هيثم والي يصدر مجموعته القصصية ”موت على رصيف الغربة“

النشرة الدولية –

أصدر الكاتب والأديب العراقي هيثم نافل والي، حديثًا، مجموعته القصصية الخامسة، ”موت على رصيف الغربة“ التي يسلط فيها الضوء على معاناة الجاليات العربية في بلاد المهجر.

قصص متنوعة رغم اختلاف أبطالها يجمعها قاسم مشترك، وهو حالة الضياع والفجوة الحضارية، التي يعاني منها أشخاص نشؤوا في مجتمعاتنا المحافظة، ليجدوا أنفسهم مجبرين على الانسلاخ مما تربوا عليه في بلدانهم الجديدة، وسط صراع للتأقلم وتجاوز الاختلافات بين الشرق والغرب.

أطفال وشباب وشيوخ يعتصرهم الحنين، وينتهكهم الذهول والصدمة الحضارية، مع تغير العادات والتقاليد والأديان والثقافة، ليعانوا اغترابًا ذاتيًّا واجتماعيًّا بالغ القسوة.

وتتطرق قصص المجموعة لجملة من التحولات التي يقْدِم عليها المغتربون؛ من تغيير مفاهيم المنظومة الأخلاقية، والتصرفات، ليعيش في متناقضات صارخة، تحوّله وتمسخه إلى كائن أقرب إلى الأموات.

يقول الكاتب في إحدى قصص المجموعة: ”اقتحم البياض شعر رأسها بسرعة عجيبة.. طالت في المستشفى إقامتها. لم تعرف من أخبار أهلها الشيء الكثير، مقاطعتهم لها طوال خمس السنوات الأخيرة كانت أمرًا فظيعًا، مؤلمًا، تجاوزت حدود الإنسانية المعقولة. لكن، لكل دين تقاليده وطقوسه، هي تعرف هذا قبل اعتناقها دينًا آخر، عليها أن لا تستغرب تصرفات أهلها، مات أبوها بعد أسبوع من زواجها، سمع المسكين خبر زواج ابنته من شاب على غير دينها، مثل هذه الأمور لا يمكن أن تبقى سرًّا، لم يتحمل الصدمة، ظل يبكي كالطفل، يندب حظه ويقول مؤنبًا نفسه يا ليتني وافقت على زواجها من ابن أخي، كان الأجدر بي قتلها قبل أن تفعل فعلتها البشعة الشنيعة، كيف سأواجه الناس بعد اليوم؟ ماذا سيقولون عنا؟ تقيأ دمًا وهو جالس على سريره ينوح ويتألم كالمذبوح بين زوجته وأخيه بعدها مات لم تمهله أمل ابنته المدللة وقتًا أطول لكي يعيش“.

ويضيف: ”انهار صرحها بشكل مرعب سريع وكأنه بُني من رملٍ لا يقوى تحمل الريح، لم تكن حسبت حسبتها بشكلٍ صحيح؛ فولدها البكر انفصل عنها وهو يمقتها ويشتمها ويعيِّرُها لأنها تركت دينها من أجل حب رجل فقط! غادرها دون رجعة، تزوج ببنت عمه دون أن يدعوها لحفلة زواجه، بل خصص رجالًا يقفون على باب القاعة بعد أن أعطاهم صورتها وحذرهم من أن تطأ قدمها قاعة الحفل! ترى هل كانت تنتظر ما هو أكثر أو أفضل؟ حيرَّني هذا السؤال وأنا ألقيه على نفسي أنا صاحب القصة، ولم أجد جوابًا شافيًا يعافي علتي“.

وكتب ”والي“ المجموعة القصصية أثناء إقامته في ألمانيا، وصدرت عن دار ”سما“ للنشر والتوزيع في القاهرة.

هيثم نافل والي؛ كاتب وقاص عراقي، من مواليد بغداد، يبلغ من العمر 54 عامًا، هاجر مع زوجته إلى ألمانيا عام 1990، أسس وترأس تحرير مجلة ”ميمرا الكلمة“ الناطقة بالعربية في ميونيخ عام 1999.

نشر مجموعة كبيرة من القصص القصيرة والحكايات والمقالات في مواقع ومجلات عربية، ونشر مؤلفات عدة؛ هي كتاب نتاج السنين عام 2005، ومسرحية الشك وأشياء أخرى عام 2007، وكتاب الدين والنبي في التاريخ عام 2010، ومجموعة الموتى لا يتكلمون عام 2014، ومجموعة الهروب إلى الجحيم عام 2014، ومجموعة عجائب يا زمن عام 2015، ورواية أنهر بنت الرافدين عام 2016، ورواية طاعون الشرق عام 2016، ورواية الوهم عام 2016، ورواية العودة عام 2017، ورواية امرأة من الشرق عام 2018، ومجموعة من داخل الزنزانة عام 2018.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى