سامحني يا «شوارزكوف»* صالح الشايجي
النشرة الدولية –
في مقالي الأخير المنشور يوم الجمعة الأخير المصادف للثامن من هذا الشهر والمعنون «في بطن النملة» وقعت في خطأ أعتذر لكم عن وقوعي فيه.
أما الخطأ فهو تسميتي لقائد قوات تحرير الكويت في معركة «عاصفة الصحراء» حيث أسميته «غورباتشوف» بينما هو الجنرال الأميركي «نورمان شوارزكوف»، أما «غورباتشوف» فهو آخر رئيس شيوعي للاتحاد السوفييتي السابق الذي تفكك وعادت جمهورياته إلى شعوبها، فصرنا نسمع بـ «جورجيا» و«أرمينيا» و«أذربيجان» و«أوكرانيا» و«كازاخستان» وغيرها من جمهوريات كانت قوام اتحاد استمر لسبعين عاما تقريبا وكان يمثل القوة العظمى الثانية في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية ثم انهار وتفكك.
ما أردت قوله فيما أكتب اليوم هو سبب وقوعي في هذا الخطأ الجسيم والذي خلطت فيه بين اسم محرر بلادي واسم رئيس لجمهورية غدت من ذكريات الأمس.
السبب في رأيي قد يكون في تجاهل اسم «شوارزكوف» وعدم تخليده ليبقى محفورا في أذهاننا ككويتيين حيث لم يتم تكريم هذا الرجل الذي قاد جيوش ثلاث وثلاثين دولة من أجل تحرير بلادنا، ورغم هذا فلم ينل التكريم الذي يستحقه بإطلاق اسمه على شارع أو منشأة عسكرية أو أي رمز يحفظ اسمه في ذاكرات الأجيال القادمة.
ومثله أيضا تم تجاهل اسم الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش وهو السبب المباشر في تحرير بلادنا، وتم الاكتفاء بدعوته وآخرين من الرؤساء الذين ساهمت بلدانهم في حرب التحرير إلى زيارة الكويت وتكريمهم، وهو كما نرى فعل مؤقت لا يدوم مثل إطلاق الاسم على أحد الشوارع أو الطرق أو الجسور أو أي منشأة أخرى بحيث يبقى الاسم قيد التداول.
أطلقنا اسم جمال عبدالناصر على أحد أكبر شوارعنا، رغم أنه لم يفعل لبلادنا خيرا، بل كان له عام 1961 وحين هدد عبدالكريم قاسم باحتلال الكويت، موقف شبيه بمواقف دول الضد التي اتخذت جانب العراق عام 1990 وانحازت للغازي العراقي.
أما عبدالسلام عارف الرئيس العراقي الأسبق فقد أطلقنا اسمه على أحد الشوارع رغم وقوفه ضد الاعتراف بدولتنا الفتية آنذاك، ولقد كتبت فيما سبق مقالا مفصلا عنه.
بينما يتم تجاهل من حرر بلادنا، مع الأسف.