«كردوش» أحمد نبيل الفضل
بقلم: أحمد الصراف
النشرة الدولية –
قلة من نواب مجلس الأمة، بخلاف من رحل ومن اعتزل، ومن اختار الانكفاء، كانوا بالفعل متفرغين تماماً لعملهم التشريعي والرقابي، وامتلاك قوة الحجة ووضوح البيان، ونظافة اليد، والرغبة الحقيقية في الإصلاح والمشاركة المكثفة في أعمال اللجان، أحد هؤلاء هو المرشح، والنائب السابق، أحمد الفضل، الذي عندما تنظر لمن يخشى وصوله للبرلمان، أو من يحترف مهاجمته، أنه بالفعل يستحق الدعم، وشخصية المرحلة القادمة، والأكثر جدارة للوصول للمجلس القادم مع قلة من أعضاء المجلس السابق، الذين أتمنى نجاحهم، من أمثال جنان بوشهري ومرزوق الغانم وعبدالوهاب العيسى، ومهلهل خالد المضف، حسبما أتذكر الآن.
* * *
تطرق المرشح الفضل في ندوته الانتخابية المميزة، لإحدى أخطر عمليات التلاعب في الجنسية الكويتية، والتي كان بطلها السوري كردوش، وتصلح لمسلسل تلفزيوني، حيث ادعى كردوش الانتماء لإحدى القبائل، واستطاع الحصول وأسرته المكونة من عدة زوجات وأطفال وأصهرة، بلغ عددهم 150 شخصا، على الملايين من أموال الدولة، وخرب ذمما، قبل أن يهرب، بعد انكشاف أمره!
فكم بيننا من آلاف من أمثال كردوش وغيره ، فهو حتما ليس حالة شاذة.
* * *
قام النائب السابق: محمد هايف، قبل فترة، وعبر صحيفة الراي، بدعوة المواطنين للإبلاغ عن الظواهر السلبية أو المخلة للآداب، أي التجسس عليهم، وإبلاغ السلطات!!
وحيث إن تزوير مستندات رسمية، ودفع رشاوى ضخمة، بغية الحصول على جنسية الدولة، يعتبر نوعاً من الخيانة العظمي وأخطر أنواع الظواهر السلبية والأخلاقية، فقد تجاوبت معه السلطات، وأصدرت بياناً تطالب فيه المواطنين بالإبلاغ عن أي معلومات تتعلق بتزوير جنسية الدولة، فانفتحت أبواب الجحيم أمام وزير الداخلية، البطل، مطالبة إياه بإغلاق الموضوع، وأن كشف المتحايلين سيتسبب في الإضرار بالوحدة الوطنية (يا سلام!!) وإن الموضوع يجب أن يحال للقضاء، وغير ذلك من حجج واهية، ومن اسخفها أن سحب جنسيات المزورين سيدفعهم لبيع بيوتهم، وعندها ستنخفض أسعار العقارات!
* * *
من يطالبون بوقف قرار الداخلية، ويهددون باستجواب الوزير، إن استمر في جهوده، وغالبيتهم ممن يدعون التدين، هم نفس جماعة إسقاط 15 مليار دينار من قروض المواطنين، وهم أيضا جماعة «زيدوا معاشاتنا»، و«سفرونا» في رحلات علاج، خاصة في الصيف، وهم أنفسهم الذين لم يكترثوا يوما بمصير الأجيال القادمة، ولم يكترثوا لقيام 40 ألف طالب بتزوير الاختبارات، وغيرها من سفيه التصرفات.
ما قام به وزير الداخلية، بدعم من القيادة، عمل عظيم، وشجاع لم نشاهد ما يماثله على مدى نصف قرن، وخطوة يجب أن تستمر لتؤتي أُكلها، فمن غير معقول العيش في دولة بها كل هذه العدد الرهيب من مزوري الجنسية!!
من يعارض قرارات الكشف عن ملفات المزورين هو في الغالب مزوّر مثلهم، أو يتستر على مزور، والمثل يقول: «لا تبوك لا تخاف»!