“الوثيقة – اللغم”.. المطلوب حراك إقليمي دولى لتأكيد الموقف الأمريكى
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
الدستور المصرية –
بعد صراع سياسى أمنى، وفى ظل الحرب العدوانية على سكان قطاع غزة، والضفة الغربية والقدس، مازالت دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، تمارس ألاعيبها لتصفية القضية الفلسطينية، وتريد عدم إيقاف الحرب أو حل المسألة الإنسانية، فقد تمادت حكومة الحرب الإسرائيلية النازية الكابنيت فى حرب الإبادة الجماعية، وسياسة دفع سكان غزة نحو التهجير القسرى، وسط وضع مأساوى، مجاعة وانهيار للوضع الصحى وكل ما يتعلق بظروف الحياة.
ما يثير الجدل، أن السفاح بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء دولة الاحتلال، قدم ما سمى، بـ«الوثيقة» التى عمم أنها مكونة من صفحتين إلى مجلس الوزراء الأمنى يوم الجمعة، بعد ما أعلن أنها جاءت بعد أشهر من الضغط «..» من حلفاء إسرائيل، بالتأكيد الحلفاء ممن فى صف حرب الإبادة على قطاع غزة.
*الوثيقة اللغم.
تقترح وثيقة دولة الاحتلال الإسرائيلى السيطرة إلى أجل غير مسمى على غزة فى أول خطة، تعلنها حكومة الحرب الإسرائيلية، وتعد وفق المرحلة، من تلك الألغام السياسية الأمنية، التى تتحدث عن رؤية السفاح نتنياهو الرسمية بعد الحرب، برغم أنها لم تتوقف، وليس من مؤشرات على تفاهمت قريبة لإيقاف الحرب، الأطراف كافة تعاند مرحلة الإيقاف، نتيجة تأييد الولايات المتحدة الأمريكية لاستمرارها.
.. الوثيقة اللغم، بحسب تقرير كتبه المحلل جوتام كونفينو، من تل أبيب، ترتكز على:
*أولا:
تخطط إسرائيل لممارسة سيطرة غير محددة على كافة جوانب الحياة فى غزة، فى أول خطة رسمية لها بعد الحرب فى القطاع.
* ثانيا:
تقترح الوثيقة، ن يحتفظ الجيش الإسرائيلى بالسيطرة الأمنية على غزة «دون حد زمنى»، مع حرية الحركة فى جميع أنحاء المنطقة.
* ثالثا:
ستقوم إسرائيل بإدارة برنامج للقضاء على التطرف فى جميع المدارس والمساجد ومؤسسات الرعاية الاجتماعية فى غزة، بمساعدة من دول عربية مختارة ذات خبرة فى هذه القضية.
* رابعا:
تضع الوثيقة، ما تم توصيفه بالمنطقة العازلة على جانب الحدود الفلسطينية، وهى منطقة؛ ستبقى قائمة «طالما أن هناك حاجة أمنية إليها».
* خامسا:
يجب أن يكون هناك تجريد كامل من السلاح لأى قدرة عسكرية تتجاوز ما هو مطلوب لاحتياجات الحفاظ على النظام العام.
* سادسا:
يحافظ الجيش الإسرائيلى على سيطرته الأمنية على غزة «دون حد زمنى».
* سابعا:
تقوم إسرائيل بتنفيذ «إغلاق» على الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر لمنع التهريب «سواء تحت الأرض أو فوق الأرض، بما فى ذلك عبر معبر رفح».
وتنص على أن الهدف من الإغلاق أيضًا هو منع تكرار ما وصف بـ«النشاط الإرهابى» – يقصد بذلك المقاومة الفلسطينية من حماس والفصائل الفلسطينية كافة- وسيتم تنسيقه «قدر الإمكان» مع مصر والولايات المتحدة، هنا يجب الإشارة إلى أن عملية التنسيق التى تشير إليها الوثيقة، لا أساس لها من الصحة، الجانب المصرى يرفض كل هذه الترهات، فيما أعلن أن الولايات المتحدة الأمريكية أيضا ترفضها.
