مهرجانات الدم* صالح الشايجي
النشرة الدولية –
قبل ما يقرب من عشر سنوات أرادت الجالية السريلانكية في الكويت إقامة مهرجان لإحدى مناسباتها، واختارت أحد الأندية الرياضية مسرحا لاحتفالها.
الأمر كما ترون عادي جدا وليس فيه شائبة ولا عائبة ولا نقيصة ولا مثلبة، فلا هو يمثل اعتداء على أحد ولا ينقص من قدر أحد ولا يسيء لأحد.
ولكن بعض سكان المنطقة التي يقع فيها النادي المرشح لأن يكون مسرح المهرجان ومحله، لهم نظرة أخرى فقد هاجوا وماجوا وأرغوا وأزبدوا وزلزلوا الأرض وناحوا وباحوا وولولوا وعلعلوا، رافضين إقامة هذا المهرجان، مصغرين من شأن إخواننا السريلانكيين، لأنهم جالية فقيرة تعمل في مهن متدنية كخدم في البيوت أو سائقين أو فراشين أو ما شابه من هذه المهن التي هي في الحقيقة من أشرف المهن وأهمها ولكن مع الأسف فالناس المتغطرسون المتعالون لهم نظرة أخرى تحقر من هذه المهن وممتهنيها رغم أنهم لا يستغنون عنهم.
المهم أن مساعي أولئك المولولين الزاعقين نجحت وتم إلغاء المهرجان وتكسرت أفئدة الإخوة السريلانكيين الذين تركوا بلادهم ميممين صوب بلادنا محسنين الظن بنا، فإذا بنا متنمرون متكبرون متغطرسون، نحتقر البشر ونصنفهم حسب مستواهم المالي والاقتصادي أو حسب قوة بلادهم وضعفها.
فلو كان مثلا من يريد إقامة المهرجان من الأمريكيين أو الإنجليز أو أي جالية من الدول الكبرى لما تجرأ أحد أن يرسم على وجهه حتى علامة دهشة، ولكن لأن سريلانكا دولة فقيرة وضعيفة فإن الاستقواء على جاليتها واجب وطني مقدس!
أستعيد تلك الصورة الكريهة، بعد الذي حدث في سريلانكا يوم الأحد الماضي وخلال الاحتفال بعيد الفصح من تفجيرات للكنائس والفنادق، زاد عدد ضحاياها على الثلاثمائة قتيل وأكثر من ستمائة جريح.
وأرى ثمة رابطا بين الحدثين، بين إلغاء المهرجان في الكويت قبل عشر سنوات وبين حوادث التفجيرات الإرهابية، صحيح أنه ليس رابطا مباشرا، ولكن المنطلق للحدثين واحد وهو الكراهية والرفض والاستقواء، فالذين استنكروا إقامة المهرجان في الكويت كان دافعهم الكراهية والازدراء وهو نفسه دافع الذين قاموا بالتفجيرات الأخيرة.
ما دامت الكراهية بسبب الاختلاف الديني أو العرقي قائمة فسوف يستمر الإرهاب ولن يتوقف.
الانباء الكويتية