رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك توشي بعشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين.. ومطالبات واسعة بإستقالالتها
أثارت رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شفيق ذات الأصول المصرية، جدلا واسعا بعد أن اتصلت بالشرطة لتفريق المحتجين المؤيدين لفلسطين، مما أدى إلى توقيف أكثر من 100 طالب.
وفي جلسة استجوابها في مجلس النواب الأمريكي، لم تحتاج نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا بنيويوك، سوى لكلمات”إذا باركتم إسرائيل سيبارككم الله” لتتبرأ من الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها الجامعة للتنديد بتجاوزات الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، قبل أن تصعد موقفها بالإبلاغ عن المتظاهرين وتحريض الشرطة لاعتقالهم.
وشهدت جامعة كولومبيا احتجاجات واسعة للتنديد بتجاوزات الجيش الإسرائيلي، والضغط على الجامعة لسحب استثماراتها المالية من الشركات والمؤسسات الداعمة لإسرائيل.
وتصدرت نعمت شفيق عناوين الصحف منذ 17 أبريل الماضي، عقب تصريحاتها التي أدلت بها أمام مجلس النواب الأمريكي وإجراءاتها ضد المتظاهرين التي اتخذتها لتبعد عن نفسها وعن إدارتها شبهة “معاداة السامية”، وهو ما أثار موجة من الانتقادات نحوها وصلت حد مطالبتها بالاستقالة.
هذا واستدعى مجلس النواب الأمريكي شفيق، ولدى مثولها أمام المجلس الأربعاء الماضي، تم استجوابها حيث استخدم العضو الجمهوري ريك ألين، بعض أسانيد التوراة، قائلا “إن الله قد أخذ على النبي إبراهيم عهدا بأنه سيباركه إذا بارك إسرائيل وإذا لعنها فإن لعنته ستحل عليه”.
وأضاف ألين في حديثه لشفيق “هل تريدين أن يلعن الله جامعة كولومبيا؟” في إشارة للمظاهرات المنددة بالانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة.
وردت نعمت شفيق، بأنها “بالطبع، لا ترغب في أن تحل اللعنة على جامعة كولومبيا”، وهكذا استمرت ردود نعمت شفيق طوال الجلسة التي استمرت قرابة 4 ساعات، أكدت فيها أنها تعمل بكل جد لمواجهة التجاوزات داخل الجامعة.
على عكس ما فعل رؤساء جامعات آخرين في جلسات سابقة، لم تذكر شفيق أي شيء عن حرية التعبير عن الرأي أو سلمية التظاهرات والاحتجاجات، بل أكدت منذ اللحظة الأولى التي وقفت فيها للحديث أنها ملتزمة “بشكل شخصي” بالتصدي بكامل طاقتها لكافة أشكال “معاداة السامية”.
وذكرت صحيفة “ذا ناشيونال” أن “رؤساء جامعات هارفارد وبنسلفانيا، رفضوا سابقا إدانة احتجاجات الطلاب لدعم القضية الفلسطينية والتنديد بالتجاوزات الإسرائيلية، حيث استخدموا أسلوب المحامي المراوغ عند استدعائهم لمجلس النواب وقدموا بعدها استقالاتهم”، وهو المصير الذي لم ترغب شفيق في قبوله.
وقالت نعمت شفيق، إنها “سمعت هتافات ضد اليهود ومعاداة السامية خلال الاحتجاجات التي ملأت الحرم الجامعي، وهو ما استدعى طلبها لشرطة نيويورك من أجل القبض على الطلاب، الذين عرقلوا سير الحياة العادية، إضافة إلى إقالة عدد من المسؤولين في الجامعة الذين أيدوا موقف الطلاب المتظاهرين ودافعوا عنهم”.
وكان استدعاء شفيق، لشرطة الولاية أثر بالغ، مع عدم تهدئته للتظاهرات بل زادها حدة وصلت حد مطالبتها بالاستقالة إضافة لانتشار الاحتجاجات، في جامعات أخرى مطالبين بالإفراج عن أكثر من 100 طالب اعتقلتهم شرطة الولاية بطلب من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية.
وتزايدت حدة الاعتقالات بعد مثول نعمت شفيق أمام مجلس النواب، فبعد أن كان عدد الموقوفين قليلا في البداية تزايد بعد الاستدعاء، ليزيد عن الـ100 بينهم ابنة عضو الكونغرس الأمريكي إلهان عمر ذات الـ21 عاما والتي تم إيقافها عن الدراسة في الجامعة.
يذكر أن شفيق تولت منصبها في رئاسة الجامعة منذ يوليو العام الماضي، وهو ما جاء عقب تاريخ حافل بالترقيات المهنية، بدأتها منذ تخرجها من جامعة ماساتشوستس أمهيرست بدرجة البكالوريوس في الاقتصاد والسياسة.
وولدت شفيق في محافظة الإسكندرية عام 1962، وهي مصرية الأصل، وغادرتها مهاجرة إلى ولاية جورجيا في الولايات المتحدة رفقة عائلتها عام 1966 عقب تعرض ممتلكات والدها للتأميم، حسبما ذكر موقع الجامعة على الإنترنت.
سي إن إن