السفن أم العقول خاوية؟* صلاح الساير

النشرة الدولية –

بعد جريمة الاعتداء الآثم على ناقلات النفط في مياه الخليج العربي، وبينما العالم يشير بأصابع الاتهام إلى إيران، طلع علينا أحد (المهلوسين الموسوسين المخنفسين) العرب يتهم الإمارات والسعودية بافتعال تلك الحوادث (!) وأشار إلى أن الناقلات التي تعرضت للاعتداء (سفن قديمة خارج الخدمة ولم تكن محملة بالنفط).

وقد توصل (الخبير النحرير) إلى هذه النتيجة الأعجوبية بسبب عدم تسرب النفط من الناقلة المحملة بكميات كبيرة من النفط.

ومثلما يبدو فإن الرجل ضليع بالسياسة والفراسة وهندسة السفن وخبير بالكوارث البيئية وقراءة الكف وضرب الودع.

السفن المصممة كناقلات للنفط الخام أو مشتقات البترول أو سواها من المواد الحساسة أو الخاصة، ليست كمثل الصهاريج السيارة في الطرقات التي «يندلق» المحتوى أو السائل خارج الصهريج/ الخزان حالما تتدهور المركبة وتنقلب في الطريق.

ذلك أن الصهاريج العائمة تبنى على نحو مغاير بهياكل مزدوجة مزودة بسواتر وتجاويف تعمل على عزل المادة المنقولة والإبقاء عليها معزولة في حال احتراق خزان أو حدوث تسرب ما، ناهيك عن إجراءات السلامة والاحترازات الأمنية الأخرى التي تشترطها المنظمات الدولية المعنية بحماية البحار من التلوث.

شركات نقل بحري عالمية معروفة ولديها فروع في موانئ العالم، ومثلها حكومات دول كبيرة أصدرت بيانات حول الحادث وأقرت، صراحة وعلانية، بأن المواد البترولية المنقولة على تلك السفن كانت في طريقها إليها أو لحسابها أو نحو ذلك.

ورغم هذا يكتب (العبقري) بلا حياء أو خجل، بأن الناقلات خاوية وأن الحادثة مفتعلة من جهات سعودية وإماراتية لتوريط إيران.

والغريب العجيب (بل المضحك المبكي) كثرة المؤيدين والمعجبين بهذا التحليل الأهطل والمبتذل. وآخر دعوانا أن الحمد لله.

الانباء الكويتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button