إسلام «النجاشي»* صالح الشايجي
النشرة الدولية –
(لتجدنّ أشدَّ الناسِ عداوةً للّذين آمنوا اليهودَ والذينَ أشركوا ولتجدنّ أقربَهم مودّةً للذينَ آمنوا الذين قالوا إنّا نصارى ذلك بأنّ منهم قسّيسينَ ورهباناً وأنّهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أُنزلَ إلى الرسولِ ترى أعينَهم تفيضُ من الدّمعِ) صدق الله العظيم
بعدما نشرت مقالي حول «مسيحية» النجاشي وصلاة الرسول عليه، جاء في تعليقات بعض الاخوة بأن النجاشي مسلم، لذلك صلى عليه الرسول صلاة الغائب!
ومما يستشهد به القائلون بإسلام النجاشي هي هذه الآيات الكريمة التي بدأت بها هذا المقال، وقولهم إنها نزلت في النجاشي.
أما الحقيقة فتقول إن هذه الآيات مدنية وليست مكية أي انها نزلت بعد الهجرة إلى الحبشة، ما ينفي أن هذه الآيات نزلت في النجاشي.
وما يدلل على عدم إسلام النجاشي هو عدم ترتب نتائج لصالح الإسلام من خلال إسلامه وهو الملك العظيم، فلم نجد له أثرا في الإسلام بينما نجد عديدا من الآثار لمسلمين لم يبلغوا مكانة النجاشي.
ثم إن النجاشي حينما سأل المهاجرين المسلمين ماذا يقول دينكم عن المسيح، ولما قرأوا عليه ما قاله القرآن في المسيح سره ما سمع وقلل الفارق بين ما جاء في الانجيل وما جاء في القرآن حول النبي عيسى، ما يدل على عدم وجود مبرر يدعوه لترك دينه واعتناق دين جديد لم تتضح كامل ملامحه حينها ولم يكن قد مضى على الإسلام سوى خمس سنوات.
ومما يقوله القائلون بإسلام النجاشي، إنه حين دعا الرسول الكريم لإقامة صلاة الغائب عليه، فلأن النجاشي كان يخشى إظهار إسلامه أمام قومه!
فهل يعقل أن يخشى قومه وهو ملكهم وسيدهم، والأولى أن قومه هم الذين يخشونه؟
وللتدليل على إسلام النجاشي قالوا إنه قال لو لم أكن ملكا لذهبت إلى محمد وقبلت قدميه!
فهل يقول مسلم مثل هذا القول وقد أعلى الإسلام شأن الإنسان؟ بل إن ما أثار انتباه النجاشي هو عدم ركوع المسلمين له عند الدخول عليه، ولما سألهم عن السبب قالوا إنا لا نركع إلا لله.
كل هذه شواهد ودلائل على عدم إسلام النجاشي، ولعل أكبر دليل على ذلك هو أن الحبشة لم تكن يوما من ديار المسلمين.