صحيفة: إيران تخوض “حربا باردة” عبر وكلائها في الخليج وتختبر عزيمة الولايات المتحدة
النشرة الدولية –
نشرت صحيفة صنداي تلغراف تقريرا كتبه، رفائيل سانتشيز، يقول فيه إن إيران تخوض حربا باردة عبر وكلائها في الخليج، وتختبر عزيمة الولايات المتحدة.
وأضاف رفائيل أن “المحققين ما يزالون لا يعرفون ما الذي أحدث ثقبا في جسم السفينة السويدية فكتوريا وهي قبالة سواحل الإمارات. وترى بعض الفرضيات أن غواصين سبحوا من سواحل عمان وثبتوا متفجرات في جسم السفينة، بينما تقول فرضية أخرى أن طائرات بلا طيار ضربت السفينة تحت الماء”.
ويضيف أنه في الحالتين يعتقد المسؤولون الغربيون أنهم يعرفون من وراء هذا الحادث، إذ قال أحدهم: “الإيرانيون محظوظون أن الأمور لم تتم بشكل أفضل، فلو غرقت السفينة السعودية، لكنا اليوم نشهد حربا”.
ويصف الكاتب تخريب ناقلات النفط أمام سواحل الإمارات بأنه حادث خطير يبعث على القلق، ولكنه ليس بالحجم الذي يفجر حربا. ولكنه مؤشر على حرب باردة بين الولايات المتحدة وإيران.
وتقول واشنطن إنها حصلت على معلومات استخباراتية تفيد بأن إيران تخطط لضرب مصالح أمريكية في الشرق الأوسط. ولكن المسؤولين يقولون إنه من غير المحتمل أن تشن طهران هجوما مباشرا على قوة غربية تفوقها سلاحها.
ولكن يعتقد أن الحرس الثوري الإيراني يبحث عن طريقة لضرب المصالح الأمريكية والدول العربية الحليفة لها دون إثارة شبهة. ويرجح أيضا، حسب الكاتب، أن تستغل إيران المليشيا الشيعية في العراق، التي يمكنها أن تقترب من القوات والمنشآت الأمريكية هناك، بما فيها المصالح الدبلوماسية.
وينقل رفائيل عن المحلل في مؤسسة وانشطن، فيليب سميث، قوله إن “إيران جندت في الأسابيع الأخيرة جماعتين هما عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله لشن هجمات في بغداد”.
فالإيرانيون على حد تعبيره يريدون أن يبعثوا رسالة قوية جدا للأمريكيين من أجل إثبات أنفسهم. والمسألة الثانية هي أنهم من خلال الأحداث القوية يريدون اختبار الأمريكيين لمعرفة ما هو الخط الأحمر عندهم.
وقد أرسلت الولايات المتحدة في الأسبوعين الأخيرين حاملة طائرات ونصحت مواطنيها بتجنب السفر إلى المنطقة وسحبت دبلوماسيين من العراق. وحذر دبلوماسيون أمريكيون الطائرات المدنية العابرة لأجواء الخليج من مخاطر الخطأ في تحديد هويتها.
ويذكر هذا التحذير بحادثة وقعت عام 1988 عندما أسقطت سفينة حربية أمريكية طائرة ركاب إيرانية اعتقدت أنها طائرة مقاتلة، وأسفر الحادث عن مقتل 290 شخصا.
ونشرت صحيفة الأوبزرفر مقالا كتبه، سيمون تيسدل، تطرح فيه سؤالا عن مخاطر اندلاع موجهة مسلحة مباشرة بين إيران والولايات المتحدة.
ويقول سيمون: عندما يتحدث صقور الإدارة الأمريكية عن “تهديد وشيك” دون دليل مادي على ذلك، فإنهم يذكروننا بالحرب على العراق عام 2003. وفي المقابل يعلو صوت المتشددين في إيران.
ويضيف أن الولايات المتحدة تبقى في كل الحالات أكبر قوة عسكرية في العالم. وكان الحديث الأسبوع الماضي عن أفضل استعمال لهذه القوة. ففي الماضي كان الهدف روسيا السوفيتية، وتنظيم القاعدة في أفغانستان وصدام حسين في العراق. أما اليوم فالهدف الذي وضعه البيت الأبيض نصب عينيه هو إيران.
