مسؤولة أممية تعتبر القصف الروسي لمستشفيات أوكرانية بمثابة جريمة حرب.. وتدعو لمحاسبة الجناة
أخبار الأمم المتحدة /
أعربت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، جويس مسويا عن الصدمة إزاء الضربات الصاروخية القاتلة التي شُنَت أمس الاثنين على عدة مدن في أوكرانيا منها كييف، وكريفي ريه، وبوكروفسك، ودنيبرو، وغيرها من المراكز الحضرية.
وفي إحاطتها أمام جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في أوكرانيا عقدت اليوم الثلاثاء، قالت إن تلك الهجمات أصابت بنية أساسية رئيسية للطاقة، فضلا عن اثنين من المستشفيات المتخصصة الرئيسية للأطفال والنساء في البلاد.
وأضافت أن التقارير تفيد بأن 27 مدنيا بمن فيهم أربعة أطفال قتلوا، فيما أصيب 117 شخصا، بينهم سبعة أطفال، في تلك الهجمات. وكررت الإدانات القوية من قبل الأمين العام للأمم المتحدة وآخرين لتلك الهجمات المؤسفة.
وقالت المسؤولة الأممية إن “توجيه هجمات متعمدة ضد مستشفى يتمتع بالحماية يعد جريمة حرب، ويجب محاسبة الجناة”.
وشددت على أن هذه الحوادث هي جزء من نمط مقلق للغاية من الهجمات المنهجية التي تُلحِق الضرر بالرعاية الصحية والبنية التحتية المدنية الأخرى في جميع أنحاء أوكرانيا، مضيفة أن تلك الهجمات تكثفت منذ ربيع عام 2024.
ونبهت إلى أن “هجمات الأمس وآثارها تذكرنا بالخسائر البشرية الفادحة التي خلفتها هذه الحرب، وخاصة بين أفراد المجتمع الأكثر ضعفا، وهي المآسي التي سوف نراها مرارا وتكرارا طالما استمر هذا الصراع واستمرت انتهاكات قواعد الحرب”.
ودعت مجلس الأمن وجميع أعضائه إلى دعم كل الجهود الرامية إلى ضمان احترام القانون الدولي وإنهاء المعاناة والدمار.
“تأثير خطير”
شارك في اجتماع مجلس الأمن الدكتور فولوديمير جوفينير، مدير مستشفى أوخماتديت للأطفال في كييف – وهو أكبر منشأة لطب الأطفال في أوكرانيا- والذي تعرض لأضرار بالغة بينما كان الأطفال يتلقون العلاج به.
قال الدكتور جوفينير إن الضربات التي لحقت بالمستشفى ستكون لها آثار طويلة الأمد، وإن المرضى سيواجهون نقصا في الرعاية الطبية.
وأضاف أنه لن يتم استعادة الخدمات المتخصصة التي يقدمونها بمعدات عالية التقنية، في وقت قريب، مشددا على أن هذا سيكون له “تأثير خطير طويل الأمد على الأطفال الأوكرانيين الذين يحتاجون إلى الرعاية الصحية”.
وأوضح أن الصدمة النفسية التي سيعاني منها الأطفال والناجمة عن تلك الضربات ستكون حادة.
روسيا
السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا قال إن تحليلات عديدة للصور ومقاطع الفيديو من المصادر المتاحة لما حدث، تظهر أن الضربة التي أصابت مستشفى الأطفال في العاصمة الأوكرانية كييف، “كانت بفعل صاروخ دفاع جوي أوكراني”.
وأضاف أنه على ما يبدو فقد الصاروخ هدفه في الهواء والتقط إشارة حرارية من المستشفى، مما أدى إلى ارتباك الأهداف.
وأوضح أن ضربات القوات الجوية الروسية تم توجيهها ضد أهداف عسكرية أوكرانية بما فيها مصنع ينتج الصواريخ والأسلحة والذخيرة يقع على بعد كيلومترين من مستشفى أوخماتديت للأطفال المتضرر.
وأشار إلى أن المكتب الرئاسي في أوكرانيا “يكذب باستمرار على الناس بأن الروس هم الذين يستهدفون المباني السكنية على وجه التحديد”.
وقال “أرجو أن تفهموا أنه بغض النظر عن مدى محاولة نظام كييف ورعاته الغربيين تقديم المأساة كنتيجة لضربة روسية مستهدفة، فإن هذه النسخة لا تصمد أمام النقد حتى في نظر الأوكرانيين العاديين. في هذه الظروف، نأسف بشدة لأن المجلس انجر لهذه الدعاية القذرة”.
وألمح إلى أن تلك الضربة التي طالت مستشفى الأطفال حدثت عشية قمة حلف شمال الأطلسي، مشيرا إلى أن مواقف مشابهة وقعت قبل كل القمم الثلاث التي عُقِدت منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا.
وشدد على أنه ما دامت كييف ورعاتها يصمون آذانهم عن الدعوات إلى استخدام الدبلوماسية، “فسوف نضطر إلى الاستمرار في السعي لإجبار أوكرانيا على السلام وإزالة الأسباب الجذرية للوضع المتأزم الحالي من خلال الوسائل العسكرية”.
أوكرانيا
مندوب أوكرانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير سيرغي كيسليتسا أكد أن لقطات الفيديو تظهر بوضوح أن مستشفى أوخماتديت للأطفال في كييف كان هدفا “استهدف عن عمد”.
وقال إن لقطات الفيديو بينت اللحظة التي غاص فيها صاروخ كيه إتش 101 باتجاه مبنى المستشفى، مضيفا أن “مبعوث (الرئيس الروسي) بوتن استخدم تكتيكاته المعتادة في إنكار الواقع وإلقاء اللوم على الدفاع الجوي الأوكراني”.
وأشار إلى رئاسة روسيا لمجلس الأمن هذا الشهر قائلا “لقد أصبح من التقليد بالنسبة لروسيا أن تحتفل برئاستها للمجلس بجرائم حرب شنيعة ومحاولات إبادة جماعية”.
وأشار إلى أن مدونين من مديري قنوات الدعاية الروسية كانوا أكثر انفتاحا من الدبلوماسيين الروس في شرح المنطق الذي يكمن وراء “تصرفات الكرملين الدموية”. وأفاد بأن الهجوم على مستشفى للأطفال هو أيضا مؤشر على ازدراء روسيا العميق لأي مبادرة سلام.
وأضاف “لقد وصل الانحطاط الأخلاقي والإداري للكرملين إلى حد أنه لا يتردد في ارتكاب جرائم تقوض رؤية السلام في تلك البلدان التي يعتمد عليها الكرملين الآن بشكل كامل”.
وتساءل عن “نوع المستقبل الذي نتحدث عنه إذا كان القاتل يشعر بالراحة وهو جالس على كرسيه هنا غارقا في دماء الأطفال؟”
وأضاف “ما هي الفظائع التي يجب ارتكابها لضمان تجاهل حق النقض الذي يتمتع به المعتدي، وتمكين مجلس الأمن من الرد على عدوان روسيا وجرائم الحرب التي ترتكبها؟”