غالبية مواطنين الكويت: رؤية 2035 ومشروع الحرير يلبيان طموحاتنا
النشرة الدولية –
إن رؤية «الكويت 2035» هي جسر اقتصادي متين للانتقال نحو مستقبل مزدهر تكون فيه البلاد مركزاً مالياً وتجارياً جاذباً للاستثمار، بما يتلاقى ورؤية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
ومحور هذه الرؤية وحجرها الأساسي هو مشروع «إقليم الحرير» لإنشاء منطقة اقتصادية دولية في شمال الكويت على الجزر الشمالية ومنطقة الصبية على غرار تجربة هونغ كونغ وجبل طارق، ويُتوقع أن تسهم هذه المنطقة المستثناة من القوانين الاعتيادية بـ 25% من اقتصاد الكويت وأن تستقـــطب استثمارات بـ 2 مليار دولار ونحو 3 ملايين مسافر.
ونظرا لأهمية إلمام المواطنين بمكونات هذه الرؤية ومتطلباتها وتحدياتها كونها تتطلب تعاونا مجتمعيا متكاملا لنجاحها أعدت شركة «ابسوس» دراسة في شهر ديسمبر على عينة من 3089 فردا كويتيا فوق الـ 18 سنة حول مدى معرفة المواطنين بمكونات كل من «رؤية 2035» ومشروع «إقليم الحرير».
وصف الصورة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد يقدم شرحا عن رؤية ٢٠٣٥ ومشروع إقليم الحرير للنواب الأحد
وجاءت الأرقام مشجعة في كثير من النواحي لكنها أظهرت ايضا ضرورة المزيد من العمل للإضاءة الإعلامية على الرؤية والمشروع لتشمل الجميع.
تجدر الإشارة إلى ان اجتماعا مهما سيشهده مجلس الأمة الأحد المقبل إذ سيقدم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد شرحا للجنة الشؤون المالية والاقتصادية البرلمانية عن الرؤية والمشروع.
تضمنت الدراسة 4 أقسام، أولها بعنوان «المعرفة برؤية الكويت 2035» وأظهرت ان 57% من المواطنين سمعوا من قبل عنها لكن هذه النسبة جاءت أعلى لدى الذكور 69% مقابل 45% لدى النساء، وعلى صعيد الدوائر الانتخابية، جاءت النسب متقاربة.
(الأولى 53%، الثانية 60%، الثالثة 59%، الرابعة 56%، الخامسة 58%).
ومن الملاحظات المهمة في الدراسة التي استطلعت أيضا آراء المواطنين بشأن دور الحكومة وتوجهات الإصلاح الاقتصادي ان 87% ممن سمعوا بالرؤية أكدوا انها تلبي تطلعاتهم لبلوغ أهداف كثيرة منها توفير فرص عمل للشباب والتقليل من اعتماد الكويت على النفط كمصدر للدخل وإقامة علاقات استراتيجية مع دول اخرى مثل الصين وتحول البلاد الى مركز مالي وتجاري وتطوير التعليم والخدمات، وهو ما يجعل الكويت في مستوى متقدم.
هذا، وأبدى 66% من المشاركين موافقتهم على خصخصة بعض الخدمات الحكومية، بينما أيد 63% العمل على تقليل عدد موظفي القطاع الحكومي مع توفير فرص عمل بديلة في القطاع الخاص.
أما عن أبرز المعوقات المحتملة أمام تنفيذ الرؤية فاعتبر 58% أن الفساد قد يكون السبب الرئيسي تليه الواسطة والمحسوبية (45%) ثم سوء الإدارة الحكومية (32%).
«مشروع إقليم الحرير»
يهدف هذا المشروع كما أشرنا مسبقا ووفق الدراسة إلى إنشاء منطقة اقتصادية دولية في شمال الكويت على الجزر الشمالية ومنطقة الصبية ويشمل العديد من المشاريع التنموية مثل مركز مالي وتجاري ومدينة للتكنولوجيا والصناعات السينمائية ومنطقة للثقافة والتراث والتعليم وأخرى للصناعات المتوسطة والبسيطة ومنطقة للراحة والاستجمام ومنطقة للتخزين والتعبئة والتغليف والشحن وسيتم ربط كل هذه المشاريع عبر شبكة مواصلات عالمية لطرق وموانئ ومطار دولي.
تظهر نتائج الدراسة في قسمها الثاني المخصص لهذا المشروع أن نسبة الالمام به ومكوناته أعلى من تلك الخاصة بـ «رؤية 2035» إذ مقابل معرفة 57% بالرؤية، ذكر 75% من المواطنين أنهم سمعوا من قبل عن «إقليم الحرير» مع نسب متفاوتة بشأن أبرز مكوناته.
واللافت هو حجم الانطباعات الإيجابية بشأنه إذ إن 9 من كل 10 مشاركين سمعوا بالمشروع أكدوا أنه يلبي طموحاتهم وتطلعاتهم تجاه مستقبل الكويت.
وقال 90% انهم يعتقدون ان الموقع الجغرافي للمنطقة الشمالية يسهم في نجاح المشروع و84% يرون انه يخلق حزاما أمنيا يحمي الكويت من المخاطر الخارجية.
وفي هذا السياق أيضا، أعرب 96% من المواطنين عن دعمهم لتنفيذ المشروع بشكل شخصي و93% دعوا ممثليهم في مجلس الأمة إلى تأييده.
إدارة «إقليم الحرير»
القسمان الثالث والرابع من الدراسة تركزا على مقترح إدارة «إقليم الحرير» الذي بين ايضا جملة وقائع مهمة، أبرزها ان 73% من المشاركين يعتقدون بجدية الحكومة في تنفيذ المشروع مع ان 61% فقط يعتقدون ان لديها الخبرات والكوادر الفنية لذلك. و80% يؤيدون الشكل الاداري المقترح (مجلس أمناء) و66% يوافقون على أن يرأسه أجنبي من ذوي الكفاءة والخبرة.
وبذلك فإنه من الواضح أن آراء المواطنين تصب في اتجاه دعم الاستقلالية الإدارية للمشروع عن الجهاز الحكومي المالي، كما ان 89% يوافقون على ان تكون للمنطقة قوانينها الخاصة بما يتوافق مع الدستور والقوانين، و65% يوافقون على توسيع نطاق الحريات الشخصية.
أخيرا أظهر القسم الرابع في الدراسة ان 57% من المواطنين يتطلعون للسكن في «إقليم الحرير» و65% للعمل فيه و91% لقضــــاء العطلة.
معلومات حول عينة الدراسة
شملت الدراسة التي اعتمدت منهجية البحث الكمي 3089 مواطنا كويتيا أعمارهم 18 فما فوق من خلال مقابلات شخصية وجها لوجه وباستخدام استبيان منظم معد مسبقا.
واختيرت العينة وفقا للتركيبة السكانية بما يراعي معايير الفئات العمرية والنوع (ذكورا وإناثا) والمحافظة (حسب التوزيع السكاني) للشعب الكويتي.
وكانت مدة الاستبيان في حدود الـ 20 دقيقة، وأنجز البحث الميداني خلال فترة بلغت نحو شهر في ديسمبر الماضي.
رؤية الكويت 2035
مشروع “إقليم الحرير”