اغتيال لقمان سليم… ممنوع الاقتراب
بقلم: حمزة عليان
النشرة الدولية –
الجريدة –
سيبقى ملف اغتيال الناشط السياسي اللبناني، لقمان سليم مفتوحاً طالما بقي قرار الدولة مصادراً وقضاؤها غير مستقل، فلقمان الذي يتم استذكاره يوم 3 فبراير من كل عام ليس الوحيد من نوعه، بل سبقه العديد من عمليات الاغتيال السياسية التي وضعت في «الصندوق الأسود»، وممنوع على أي جهة ذات مصداقية الاقتراب منها، فهذه من الخطوط الحمر التي باتت علامة فارقة في تاريخ النظام السياسي اللبناني منذ أيام الوصاية السورية حتى اليوم.
جريمة ترهيب واستخفاف بأي عقاب قد يناله من أقدم أو أعطى إشارة للاغتيال، والخفافيش كما كان يسميهم لقمان، نفذوا مهمتهم بحق من يتجرأ على انتقاد المقدسات عندهم… ثلاث سنوات مرت على حادثة القتل المتعمد تختزل اليوم مئات الجرائم التي ارتكبت وترتكب لمعاقبة كل من لا يسير في ركب «مقدساتهم».
هذا العام آثرت مؤسسة لقمان سليم ومركز أمم للتوثيق والأبحاث ودار الجديد إحياء الذكرى بجوار مرفأ بيروت المنكوب، تحت عنوان «العدل للبنان، العدل للقمان»، وفي هذه المناسبة أرسلت شقيقة المغدور الفاضلة والأديبة رشا الأمير ملخص تحقيق لـكريستوف بولتانسكي وهو الصحافي الفرنسي الذي نالت روايته «المخبأ» جائزة فيمينا عام 2015 وبعنوان «أشباح العنبر رقم 12» وفيه ربط بين الاغتيالين، حيث كان لقمان سليم من أوائل من أدانوا النظام السوري وحليفه حزب الله.
مساء يوم انفجار المرفأ قفز على دراجة نارية واتجه نحو الميناء، أراد أن يفهم ويرى قبل أن يعلّق، قام بتوثيق ما قرأ، أرشف الحروب والجرائم عام 2019، استفاق ليجد تهديدات بالقتل معلقة على باب داره،
تبقى دراسة الدكتور نصري مسرّة هي الأعمق والأشمل، فقد حظي لقمان بشعبية عالية مقارنة بالنشطاء البارزين الآخرين في لبنان في شبكات التواصل الاجتماعي.
أحاطت بعملية الاغتيال «شبكة الكراهية» وترديد اتهاماتها للقمان سليم بالتعامل مع إسرائيل، أظهر التحليل وباستخدام الخوارزميات أن وراء الشبكة 27 مجموعة تتألف كل واحدة منها من 2 إلى 211 مستخدماً.
بيّنت الدراسة أن حسابات مركزية تؤثر على الجزء الأكبر من المستخدمين، إذ إن العديد من هذه الحسابات تعود لصحافيين، كما أن بعضهم يتبوأ مناصب رفيعة في وسائل الإعلام واسعة الانتشار، واتهاماتهم لسليم ترتكز على معلومات غير دقيقة أو على الأقل غير مثبتة علمياً، وتستعمل لغة بعيدة عن قواعد المهنة.
حين تمت المقارنة بين شبكات الكراهية، تبين وجود قدر من التداخل بين المتهجمين على لقمان سليم والمتهجمين في الشبكات الأخرى المحيطة بمجموعة من الصحافيات والصحافيين الذين يشاطرونه بعض آرائه، وهذا التهجم المركز والمتكرر على هذه الحسابات إن كان عفويا أم لا، قد يعطي ذريعة ومن ثم عذرا للاعتداء أو حتى الاغتيال، أكان من فرد أو من تنظيم أو دولة.
الدراسة انتهت إلى القول إن تغريدات الكراهية تبيّن وجود مجموعات عنقودية تدير هذه الحملة وتحور الموضوع الأساس أي: «من اغتال الناشط لقمان سليم بشكل خاص، وحرية التعبير، حتى المختلفة والمناقضة، بشكل عام إلى موضوع سياسي وأيديولوجي»، هل كان لقمان سليم أداة بيد العدو أم نكرة لا أكثر؟