وتفكر الولايات المتحدة الآن ما إذا كانت ستخوض حربا جديدة. ويتجادل بشأن هذا القرار فريقان، الأول هم الصقور الذين يميلون إلى معاقبة إيران ومن بينهم جون بولتون مستشار الأمن القومي الذي دعم غزو العراق في 2003، ومايك بومبيو المدير السابق لجهاز المخابرات سي آي آي ووزير الخارجية الحالي، ونائب الرئيس، مايك بنس.
والفريق الثاني يعترض على التصعيد ويضم زعماء الحزب الديمقراطي في الكونغرس وعددا من المرشحين المحتملين للرئاسة، وبعض قادة الجيش وأجهزة الأمن، الذين لا يوافقون على تحليل بولتون ورؤيته.
ويختلف الفريقان بشأن معلومات استخباراتية يعتقد أنها صور أقمار اصطناعية أخذت في الأسابيع الأخيرة وعرضت على المسؤولين يوم 3 مايو/ أيار. ويعتقد أن الصور تظهر عناصر من الحرس الثوري الإيراني يشحنون صواريخ على قوارب في الخليج، من أجل استهداف سفن أمريكية أو حليفة في مضيق هرمز.
وكان وجود هذه الصور سرا أمنيا قبل أن يتم تسريبها الأربعاء لوسائل الإعلام. وتصادف أن السعودية أعلنت قبلها بأيام تعرض سفن تابعة لها إلى عمليات تخريبية في المنطقة. ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عن الحادث، كما نفت إيران أي علاقة لها بالأمر.
وكان رد بولتون وبومبيو سريعا، مشيرين إلى معلومات استخباراتية أخرى تفيد بأن إيران تجند المليشيا الشيعية في العراق “استعدادا للحرب”. وقد أرسلت الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية إلى الخليج.
ويقول سيمون إن كل من يتذكر التضليل الإعلامي والكذب والتلفيق الذي سبق الحرب على العراق يجد شبها بما يحدث الآن مع إيران. وكانت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، من بين الذين نبهوا إلى هذا الأمر.
ونشرت صحيفة صنداي تايمز تقريرا كتبته، لويز كالهان، تروي فيه من خلال صور هاتف ذكي قصص أربعة بريطانيين سافروا إلى سوريا والتحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية.
تقول لويز: في مكان خال في سوريا يحدق رجل بلكنة لندنية في الكاميرا ويربت على سلاحه قائلا: بهذا إن شاء الله سنفتح الكثير من البلاد. وتضيف أن الرجل الذي يبدو أنه ينحدر من أصول أفريقية كان مع ثلاثة آخرين بينهم أسترالي وسويدي، وهم يصورون أنفسهم ويطلقون النار على البنايات المهجورة.
ويأخذ الرجل اللندني مسدسا وينظر إلى الكاميرا مرة أخرى ويقول “سنسكن هذه الرصاصات في أجساد الأمريكيين والبريطانيين إن شاء الله، ثم يطلق النار في الهواء.
وتقول لويز إن هذه الصور أخذت في فبراير/ شباط 2015 بهاتف ذكي تناقله العديد من المسلحين بينهم. وقد عثر أجهزة الأمن على هذه الصور شرقي سوريا. وتروي قصص شباب تركوا شوارع بريطانيا من أجل القتال تحت راية أخطر تنظيم إرهابي في العالم.
وكان الهاتف من 2013 إلى 2015 في يد أربعة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. ولا يعرف مصير آخرهم. ولكن صنداي تايمز تأكدت من مقتل الثلاثة الآخرين.
أولهم كان شكري الخليفي الذي كان واحدا من بين 14 شابا تركوا بيوتهم غربي لندن والتحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية. وكانوا يشكلون مجموعة تعرف باسم الخنافس البريطانيين متخصصة في الاختطاف والقتل.
وكان الخليفي، ذو الأصول المغربية، في المدرسة نفسها التي كان فيها محمد اموازي الشهير باسم “الجهادي جون”.
ومن بين أعضاء المجموعة أيضا ألكس أندا كوتي، الذي ألقي عليه القبض في سوريا العام الماضي ويتوقع أن يحاكم في الولايات المتحدة. ويعتقد أنه هو من جند الخليفي وأصدقاءه.