اجتماعات باريس.. 5 حلقات تلقي التحية:Bonjour
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
الدستور المصرية –
في باريس، تتقاطع وتتنافر؛ خمس حلقات تجلس على طاولة مستديرة، يبدو انهم اعتادوا على تحية الصباح بالعربي:
-صباح الخير.. السلام عليكم.
وربما باللغة الانجليزية:
-Good morning.
.. ولعل من اللائق ان تكون تحيتهم الصباحية في باريس، باللغة الفرنسية:
-Bonjour
.. ما يجري، في اجتماعات باريس، ما لا يمكن توقع نتائجه، غالبا سينسحب الطرف الإسرائيلي، ويعلن السفاح نتنياهو، أن وفد حماس، ما زال متشددا، وأنه يقدم مطالب وهمية، خيالية!
بالطبع هنال من يحاول ان يترك الطاولة للمشاورة مع المصادر المطالعة في بلاده، وداخل الحلقات النقطة المركزية، تتحرك حولها صراعات الأطراف، بين مفاوض، أو ضامن لأي اتفاق متوقع.
لدينا:
*حلقة حركة حماس.
*حلقة دولة الاحتلال الإسرائيلي.
*حلقة الولايات المتحدة الأمريكية.
*حلقة مصر، ضامن ومفاوض.
*حلقة قطر، ضامن ومفاوض.
.. وهي، في المطلق تناور مع الوفد في داخل حلقة حماس، الذي لا يزيد التراجع عن خطته للتفاوض، وأن الحل في إيقاف الحرب العدوانية على أهالي قطاع غزة اولا.
وعند حلقة دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، فهي قالت إنها تشارك باجتماع باريس، بهدف التقدم نحو تفاوض، تبادل للأسرى وهدنة لأسابيع، ولا بحث لمبدأ إيقاف الحرب،بينما تقول وكالة “رويترز”، إن إسرائيل ستشارك في مفاوضات باريس بشأن [اتفاق محتمل]، يشمل صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، التقطت ذلك القناة “12” الإسرائيلية، التي أكدت إن حكومة الحرب الإسرائيلية، الكابنيت وافق على إرسال مفاوضين بقيادة رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي إلى باريس لإجراء محادثات، دون تحديد اي إطار داخل حلقة دولة الاحتلال.
.. أيضا هناك من وضع المؤشر على الحلقة الأميركية، ذلك أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، سيشارك إلى جانب حلقة قطر، التي ترأسها رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وإلى جانب مهم، حلقة مصر، التي ترأسها رئيس المخابرات المصرية عباس كامل.
اجتماعات باريس، تجمع الحلقات، لكن ليس من أي [فسحة أمل]،وليس من اللائق أن ندعي أن باريس، هي محطة ؛ مجرد فرصة، وطاولة سياسية أمنية، أكثر من تغيير للمكان، وفي الأماكن وفرة حظوظ. وربما نتائج، وهذا غير واضح في اجتماعات باريس، في هذا التوقيت التشابك من حال الحرب على قطاع غزة، التي هي حرب إبادة جماعية، ومجاعة وقتل وتهجير، أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات العالم الثقافية والإنسانية والإغاثية.
العدو الصهيوني، من خلال صحيفة “يديعوت أحرونوت”، والكاتب “ناحوم برنياع”، أكدت في افتتاحية عددها : أن “الفكرة العامة هي العودة للوراء إلى مقترح الإطار الذي جرى الاتفاق عليه في باريس بداية شباط/ فبراير وهذه العودة قد تدفع بتقدم جديد نحو الصفقة”.
.. وان:”حركة حماس ردت على مقترح الإطار الذي تمت بلورته في باريس بمخطط إطار خاص بها أصعب من ناحية إسرائيل”، مشيرًا إلى أن هناك جدلًا في تل أبيب لكن طاقم المفاوضات قدر بأنه رغم الموقف الأولي الصعب لحماس يمكن التقدم هذه المرة.
وفي ما خص دور رئيس الحكومة الإسرائيلية قال برنياع إن “نتنياهو قام بعرقلة المواقف في مواضيع جوهرية ويرى أنه كان محقًا في هذه العرقلة بإجبار حماس على المرونة في موقفها”.
برنياع، اعتبر مناورة – السفاح – نتنياهو وإصراره على تحقيق “أهداف الحرب”، اصطدام بمواقف الولايات المتحدة الأمريكية، التي باتت “مقتنعة أنه من دون صفقة أسرى الآن لن تتمكن من الوصول إلى صفقة كبرى إقليمية، ووان مصر، تخشى من أن يؤدي استمرار القتال في رمضان إلى انفجارات على حدودها مع قطاع غزة”.
