جريمة المهاتفة الآثمة* صلاح الساير
النشرة الدولية –
(ألو.. مرحبا أنا اسمي جوليا أحدثك من شركة «شرم برم» للتجارة الدولية ولدينا منتج ألماني جديد وهو عبارة عن شامبو شعر يدعى «هيمالوشيا» مصنوع من نباتات مجلوبة من جبال هيمالايا، من مميزاته تقوية البصيلات ومدها بالحيوية اللازمة، وتغذية الجلد بالفيتامينات المناسبة وكذلك منع تقصف الشعر أو شحوب لونه الطبيعي. فإذا قررت شراء زجاجتين من شامبو الشعر «هيمالوشيا» تحصل على هدية عبارة عن «مشط للشعر» وحالما انتهت البائعة من الهذرة سمعت الرد التالي (شكرا فأنا لا أحتاج شامبو للشعر ولا أحتاج هدية المشط.. أنا أصلع)!
هذه المحادثة المتخيلة (!) تختصر ظاهرة الاتصالات الإجرامية المزعجة التي تقوم بها العديد من الجهات التجارية (أو غير تجارية) بغرض الترويج (الآثم) للسلع أو المشاريع الخيرية، والبحث (غير المشروع) عن زبون محتمل. وهي اتصالات بغيضة أخذت بالتفاقم في العديد من الدول عبر الاتصالات العشوائية والمؤذية للمتلقي (البريء) خاصة حين يكون المرء خارج البلاد والرد على الاتصالات يعتبر مكالمة خارجية. أو حين يعرضون عليك شراء فيلا في جزيرة الزهور في البرازيل قيمتها (فقط مليون دينار لا غير) وأنت ممنوع من السفر بسبب دين قيمته مائة دينار!
بعض الجهات التي تملك المعلومات الخاصة بالعملاء أو المتعاملين تبيعها إلى شركات أخرى دون احترام لحقوق الإنسان وخصوصيته. فيصبح المرء، فجأة ودون علمه، هدفا للمصارف وشركات التأمين والمشافي والعيادات وجامعي التبرعات والشركات العقارية وبائعي فلاتر المياه والمبردات. وتمسي الهواتف في أيادينا مصدرا للشر والإزعاج. ولا أعرف لماذا لا تعتبر مثل هذه المكالمات الترويجية العشوائية إساءة استعمال لجهاز الهاتف وجريمة اعتداء على حرية أو خصوصية الناس الأبرياء أو جرح مشاعرهم مثل الأخ الأصلع الذي اتصلوا به ويعرضون عليه.. «مشط»؟!
الانباء الكويتية