في حضرة الماء* صلاح الساير

النشرة الدولية –

كتبت عن الماء المقدس في الثقافات والمعتقدات المختلفة، وأعود ثانية للكتابة عن الماء، وقد لا احتاج تفسيرا لتكرار حضور الماء فيما اكتب، ذلك أن أهمية المياه لا حدود لها، فحن نشرب الماء، ونغتسل به، ونغسل به الثياب والأواني ونضيفه للطعام أثناء الطبخ، ويدخل الماء في الصناعات المختلفة كما هو ضروري لري المزروعات التي تستهلك الكمية الأكبر من المياه المتوافرة.

فإنتاج كيلوغرام من البطاطس يحتاج 600 ليتر ماء. وكذلك البقرة تحتاج لشرب 80 ليتر ماء لتنتج 30 ليتر حليب!

اقرأ في كتاب (الماء.. طبيعة وثقافة) للباحثة فيرونيكا سترانغ أستاذة الانثروبولوجيا في جامعة دور هام التي تخاطب القارئ فتقول: «أينما كنت، فثمة ماء يتدفق فيك، ناقلا دمك عبر الأوردة والشرايين، ومرطبا لحمك وعظامك، ومتحكما في الشحنات الكهربائية التي تسمح للأفكار بأن تمور في دماغك، ومخلصا جسدك من الفضلات، وجاعلا جلدك ناعما، وغاسلا قرنيتي عينك وأنت تقرأ.

فدون ماء يتدفق باستمرار، ومحافظا على جميع وظائف هذه الأجهزة المعقدة، سيتجه جسدك سريعا نحو التوتر، وصولا إلى الألم، ومن ثم الانهيار التام».

يرتبط الماء بالإنسان إلى درجة الهيمنة والتحكم مثلما أسلفت، ويدخل الماء في تفاصيل حياة البشر خصوصا المصريين الذين يحيط بهم ماء البحر المتوسط وماء البحر الأحمر وماء نهر النيل إلى درجة أن الماء تسرب إلى أمثلتهم الشعبية فيقولون «ميه من تحت تبن» و«الميه تمشي في الواطي» وكذلك «المية تكذب الغطاس» ونحو ذلك من أمثلة كثيرة.

ومن المعروف أن المياه الصالحة للشرب موزعة على نحو غير عادل على وجه الأرض. فهناك أراضٍ تتعدد فيها مصادر المياه العذبة وهناك من هو محروم من قطرة ماء في ارض عطشى. وبينما دولة إسرائيل تصنع أجهزة تستحلب الماء من الهواء(!) يوجد بين ظهرانينا من يطالب بالاستمرار في مقاطعتها.

الانباء الكويتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button