إيران تحدد طبيعة الرد.. المنطقة على بركان من البارود
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
الدستور المصرية –
خبير الشئون السورية في معهد الشرق الأوسط في واشنطن “تشارلز ليستر”، غرد على منصة التواصل الاجتماعي X، بأن الضربة في سوريا كانت بمثابة “تصعيد كبير”، وهو يعتقد أن شكل التصعيد القادم، سيتخذ حالة من الرد العسكري، الذي قد ينفذ بواسطة أذرع وجبهات أحزاب من داخل ثلاث دول، سوريا والعراق ولبنان، وهي التي تضم كتائب تابعة لحزب الله، وغيرها من القوى المدعومة من إيران، إضافة إلى توتر واشتداد الوضع من طرف الحوثيين في اليمن، تحديدا التصعيد في الحدود البحرية، محاصرة البحر الأحمر.
*
في هذا الشأن المضارب عسكريا وأمنيا، في مرحلة صعبة من الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة، وتعنت الكيان الإسرائيلي في مواجهة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ورفض قرارات مجلس الأمن الدولي، ومواجهة منظمات العالم العاملة على الإغاثة والصحة وتقديم المساعدات الإنسانية للقطاع المنكوب، جاء التصعيد الإسرائيلي الصهيوني بالضربة العسكرية داخل العمق السوري، ما عبرت عنه وزارة الخارجية الإيرانية بالقول إن طهران ستتخذ القرار بشأن نوعية الرد على الهجوم الإسرائيلي، الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق.
نتائج الضربة التي نفذت، حسب مصادر إعلامية، أكدت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني نفذ الهجوم بواسطة طائرات مقاتلة من طراز F-35.
.. هنا، تؤشر تحليلات أمريكية أن التصعيد والرد القادم سيكون مدعاة لتوسيع شامل قد يضع المنطقة والإقليم والمجتمع الدولي، بالذات الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا، أمام فوهات البنادق والصواريخ والطائرات المسيرة، وغالبا، ستكون الأهداف، تعطيلًا وحربًا مفتوحة على ما أسماها الخبير “ليستر”، الضليع بالشئون السورية في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، “المصالح والأصول الأمريكية في سوريا والعراق، وربما لبنان واليمن”.
.. وفي المؤشرات السياسية والأمنية، بدأت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، تعزز الإجراءات الأمنية في العديد من البعثات الدبلوماسية حول العالم، في تخوف من عمليات انتحارية، بعد قصف القنصلية الإيرانية في دمشق.
وهنا، تعترف حكومة الحرب الإسرائيلية، الكابنيت باحتمال أن تحاول إيران الرد، بمهاجمة البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في الخارج، فيما تقول الخارجية الأمريكية إن:
إسرائيل تحتاج إلى خطة طويلة الأمد إذا كانت تريد حقًا ضمان الحفاظ على أمنها، وجاء رد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي “هرتسي هليفي”، بعقد جلسة أمنية للمصادقة على “خطط عسكرية” عقدت في مقر قيادة المنطقة الشمالية بحضور قائد المنطقة الشمالية وأعضاء منتدى هيئة الأركان العامة، لم تعلن حيثياتها، وأنه تمت المصادقة: “صادق على خطط للمراحل اللاحقة من القتال وأجرى تقييمًا للوضع”، برغم أن مصادر لبنانية أشارت إلى أن هذه الخطط ترنو إلى تصعيد في لبنان، وضد حزب الله تحديدا.
في الواقع العملي، الاحتلال الإسرائيلي، يضرب في عمق الحدود السورية، وهذه هي العملية العسكرية الرابعة، التي تستهدف الأراضي السورية في غضون 48 ساعة، بعد استهدافين متتاليين في حلب وجنوب العاصمة دمشق.
ونفذت إسرائيل ضربات عنيفة على مواقع قرب حلب فجر الجمعة، أسفرت عن مقتل عناصر من “حزب الله” ومن الميليشيات الايرانية التي تقاتل إلى جانب القوات السورية.
.. الحراك الدبلوماسي، الأممي، دخل مراحل سريعة، إذ تتوقع مصادر دبلوماسية، بدء جولات من الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية، في محاولة لاحتواء التصعيد، وتدارس المزيد من الخطط لمنع التعنت الإسرائيلي، وبالذات مساعي إيقاف سريع للحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة، ما يؤشر إلى استمرار الضغوط الأمريكية لحسم العنجهية الحربية، التي ما زالت تستعد لمزيد من الإبادة الجماعية والتهجير وتصفية القضية الفلسطينية، وجعل المنطقة على بركان من البارود.