تصعيد الغارات الحكومية والروسية على إدلب ومؤشرات لشن هجوم بري على مناطق المعارضة
إيهاب البكور/ مراسل النشرة الدولية من إدلب + وكالات
أفاد مراسلنا في إدلب، إيهاب يوسف البكور، بتصعيد القوات السورية والروسية من وتيرة هجماتها وغاراتها الجوية على مناطق المعارضة بمحافظة إدلب.
ويأتي هذا التصعيد في ظل محاولات تركية للتفاوض مع موسكو من أجل وقف الضربات العسكرية، وتحذير للأمم المتحدة من وقوع كارثة إنسانية محدقة.
وقال البكور “شنت قوات الجيش السوري والقوات الروسية، خلال اليومين الماضين عشرات الغارات الجوية ليلا على المناطق والمنشئات المدنية الواقعه في الحافة الجنوبية لمحافظة إدلب (الجيب الأخير الذي يسيطر عليه المعارضة في شمال غرب سوريا).
وذكر بأن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري أسقطت براميل متفجرة، أودت بحياة 15 مدنيا على الأقل وإصاب العشرات، ودمر ممتلكات مدنية بأكملها.
ولم يستبعد بأن تكون الحملة العسكرية الأخيرة من قبل الجيش السوري والقوات الروسية بمثابة خطوات تمهيدية لشنّ هجوم بري يهدف السيطرة على مناطق المعارضة الواقعة في ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.
وتقع القرى والبلدات المستهدفة في شمال حماة وجنوب إدلب ضمن منطقة منزوعة السلاح التي شمل إتفاق روسيا وتركيا في سبتمبر أيلول الماضي.
ومنذ يوم الثلاثاء أجبرت الهجمات الروسية والسورية آلاف المدنيين على الفرار إلى مخيمات باتجاه الشمال على الحدود التركية ودمرت أربع منشآت صحية وفقا لما ذكره مسؤولون من الدفاع المدني في إدلب ومنظمة أمريكية للمساعدات الصحية تعمل في المنطقة.
الجيش الروسي يبرر
ومن جانبه، أعلن مسؤول في الجيش الروسي اللواء فيكتور كوبتشين، إلى أن المسلحين قصفوا قاعدة “هميم” الجوية باستخدام عدة قاذفات صواريخ وطائرات بدون طيار اثنتي عشرة مرة خلال الشهر الماضي، موضحا بأن الجيس الروسي صد جميع تلك الهجمات.
قوات سوريا الديموقراطية ترفض خيارات الأسد
وعلى الصعيد السياسي، في رد على خيارين حددهما الرئيس السوري بشار الأسد، أبدت قوات سوريا الديموقراطية، الجمعة، رفضها لأسلوب “المصالحات” من أجل تحديد مصير مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا، مؤكدة في الوقت ذاته استعدادها للحوار مع الحكومة السورية.
وقال القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي في كلمة ألقاها أمام مؤتمر للعشائر في مدينة عين عيسى (شمال) “لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نعود إلى فترة ما قبل 2011″، مضيفاً “نؤكد أيضاً أنه لا يمكن حل المشاكل الموجودة والمسائل الكبيرة في المنطقة (…) عن طريق المصالحات أو أساليب أخرى”.
وكان الأسد وضع قوات سوريا الديموقراطية أمام خيارين، هما اتفاقات “المصالحة” أو الحل العسكري.
وأبرمت دمشق خلال السنوات الماضية، وإثر عمليات عسكرية، اتفاقات تطلق عليها تسمية “مصالحات” في مناطق كانت تسيطر عليها فصائل معارضة. وتنص هذه الاتفاقات على إجلاء رافضي التسويات إلى مناطق خارج سيطرة القوات الحكومية، على أن تعود كافة مؤسسات الدولة الإدارية والأمنية إليها، فيما يصف معارضون للنظام هذه الاتفاقات بـ”التهجير القسري”.
وأكد عبدي الاستعداد للحوار مع دمشق للتوصل إلى “حل شامل”، مشددا على أنه لا يمكن بلوغ أي “حل حقيقي” من “دون الاعتراف بحقوق الشعب الكردي كاملة دستورياً، ومن دون الاعتراف بالإدارات الذاتية”، فضلاً عن القبول بدور قوات سوريا الديموقراطية في حماية المنطقة الواقعة تحت سيطرتها مستقبلاً، وفقا لوكالة “فرانس برس”.
ويودّ الأكراد في أي اتفاق مقبل مع دمشق أن يحافظوا على مكاسب حققوها إثر اندلاع النزاع في العام 2011، بعدما عانوا من التهميش على مدى عقود، ويصرون على إبقاء المؤسسات التي بنوها في مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشمال شرق سوريا، وعلى قواتهم العسكرية التي أظهرت فعالية في قتال داعش.
وتأخذ دمشق على القوات الكردية تحالفها مع واشنطن في الحرب ضد تنظيم داعش، والذي أعلنت في 23 مارس نهاية “دولته” بعد أشهر من معارك واسعة خاضتها بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
ودافع عبدي عن بقاء قوات التحالف في سوريا وكذلك القوات الروسية التي تدعم منذ العام 2015 القوات الحكومية في معاركها ضد الفصائل المعارضة والمتطرفة على حد سواء، وساهمت في تحقيق انتصارات كبيرة لصالح دمشق. وقال إن وجود القوتين “مشروع حتى تطهير كافة الأراضي السورية من رجس الإرهاب”.
وأضاف:”ما دام الإرهاب موجوداً.. فإن دور قوات التحالف والقوات الروسية ما زال مطلوباً وما زال ضرورياً”.
وقرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهاية العام الماضي سحب قواته المؤلفة من حوالي ألفي جندي من سوريا، ما شكل صدمة للأكراد الذين اعتبروا القرار “خاطئاً”، قبل أن تعود واشنطن وتعلن نيتها إبقاء 400 جندي.