لا تحرك عسكري إيراني خلال ال 72 ساعة القادمة
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
الدستور المصرية –
كل العالم مشغول بما قد ينتج عن “الضربة-الرد” الإيراني العسكري المتوقع، بحسب التهويل الأميركي الإسرائيلي، في اي وقت.
.. وصل الإعلام الغربي الموجه من البنتاغون والإدارة الأميركية، القول ان الرد، سيكون بـ 100 طائرة مسيرة وعشرات الصواريخ.
.. في ذات الوقت العصيب، هناك بالمقابل [صمت إيراني] قاتل، إذ لا تعليق على التقارير الأميركية، أو الغربية، التي تلح أمنيا عن اقتراب موعد الرد الإيراني المتوقع على استهداف دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق.
*إيران هي التي تحدد ساعة الصفر
الرئيس الأميركي جو بايدن، دعا إيران إلى التعقل :”لا تفعلوا ذلك”، مؤكدا: “نحن ملتزمون بالدفاع عن إسرائيل، سندعم إسرائيل،سنساعد في الدفاع عن إسرائيل ولن تنجح إيران”.
.. التهويل مستمر، إذ دخلت إيران الي منطلق مغاير بالإعلان:إيران هي التي تحدد ساعة الصفر.
“الرد – الضربة”، لعبة إيرانية بهدف اللعب بأعصاب العالم، في الجانب الإيراني، يعي انه يعيش وسط تصاعد المخاوف من توسع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، والتأكيد هناك شحن عسكري وامني، إسرائيلي بالدرجة الأولى “يستعد السيناريوهات، اي حرب، من إيران أو /و في مناطق أخرى غير جبهة غزة، المفتوحة على حرب قدرة، إبادة جماعية وسعي نحو التهجير وتصفية القضية الفلسطينية “.
هما، يبرز السيناريو الإيراني، الذي يتزامن مع تصريحات الإدارة الأميركية إنهم يتوقعون حدوث ضربة مدعومة من إيران، على أهداف أمريكية أو إسرائيلية في أي لحظة الآن، وهذا الغائب مرحليا عن عقلية الأمن والجيش الإيراني، الذي يطبخ” الرد-الضربة “، على نار هادئة، قد تنطفئ في اي توقيت، بمعنى ان إيران تؤجل ضربتها وتزيد من مكاشفة طبيعة التحرك الدولي، لحقن الصراع، ومنع التصعيد، عبر حل عقدة أصل المشكلة وأمنيا وعسكريا، اي الحرب العدوانية على قطاع غزة، التي يقودها السفاح نتنياهو وحكومة الحرب الإسرائيلية النازية، وهو مطلب، قد يكون واردا نتيجة ما تسرب من بعض المصادر، إذ تنقل الرسائل الأميركية – الإيرانية، والتي يبدو انها تصطدم، الرغبات المحمولة إسرائيليا وأميركيا، بتوسع دائرة النار، وبالتالي وضع المنطقة والإقليم في أتون الحرب، طويلة المدى.
*جيوسياسية المنطقة، إطار صعب لأي معركة
استراتيجيا، وجيوسياسيا، لن يكون الرد الإيراني على دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، كما ينتشر، أو كما تعلن إيران والولايات المتحدة، جيوسياسية المنطقة، إطار صعب لأي معركة، والعسكرتاريا الإيرانية، قد لا تصدق في إدراك أو فهم انه:”لن يكون كبيرا لدرجة قد تجر الولايات المتحدة للحرب”
يعزز ذلك أن الولايات المتحدة، بصدد إرسال تعزيزات إلى الشرق الأوسط مع تزايد المخاوف المعلنة، المنتظر من الرد الضربة، إعطاء فرصة لتبرير التزام البنتاغون الذي فيه:”نحن نرسل موارد إضافية إلى المنطقة (..) لتعزيز جهود الردع الإقليمية وتعزيز حماية القوات الأميركية”، المطلق، بهدف حماية ما تترقب إسرائيل، التي تريد جبهة، بخلاف غزة، لتتمكن من اختبار صورتها وجر الولايات المتحدة، وأوروبا، وبالتالي الناتو إلى أزمة قد تمتد تأثيراتها المنطقة وجوارها العالمي،بينما لا يمكن نفي أن ما وراء التهديدات الإيرانيّة، المزيد من [فرضيات والخيارات] للردّ، الذي لا يجعل الحرب تمتد إلى الداخل الإيراني.
*التهديد قول المعركة ليست هي الحرب!
ما نشد ان إيران تهدد، والعالم ينتظر فيما دولة الاحتلال الإسرائيلي تستعد، كيف ذلك؟
عدا الولايات المتحدة الأمريكية التي تعمد عليها إسرائيل، وفق تصور لدعم قوي من الجيش الأميركي، فالمجتمع الدولي، يترقب بحذر، واحيانا غير واثق من رد إيراني يجتاح مناطق حساسة، سواء في إسرائيل، أو المصالح الأميركية، حول المنطقة والعالم؛ ذلك أن الصين وروسيا، وكوريا الشمالية وتركيا وجميع دول المنطقة، تدرك انها في طور أمني متباينة، لديها مساعي إزاء منع إيران، بشتى الطرق من أن تكون هي-“الرد-الضربة”، التي تعمق مخاوف، قد تكون جدية وتؤدي الي امتداد الصراع في كل الجبهات المتوقعة إقليميًا، ما يتيح إبادة جماعية انتقامية في رفح ودمشق بيروت وربما عواصم أخرى.
إيران تتكتم، البنتاغون تدعو إلى المزيد من السلاح “لتعزيز جهود الردع الإقليمية وزيادة حماية القوات الأمريكية”. هنا شمولية التوتر العسكري الأمني، مع وجود عدد غير منطقي من السيناريوهات المحتملة، على خلفية حال الحدث المنتظر، مع استمرار الحرب العدوانية بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، التي تعي أن القادم أعظم، وأن الموقف الإيراني، قد يتوسع ليشمل تحقيق رغبات السفاح نتنياهو في تهديد الأمن القومي في جيوسياسية المنطقة تحديدا مصر والأردن ولبنان.
هذا يفسر ما نقلت صحيفة النهار اللبنانية عن “دافيد خالفا”، المحلل لدى مؤسسة “فونداسيون جان جوريس” في باريس، من إشاراته :” حقيقة أن أيا من الجهات المعنية ليست لديها مصلحة في إثارة التصعيد، لا تحمي من أزمة واسعة النطاق”، كما أن:”الأخطاء في الحسابات واردة؛ للردع جانب نفسي. تقع الأطراف المتحاربة تحت رحمة خطأ وزلة قد يؤديان إلى تداعيات متتابعة”.