اللعبة الأميركية ودجاجات السفاح نتنياهو.. غزة إلى أين؟
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
الدستور المصرية –
وسط صخب الإعلام الأميركي والدولي، دخل الإعلام الإسرائيلي الصهيوني، ليعلن عن مفارقة في مسار الحرب العدوانية على قطاع غزة، وما تحمله من تداعيات وتصعيد إقليمي، أعلن الاحتلال الإسرائيلي عن “نفوق 9000 دجاجة بعد إصابة حظيرة بضربة مباشرة بصواريخ من جنوب لبنان في إصبع الجليل ليلة الخميس الماضي.
جاء الخبر(..) مع” اللعبة الأميركية “، التي تتجاوز واقع الحرب ومأساة تتالي المجازر والإبادة الجماعية والمجاعة في قطاع غزة، فما معنى أن تنقل دولة الاحتلال إلى العالم انه ماتت” دجاجات السفاح نتنياهو”، بينما يهاتف الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي ناقش قضيتي الأسرى ورفح مع نتنياهو، وكان الحدث، أن السفاح بحسب التسريبات “رفض الإملاءات”، التي يفترض ان بايدن أملاها على رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية النازية، ولعل النكتة، أن الكابنيت كان مشغولا بمناقشة موت الدجاجات ال 9000 دجاجة التي نفقت بضربة مصدرها المقاومة في لبنان. بالطبع الخسارة الاستعمارية، تركت آثارها على مستقبل وقائع اقتصاديات الحرب الإسرائيلية على غزة، والردود العسكرية المتبادلة مع حزب الله أو سوريا او العراق أو اليمن.
*بالقرب من اللعبة الأميركية!
إن تقف في بؤرة الصورة، يعنى ان ترى الملعب الأميركي، إذ بحث الرئيس بايدن، بحسب عشرات الاخبار، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المفاوضات المتعلقة بالإفراج عن المحتجزين لدى حماس. و.. وفي ثنايا الأنباء، أن الحوار، عرج إلى الحرص – الأميركي – على إيصال المساعدات الإنسانية لسكان غزة!.
.. وفي عمق الملعب، وأسرار اللعبة قال البيت الأبيض أن بايدن أعاد تأكيد التزامه “بالعمل بلا كلل من أجل دعم الإفراج عن كل الرهائن بأقرب وقت ممكن، مدركًا الوضع المروع الذي يعيشونه بعد 132 يومًا في قبضة حماس”.
.. ولمن يعرف لعبة الباكي والندب السياسي، تابع البيت الأبيض إن بايدن ونتنياهو ناقشا “الوضع في غزة والحاجة الملحّة للحرص على وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين الذين هم في أمسّ الحاجة إليها”.
.. وفوق الدعوة لضرورة إيصال المساعدات، يبدو أن بايدن عرج في الحوار إلي الوضع في رفح، ولفت الى إلى أن اللعب النظيف، يستدعي إعادة التأكيد على وجهة نظر-الرئيس الأميركي – بأن عملية عسكرية في رفح، يجب ألا يتم استكمالها من دون خطة موثوقة وقابلة للتطبيق للحرص على سلامة المدنيين ودعمهم.
.. وفي السياق، ترى دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، نيتها توسيع عملياتها في رفح وسط تحذيرات دولية من التبعات الإنسانية “الكارثية” لذلك،فالسفاح نتنياهو يصر بجنون العظمة على “تحرك قوي” في رفح لتوجيه “ضربة قاضية لحماس”، وإن جيشه سيسمح للمدنيين “بمغادرة مناطق القتال” من دون أن يحدد الوجهة، وكأن ما حدث في قطاع غزة منذ أكثر من 5اشهر، لم تكون مقدمات مميتة وإبادة جماعية عاشها سكان القطاع وشاهد آثارها الإدارة الأميركية، والمجتمع الدولي، بكل نتائجها، دون حراك يمنع الحرب التي باتت مثالا على انهيار المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات العالم الإغاثية والصحية والإنسانية، وحتى الثقافية والحضارية.
*اللعبة في نحو 40 دقيقة!
الإدارة الأميركية حرصت على حقائق مجريات اللعبة- المكالمة، التي قيل انها استمرت، في مناورة سرية، نحو 40 دقيقة، أعلن خلالها – السفاح- نتنياهو رفضه “الإملاءات الدولية” بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية.
