فلاح مكفي- سلطان مخفي* الحیطة والحذر -4-

النشرة الدولية – كتب وهبي ابو فاعور  –

دائماً المجتمع الفلاحي، ینصب الكمائن، للغدر والدخیل وكل ما یفسد رونقه وجماله. وبذلك یحافظ على ركائزه القائمة على الود والتصافي والحذر من المجهول، أكان جباناً أم فكراً أم قدراً.
وسأورد بعض الشواھد على ھذا الصفاء، الذي عمّر قرانا وكرّس تقالیدنا في التنافس الصادق، القائم على حق الاختلاف، الذي ینبذ مساوئ الخلاف، وأبدأھا في كفرشوبا سنة 1966، وكنت مدرساً في مدرستھا الرسمية، مع زملاء ٍ من أقصى الشمال إلى الإقلیم إلى الخیام وحاصبیا.
الأعیان وما كان أصفاھم تلك ً الأيام، كانوا یولمون المآدب على شرفنا في دیارھم، ویتناسون التمایز البلدي، طلباً للإكتفاء العلمي، وطیاّ للخلاف الذي احتدم بین أعیانھا ووجودھا في أول إنتخابات بلدیة.
وكانت الدعوة من المرحوم أبوصابر قاسم سليمان، الذي عمرت دیاره بكل أركان البلدة، بدءاً من الشیخین عزو القادري وابراھیم اللقیس، ورئیس البلدیة المرحوم فیصل ذیاب، والمختار إبراھیم سعید قصب، والمدیر الأنیس الأستاذ ابراھیم ذیاب، والشباب الصاعد ورموز الأنس والألفة من أبي فتي محمد سعید غانم إلى أبي الولید ابراھیم وآل؛ قصب، والقادري، وأكارم البلدة العالیة علوّ أخلاق أھلھا، وعذراً ممن نسیتھم لبعد الزمن
وضعف الذاكرة.
بعد إنتھاء مشاوي المضیاف الكریم وقوزته المحشوة بالطیب وعبارات الترحیب، إنصرف زملاؤنا من راشیا الفخار، بناء لرغبة سائق سیارتھم وأصرّ أبوصابر على السھر الطویل، ضامناً إستمرار التیار الكھربائي، بالطلب من بیت اللقیس تمدید فترة الإنارة لما بعد الموعد المعتاد.
وھكذا عمرت الدار بطاقم النراجیل في صالوناتھا وفرنداتھا بما یقارب الـ 29 نرجيلة، ربما لا تجدھا إلا في صالة السفراء في كازینو لبنان … فشدت البلابل بالسّیر الطیبة، وبالتاریخ المجید للبلدة منذ القدم وصولاً إلى ذكریات الأشاوس عن ثورة 1958 العربیة، ضد حكم الإنحراف الرئاسي إلى حلف بغداد اللعین.
والزاد في السیرة النقاء العروبي لقادة المقاومة الشعبیة، من معروف سعد إلى المعلّم كمال جنبلاط ونظرائھ.

وكم یبدو الأمر حریاً بأن یعرف الجیل الجدید، حكم وصفاء وطیبة الآباء والأجداد رحمھم الله.

Back to top button