بعيدا عن إيقاف الحرب.. الولايات المتحدة تفلس فى المعركة
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
لنقل إن الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت عاجزة عن احتواء معضلة أو أزمة الحرب التى تدعمها على قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل الفلسطينى المحتل،.. وحتى لا نقول بشكل مباشر جدًا «..» ان الإدارة الأمريكية فعلا أفلست ودخلت فى متاهات اللعبة، لكنها تقف فى الجانب الإسرائيلي، النازى من عمل وخطط وحرب حكومة الكابنيت التى ترأسها السفاح نتنياهو، بما فى ذلك التدمير والمجازر والاجتياحات وحرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، أحزاب ومع كل اه وقوى التطرف التوراتى، التى برزت بكل وقاحة عندما اقتحم المسجد الأقصى فى مسيرة الإعلام، حركة استفزاز وتطرف.
سأكون دبلوماسيا، عندما أقول إن الإدارة الأمريكية وكل القوى العسكرية والأمنية والإعلامية، فشلت عدة مرات فى إيقاف الحرب على غزة، لأن هناك من يريد أن تستمر بالتوازى مع الحرب الروسية الأوكرانية، وأزمة النفوذ بين أمريكا والصين، هذا ما يحدث عندما تتكالب حروب المصالح ضد حراك الشعوب والحق فى المقاومة، دون نقاش فى ذلك مرحليًا.
.. هنا أضع مجرد رؤية جيوسياسية أمنية، معالمها تتضح هنا: بعيدا عن إيقاف الحرب العدوانية الإسرائيلية المستعرة على غزة وتهديد رفح بالاجتياح القادم، والتصعيد فى جنوب لبنان، فإن الولايات المتحدة تفلس فى المعركة؛ معركة دبلوماستيها، قشرة الموز التى وضعت مثل أى فخ أمام مسيرة مفاوضات الهدنة، الآتى لا هدنة ولا اتفاق ولا قدرة للإدارة الأمريكية على صياغة تخدم القضية الفلسطينية، أو تضع حدا للحرب التى تدخل شهرها التاسع، ولن تتوقف ما دامت المكوكية الأمريكية، تدور فى عواصم لا حل بين يديها إلا انتظار الآتي، وهو فى المرحلة التالية، سيكون الحريق الذى يتصاعد جمره تحت الرماد.
تريد الإدارة الأمريكية إيقاف الحرب مؤقتا ولو لهدنة إعلامية، أو أممية لن تستجيب لها دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيوني، وغالبا هدنة شكلية، ولا تريد مواجهة العالم نصًا وقرارات، عمليا: إنها تقف مع حقيقة أو مؤامرة، أو خطة ما، فهى تدرك أنها، لن تستطيع وضع تفاهمت مع الكابنييت الذى هو صنيعة البنتاجون.
.. بالأمس، وسط الصراع السياسى على مآلات التفاوض، استشهد 30 فلسطينيًا وأصيب العشرات جراء مجزرة ارتكبها الطيران الإسرائيلى بعد قصفه مدرسة تؤوى نازحين فى مخيم النصيرات؛ غارة جوية على مدرسة «السردى» المكتظة بالنازحين فى المخيم 2، ما أسفر عن سقوط الشهداء والجرحى، بينهم أطفال وصلوا أشلاء إلى مستشفى شهداء الأقصى المعدوم صحيا.
..
الحدث كما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، الوسيط دولة قطر تلقت ردًا أوليًا، يبدو إيجابيًا من حماس على مقترح الرئيس بايدن بشأن الحرب فى غزة، كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أبلغ بانفتاحه على وقف الحرب، دون أى التزام.
ووفقًا للصحيفة، جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية القطرى الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز فى الدوحة، بحسب موقع «أكسيوس» الأميركى من أن وزير الخارجية القطرى ورئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل، التقيا كبار مسؤولى حماس الأربعاء، لمناقشة مقترح إطلاق النار فى غزة وتبادل الرهائن.
الغريب، إصرار صحيفة «وول ستريت جورنال» القول، كما الإعلام الامريكي، عن وسطاء عرب فى مفاوضات وقف إطلاق النار أن الرئيس الأمريكى جو بايدن «يضغط على زعماء بالشرق الأوسط» من أجل التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس بسرعة «…»، علما أن هذا المدة المحددة تأتى «على الرغم من تحذيرات من أن الخلافات الجوهرية وانعدام الثقة بين حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلى يجعل المفاوضات صعبة».
