الاعلامية نانسي اللقيس:نصر الله ونصرة غزة: بين الشعارات والواقع

النشرة الدولية –

أعلن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، عن استمرار دعمه لغزة في مواجهة إسرائيل، منتقدًا موقف الدول العربية والإسلامية إزاء الصراع في القطاع. هذا التصريح يأتي في وقت يعاني فيه لبنان من أزمات سياسية واقتصادية خانقة، مما يثير تساؤلات حول أولويات حزب الله ومدى جدية التزامه بنصرة الفلسطينيين.

الشعارات والواقع

تصريحات نصر الله تعكس خطاباً عاطفياً يحمل شعارات داعمة لغزة، إلا أن الواقع يشير إلى تعقيد أكبر. دور حزب الله في الصراعات الإقليمية، مثل تدخله في سوريا واليمن، يضعف موقفه ويزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة. هذه التدخلات تثير شكوكاً حول نوايا الحزب الحقيقية، وهل يسعى فعلاً لدعم الفلسطينيين أم لتحقيق أهداف سياسية أوسع.

داخل لبنان، يتزايد السخط الشعبي بسبب مشاركة حزب الله في صراعات خارجية بينما يعاني الشعب اللبناني من أزمات متفاقمة. السياسة الخارجية للحزب تزيد من التوترات الداخلية وتعمّق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، مما يجعل اللبنانيين يعانون من نتائج سياسات الحزب على الصعيدين الداخلي والخارجي.

بدلاً من التركيز على تحسين أوضاع لبنان الداخلية والعمل على تحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي، ينخرط حزب الله في مغامرات عسكرية خارجية تستهلك الموارد وتزيد من عزلته الدولية. هذا النهج يثير تساؤلات حول الأولويات الحقيقية للحزب ومدى التزامه بمصلحة الشعب اللبناني.

الدعم الحقيقي لغزة والقضية الفلسطينية يتطلب نهجًا مختلفًا يركز على تعزيز الحلول السلمية والدبلوماسية. بدلاً من تأجيج الصراعات، يجب دعم جهود السلام الدولي وتقديم المساعدة الاقتصادية والإنسانية للفلسطينيين بطرق تعزز الاستقرار في المنطقة.

تصريحات نصر الله بشأن نصرة غزة قد تكون جزءًا من خطابه السياسي لتحقيق مكاسب إقليمية، لكنها لا تعكس بالضرورة التزامًا حقيقيًا بدعم الفلسطينيين بطرق فعالة ومستدامة. الحل الأمثل للقضية الفلسطينية ولتحقيق الاستقرار في المنطقة يكمن في اتباع نهج يعزز السلام والازدهار لجميع الشعوب المعنية، بعيدًا عن السياسات التي تزيد من الفوضى والتوترات.

زر الذهاب إلى الأعلى