* ثامنا:
دولة الاحتلال الإسرائيلى ستكون على اتصال مع شركاء آخرين لإنشاء قيادة أعمال فى غزة من شأنها أن تساعد فى مهمة القضاء على التطرف.
وأنهم، بحسب أهداف «الوثيقة-اللغم» يعملون جنبًا إلى جنب مع مسئولين فلسطينيين غير تابعين لحماس يتمتعون «بالخبرة الإدارية» والذين سيديرون الشئون المدنية. ووفقا للتقارير، التى كشف عنها يجرى بالفعل اختبار تجريبى، حيث تبحث إسرائيل عن «الأشخاص المناسبين» لإدارة ما يسمى الجيوب الإنسانية.
* تاسعا:
ضمن الوثيقة، تشكل المناهج والكتب المدرسية فى غزة مصدرًا خاصًا للقلق بين المسئولين الإسرائيليين، الذين زعموا منذ فترة طويلة، وهى تتهم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، التى تدير ما يقرب من نصف المدارس فى القطاع، تسمح بمواد تعليمية معادية للسامية، وفيها محتوى تعليمى فكرى.
ومن بين مقترحات وثيقة السفاح نتنياهو، أن تسعى دولة الاحتلال الإسرائيلى إلى إغلاق الأونروا بشكل كامل واستبدالها بمنظمات دولية أخرى، وهى قضية دولية أممية باتت تضغط على الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات العالم الثقافية والإنسانية والإغاثية.
* عاشرًا:
إن إعادة إعمار غزة، بحسب الوثيقة، سيتم تمويلها، من قبل دول «مقبولة» لإسرائيل.
* الحادى عشر:
تستمر دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، فى معارضة الاعتراف الأحادى بالدولة الفلسطينية، وتصر على أن المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، ومن دون شروط مسبقة، هى وحدها القادرة على التوصل إلى تسوية «دائمة».
* الموقف الإقليمى والدولى
فى حدود، ما كشف من الوثيقة، فقد بات الموقف الإقليمى ومن المجتمع الدولى، أن علامات استهجان كبيرة تندد أهداف السفاح نتنياهو من الخطة، اعتراضات أولية من واشنطن، غالبًا؛ تريد إدارة بايدن أن ترى سلطة فلسطينية بعد إصلاحها تحكم كلًا من غزة والضفة الغربية كخطوة نحو إقامة الدولة الفلسطينية، يتزامن ذلك مع ما دعا إليه الوزراء اليمينيون المتطرفون فى حكومة السفاح نتنياهو، وبدا ذلك علانية: إعادة التوطين فى غزة وتشجيع الفلسطينيين على الهجرة، وتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة تحت نيران استمرار الحرب الدموية والإبادة وسياسة التهجير ونشر الإشاعات.
* بلينكن فى اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين
بعد الإفصاح الإسرائيلى عن الوثيقة – اللغم برزت تصريحات وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن التى حملت معارضة واشنطن، والإدارة الأمريكية لأى نتيجة من بنود الخطة وأهدافها المتعلقة فى قطاع غزة.
بما فى ذلك، أى إعادة احتلال لقطاع غزة من قبل إسرائيل وكذلك أى تقليص حجمه، وقال:
«غزة… لا يمكن أن تكون منصة للإرهاب. ولا ينبغى أن يكون هناك إعادة احتلال إسرائيلى لغزة». وقال فى بوينس آيرس حيث كان يحضر اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين: «لا ينبغى تقليص حجم أراضى غزة».
.. عربيا وإسلاميا وإقليميا، العمل مع المجتمع الدولى والأممى، من الضرورى، إعادة تفعيل الحراك السياسى والأمنى من أجل احتواء هذا التحول فى الإدارة الأمريكية، والبناء على مواقف الدول الإقليمية لمصر والأردن والسعودية، والأمم المتحدة والمنظمات والقوى المختلفة، للاستمرار فى الدفع نحو إيقاف الحرب، وبالتالى نسف مشاريع حكومة الحرب الإسرائيلية المستعرة.