بايدن فعلها عبر ترتيبات مع إدارته، تهيئة لاحتواء أمريكى لكل الاتجاهات والأحداث العالمية، فى إيران ولبنان والصين وتركيا، عدا عن عواصم أوروبية اعترفت بالدولة الفلسطينية، دون مؤشرات لما طرح الرئيس بايدن،، أقصد مؤشرات موحدة فى المسارات كافة، بما فى ذلك الوضع فى جنوب لبنان، وحالة معبر رفح، وغزة، ومدى مصداقية الولايات المتحدة فى هذا التوقيت للضغط على دولة الاحتلال.
فى كابنيت الحرب:
* «يتعهدون بالحفاظ على سيطرة أمنية مفتوحة على غزة، *منع إقامة دولة فلسطينية.
*التخوف الأمريكى من حرب إقليمية مركزها لبنان أكبر كثيرًا من استمرار الحرب فى غزة.
*
*الهجوم من الاتجاهات الأربعة، قائم، فالمجتمع الدولي، والمنطقة والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، أعلنت بصراحة انتقادات لرئيس الوزراء الإسرائيلى فى كابنيت الحرب السفاح نتنياهو وشمل ذلك وزير الحرب يوآف جالانت وقائد أركان الجيش الإسرائيلى النازى هرتسى هاليفي، وذلك على خلفية تهديد «إسرائيل» بشن حرب على لبنان إثر التصعيد الأخير مع حزب الله، وأيضا، اجتياح مناطق مهمة من معبر رفح من الجانب الفلسطيني، وهو الوضع الذى خلق التوتر الشديد مع مصر، عدا عن رفض العالم لهذا التمادى الصهيونى الذى يستفز جميع الأطراف.
*ماذا قالت صحيفة معاريف الإسرائيلي
– إنهم المسؤولون الثلاثة «الكابنيت»:
– يتسببون فى انهيار إسرائيل.
– يعيشون أوهام 3 فرسان يبحثون عن المغامرة، لم يبق لديهم ما يخسرون. – مستعدون للمقامرة على مصير البلاد.
هذه مجموعة قررت الانتحار والموت مع الفلسطينيين».
* رد حماس.
فى ما وصل «الدستور»؛ فى اللحظات الأخيرة، تفاصيل رد حركة حـماس على ورقة المفاوضات، وهى ردود، تنبئ بقيام كابنيت الحرب برفضها، تفشيلا للمساعى الشكلية الأمريكية، ما يجعل المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن، فى موقف مختلف، بين رد حماس، والموقف الأمريكي، وصورة المرحلة التالية، إذا ما امتدت الحرب باتحاه جنوب لبنان، أو بادرت حكومة السفاح نتنياهو بالحراك العسكرى فى رفح؛ ذلك ما يأتى فى خفايا رد حماس المبين ما يلي:
– *1:
– تشير إلى أن وقف الحرب على غزة يبدأ قبل أسبوع من بدء تنفيذ الصفقة.
*2:
– تشدد على ضرورة إقرار إسرائيلى واضح بالانسحاب من قطاع غزة مع ضمانات دولية.
*3:
تؤكد على عدم وجود هدن إنسانية تحت هذا المسمى بل وقف الحرب على غزة
*4:
تؤكد على حرية التنقل فى القطاع والسماح لكل النازحين بالعودة لبيوتهم دون أى شروط
*5:
* تؤكد على السماح بدخول المساعدات لكل القطاع دون تقسيمه لمربعات أمنية
*6:
إطلاق سراح كل من مروان البرغوثى وأحمد سعدات وإبراهيم حامد وعباس السيد
* *7:
* إطلاق سراح جميع النساء مهما كان الحكم أو الفصيل أو الجغرافيا
*8:
إطلاق سراح جميع الأسرى المرضى وكبار السن مهما كان حكمهم.
.. المعركة ما زالت فى متاهاتها، وموقف الولايات المتحدة الأمريكية يزداد صعوبة، والعالم شاهد على نهاية غير محددة المعالم.