.. عمليا، لجأ السفاح إلى منصة “إكس”، ومن خلال ملعبها رفض:
*اولا:
أي اعتراف دولي بدولة فلسطينية “خارج إطار” استئناف محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، قائلًا إن خطوة كهذه “ستقدم مكافأة كبيرة للإرهاب”.
*ثانيا:
“ستُواصل إسرائيل معارضة الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية.
*ثالثا:
إن اعترافًا كهذا، في أعقاب مجزرة 7 تشرين الأول/أكتوبر، سيُقدم مكافأة هائلة لإرهاب غير مسبوق ويمنع أي اتفاق سلام مستقبلي”.
*رابعا:
“إسرائيل ترفض قطعًا الإملاءات الدولية بشأن تسوية دائمة مع الفلسطينيين”، وأن اتفاق السلام لا يمكن أن ينتج سوى عن “مفاوضات مباشرة بلا شروط مسبقة”.
في أثر انحياز السفاح نتنياهو إلى عدم إيقاف الحرب على غزة، ولا القبول بالحوار السياسي من أجل وضع حد لما آلت له القضية الفلسطينية، نبهت ما اصطلح على تسميتها” الانتقادات النادرة “، التي وجّهها الرئيس بايدن لنتنياهو بشأن الحرب على غزة، يقول حكم اللعبة الأميركية، أن الزعل بينهما، أدى إلى تعمق الخلافات بين الزعيمين، التي أصبحت أكثر وضوحًا خلال تقارير وملفات وخطط وزير الخارجية أنتوني بلينكن التي لخصت، نتاج جولاته إلى المنطقة، وكيف انه اصطدام بالتعنت الإسرائيلي العنيف.
بايدن في داخل اللعبة حاول الخروج، ولو بنقطة أو جول وأحد فنقل عنه القول:
*1.:
إن الردّ العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة تجاوز الحد.
*2.:
شبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية، علقت، عن إدارة بايدن قوله، إن تصريحات الرئيس الأمريكي تعكس انقسامًا متزايدًا بين الولايات المتحدة ونتنياهو بشأن صفقة الأسرى المحتملة والحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
*3.:
بايدن قد أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي في اتصال، يوم الأحد، على ضرورة وجود خطة ذات مصداقية و«قابلة للتنفيذ» لضمان أمن النازحين في رفح بجنوب قطاع غزة قبل القيام بعملية عسكرية هناك.
*4.:
بايدن دعا مع نتنياهو إلى اتخاذ خطوات عاجلة لزيادة حجم المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين.
*5.:
ضرورة البناء على ما أحرز من تقدم في مفاوضات تبادل المحتجزين في غزة.
*الطريق المسدود.. وغياب الأمم المتحدة كلاعب دولي.
.. قد يحق السفاح ندب دجاجات التي يربيها في مزارع مستوطنات فلسطين المحتلة، وهو قد يكون عاتب الإدارة الأميركية، وربما الأمم المتحدة لعدم قيامها بواجب إدانة وقتل الدجاجات في هذا الوقت العصيب من مسارات الحرب، “عجبي” فكل هذه المواجهات العسكرية الاستعدادات لفتح جبهة رفح، ومجازر الحرب في غزة والنبطية في لبنان، لا تزال خاضعة لسقوف سياسية وأمنية أميركية إسرائيلية وأوروبية، خارج سياق المجتمع الدولي، وما زالت الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات ها الدولية، لا تستطيع أن تكون لاعبا يساعد-على الاقل في تجنّب استمرار الحرب ومنع وقوع مجزرة في رفح أو الضفة الغربية والقدس.
مكالمة بايدن-نتنياهو، رسائل لها خصوصية التهديد، والتصعيد، بأن الحرب ما زالت تراوح مكانها، وأن الهدف حماس(..) وما بينهما إبادة شعب بأكمله وتصفية القضية الفلسطينية، ولن تمر اللعبة الأميركية، بكل تفاصيل تهاونها ودعمها لدولة الاحتلال، وقد يحق لنا، نعي الأمم المتحدة وغيرها من التكتلات السياسية والقارية والأمنية، فقد طردها الحكم.