاج، وضرورة إيقاف الحرب إيقاف شاملا، ويقول باحث متخصص في الدراسات الشرقية، إن افتتاح المطعم لا يعد تحديا، بقدر ما هو وسيلة للضغط الاجتماعي، ليوثق حالة دعم معنوي، يتجمع حولها كل الشعوب، ليس في الأردن، بل حول العالم، ولفت الباحث إلى أن المطعم لم يكن حالة سرية، بل جرب ترخيصه وبالتالي الإعلان عنه عبر مقطع فيديو نشر على موقع x، حيث يظهر مطعم الشاورما، طابور من الناس، مع صوت مالك المطعم وهو يعلن الافتتاح مرحبا بزبائنه، الذين توافدوا من كل جوار المدينه الهادئة جنوب الأردن.
وفي تعليقات الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي والإعلامي، قالت ان المطعم يقع في محافظة الكرك جنوبي الأردن،” التي تعتبر من الداعمين للقضية الفلسطينية، واسم “7 أكتوبر”، يشير إلى اليوم الذي شنت فيه حماس والفصائل الفلسطينية هجومها الكبير على إسرائيل في عملية حملت اسم “طوفان الأقصى”.
من ذات اللحظة، كانت وسائل الإعلام العربية والعالمية تتناقل الحدث، خبر افتتاح المطعم وتنشر مقطع الفيديو، وفي نفس الوقت عبر الكثير من الإسرائيليين، بحسب الإعلام الصهيوني عن صدمتهم،فيما تقول المنصات المحلية الأردنية والعربية،:”رحب مواطنون أردنيون بالفكرة”، دون اية تفصيلات أخرى.
أيضا، يحرك المشاعر، القول ان حدث افتتاح المطعم، بالاسم المعلن والاشارات اليه سياسيا، بات يعد في حكم حالة غير مسبوقة عربيا أو دوليا، أو حتى في قطاع غزة، وربما عالمية، فما شهدته محافظة الكرك، جنوبي الأردن، يؤشر ليس لافتتاح” مجرد مطعم” يحمل اسم “7 أكتوبر”، بل جعلت منه الصحف والمنصات:تخليدًا لذكرى اجتياح حركة المقاومة الفلسطينية مع فصائل المقاومة مستوطنات غلاف غزة في معركة أسمتها المقاومة “طوفان الأقصى”.