دون اطالك، اجتماعات باريس، عبر الحلقة الإسرائيلية، تناور على صفقة سياسية أمنية، هدفها:
*اولا:
“العنصر الأهم الذي يدفع نحو عقد صفقة في هذا الوقت، هو الخطر الشديد الذي يهدد حياة الأسرى الإسرائيليين في غزة”.
*ثانيا:
أن المفاوضات ستؤدي إلى تبادل الأسرى وهدنة تستمر لبضعة أسابيع، مع تغيير لأماكن وجود الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
*ثالثا:
التطورات في الضفة الغربية والقدس، خلقت مسارات “في تل أبيب، حيث يوجد خشية، من[اندلاع انتفاضة ثالثة]، في الضفة الغربية خلال شهر رمضان ما يعزز خيار التوجه إلى التهدئة.
*رابعا:
حاجة الجيش الإسرائيلي، إلى هدنة لاستغلالها في تسريح الجنود والتعلم من دروس الحرب”.
.. أما حلقة حماس، ترنو، إلى ما أعلن سابقا:
*اولا:
إن وفد الحركة برئاسة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية اختتم زيارة استمرت عدة أيام إلى مصر، أجرى خلالها لقاءات مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل وعدد من المسؤولين.
*ثانيا:
المباحثات تناولت “الأوضاع في قطاع غزة ووقف الحرب.
*ثالثا:
عودة النازحين إلى أماكن سكناهم والإغاثة والإيواء خاصة في شمال القطاع وسبل تحقيق ذلك”.
*رابعا:
“تم التطرق إلى ملف تبادل الأسرى.
*خامسا:
ما يخطط له الاحتلال في المسجد الأقصى في ظل قرار حكومة الاحتلال منع أهل الضفة والداخل المحتل من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان”،حماس اقترحت هدنة لـ 45 يوما في المرحلة الأولى لتبادل المحتجزين والأسرى وإيصال المساعدات.
وهذا هو بيان حماس، إذ لم تتجاوز الحلقة، ما طرح في القاهرة، عدا عن أن المرحلة الأولى من الهدنة، ستشهد إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين من النساء والمرضى والجرحى وكبار السن ومن الممكن بعد ذلك تمديد الهدنة لمدة أسبوع إضافي للسماح بإجراء محادثات بشأن المرحلة الثانية، وهو مؤشر لا تفاوض عليه مرحليا.
ونقلت صحيفة “إسرائيل هيوم”، عن الحلقة الإسرائيلية والأمريكية، أن: المرحلة الأولى تشمل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين وشهر ونصف من وقف النار، وأن المواقف كافة، تتناقل أثر وثيقة الخطّة الإسرائيليّة لما بعد حرب غزة، التي ألقت بظلالها على أول اجتماعات الحلقات السياسية والأمنية، في باريس، الوثيقة الجديدة، التي تتعارض مع وثيقة نتنياهو، وضع بنودها وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي قدمها بهدف مناقشة ترتيبات ما بعد حرب غزة، وفق:
*1.:
أن إسرائيل لن تحكم مدنيا قطاع غزة، وسكان القطاع يديرون أمورهم بأنفسهم.
*2.:
أنّ “حماس” لن تعود لحكم قطاع غزة أبدا”.
*3.:
“تعزيز الحدود بين غزة ومصر بوسائل إلكترونية بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية “.
*4.:
تُواصل إسرائيل نشاطها العسكري شمالي قطاع غزة وفي خان يونس، و”لإسرائيل حرية العمل العسكري في القطاع وستردّ أي تهديد”.
*5.:
“لن يكون هناك أي عودة للاستيطان في غزة، ومصر ستكون البوابة للقطاع، على أنّ تقوم إسرائيل بتفتيش كل البضائع الداخلة إلى غزة”.
.. بعد حركة غالانت المشبوة، حركت، حركة “حماس” حلقتها، واعتبرت أن مواقف دولة الاحتلال الإسرائيلي من المفاوضات-اجتماعات باريس- بشأن صفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية في غزة ووقف إطلاق النار بأنها “سلبية”، وفق أسامة حمدان القيادي في حماس: إن “مواقف الاحتلال وردوده على الوسطاء سلبية، وتضع عراقيل كثيرة أمام التوصل لاتفاق”.