الجزائر: تظاهرات طلابية ضخمة في المدن… والشرطة لا تتدخل
النشرة الدولية –
لا تزال الجزائر تعيش حالة من عدم اليقين، مع تصاعد التوتر السياسي بالتوازي مع توسع الاحتجاجات المناهضة لترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة في الانتخابات المقررة في 18 أبريل المقبل.
ودخل رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق قائد صالح، أمس، على خط الأزمة السياسية، مرسلاً خلال زيارة ميدانية لأكاديمية عسكرية في شرشال بولاية تيبازة، إشارات باتجاهين؛ الأول باتجاه أحزاب أو قوى قد تدفع إلى تصعيد غير محسوب تنزلق معه البلاد إلى اقتتال أهلي، متعهّداً في هذا الإطار بأن الجيش سيبقى ممسكاً بزمام الأمور، ولن يسمح بالمساس بالأمن، أو بالعودة إلى «سنوات الجمر»، في إشارة إلى الحرب الأهلية بالتسعينيات.
أما الثاني، فهو باتجاه مسؤولين ربما يحاولون التهويل لحماية مكتسبات ومواقع سياسية، قائلاً إن «الشعب الجزائري الأصيل دفع الثمن غالياً خلال سنوات الجمر، ولن يفرط في نعمة الأمن».
وأكد الفريق صالح أن «الشعب الذي أفشل الإرهاب مطالب اليوم بمعرفة كيفية التعامل مع ظروف وطنه».
ميدانياً، شلت التظاهرات، أمس، طرقاً حيوية، وتسببت في توقف حركة المترو (قطار الأنفاق) بالعاصمة، في ظل استنفار أمني كبير، وإغلاقٍ لوسط العاصمة؛ تحسباً لخروج تظاهرات كبرى محتملة الجمعة.
وتصاعدت حدة الاحتجاجات الطلابية كماً نوعاً أمس، وشهدت معظم جامعات العاصمة تظاهرات ومسيرات احتجاجية دون تدخل الشرطة، رغم انتشارها بأعداد كبيرة وسط العاصمة، واكتفت باحتواء الطلاب ضمن عدة شوارع. وفي كل مرة وجد الطلاب الطريق أمامهم مقطوعة حوّلوا مسيرتهم دون أي صدامات.
وتظاهر الطلاب بأعداد كبيرة أيضاً في وهران ثاني مدن الجزائر، في حين شارك الآلاف منهم مع أساتذتهم في قسنطينة ثالث مدن البلاد في تظاهرة ضخمة.
وأفاد أحد السكان بأن آلاف الطلاب تظاهروا أيضاً في بجاية (180 كلم شرق الجزائر) وبمنطقة القبائل.
وبينما قال قيادي في «جبهة التحرير الوطني»، التي يتزعمها بوتفليقة في تصريحات تلفزيونية، إن الرئيس سيعود إلى البلاد خلال ساعات، أظهر فيديو مأخوذ من تقرير بثته قناة فرنسية أمس ناصر بوتفليقة، الشقيق الأصغر للرئيس الجزائري، لأول مرة في مشفى بجنيف يُعتقَد أن الرئيس فيه.
يشار إلى أن بوتفليقة نادراً ما يظهر بصورة علنية، منذ إصابته بجلطة عام 2013، وقد ظهر على كرسي متحرك بالعاصمة الجزائرية في أبريل الماضي.