أعداء الإنسان* صالح الشايجي
النشرة الدولية –
حقـــوق الإنســان وما أدراك ما حقوق الإنسان.
لم يبق لتات ولا عجان، إلا وصار حاميا لحقوق الإنسان وضالعا ضليعا متضلعا في حقوق الإنسان.
كثر الواغش وتزايد الرعاع في سوق حقوق الإنسان التي لم يبق نصاب ولا نهاب ولا غشاش ولا آكل سحت ولا مستحل حراما، إلا وفتح له دكانة أو كشكا فيها، في تلك السوق التي باتت مرتعا للمتردية والنطيحة والساقطين والوالغين في الدماء وعرق العاهرات.
قبح أولئك المزورون والغشاشون الذين يعتلون منابر العهر وبلا خجل ليتحدثوا عن حقوق الإنسان وهم أعدى الناس للإنسان من مهده وحتى لحده.
يسرقون ويزورون ويرتشون ويكذبون وينصبون وحين تحيط بهم جرائمهم ويقترب سيف العدل من رقابهم، يلوذون سريعا بذلك الخباء المخروق المخزوق المسمى حقوق الإنسان، فيذرفون هناك «دمعا من خلائقه الغدر» ويفتحون مندبة ويسوقون مظالم هم الظالمون فيها ولكنهم يحولون أنفسهم ضحايا، لا بارك الله بهم ولا بارك بمن صدقهم.
كل طالب شهرة وكل ذي نقيصة وكل معاب وكل مصاب في خلقه وخلقته وكل معطوب ضمير، طار مجنحا إلى سوق حقوق الإنسان ليعرض بضاعته الرديئة، يسوق كلاما لا ثمن له ولا قيمة ويأخذ يلطم وينوح على حقوق الإنسان التي اهدرت وهو الضحية الأولى وهو المظلوم وهو المسلوب وهو الذي جارت عليه بلاده وظلمته، رغم أنه نكرة ومجرد هواء فاسد، لا تعلم عنه بلاده شيئا ولا تدري إن كان موجودا على أرضها أو أنه موجود أساسا على كوكب الأرض حتى تظلمه وتجور عليه وتبخسه حقه.
إنها جرائم ترتكب باسم حقوق الإنسان وأبطالها حفنة من النصابين والأفاقين واللصوص والذين يطاردهم القانون ومن المطلوبين على ذمة قضايا سلب ونهب وهدر لحقوق الإنسان وما شابه.
لقد أهدروا قيمة من أرقى القيم وهي حق الإنسان في الحياة الكريمة الخالية من المنغصات ومن الاستعباد ومن الجوع والمرض والجهل والخوف، عبثوا بهذه القيمة وهذا الهدف الأسمى للإنسان في الحياة، فحولوا الحياة جحيما ونارا تأكل أفئدة الناس وتحرق أكبادهم، يمارسون كل هذا تحت ذريعة أنهم هم الحامون لحقوق الإنسان والساهرون على رعايته.