كويت الصمود والتصدي* صالح الشايجي
النشرة الدولية –
لماذا امتنعت الكويت عن حضور مؤتمر المنامة؟ ولماذا خالفت الإجماع الخليجي المعتدل؟
لقد تذكرت وعادت بي الذاكرة إلى سنوات كامب ديفيد وما أعقبها من اجتماعات ولغو كثير وحروب كلامية واصطفافات ومؤتمرات قمة عربية أسفرت عن انشقاق العرب إلى جبهتين، جبهة معتدلة وأخرى متشددة أسمت نفسها «جبهة الصمود والتصدي».
وكانت الكويت ودول الخليج وبعض الدول العربية الأخرى ضمن المجموعة المعتدلة، أما «جبهة الصمود والتصدي» فكانت تتشكل من الدول الثورجية القومجية الكلمنجية كالعراق وليبيا والجزائر وسورية واليمن الجنوبي، وكانت هذه الجبهة وكما يبدو من اسمها جبهة ثورية تؤمن بـ «تحرير فلسطين» بالحرب لا بالتفاوض والاتفاق.
مضت أربعون عاما وتفتتت تلك الجبهة وتلاشت ومات رؤساؤها دون أن تحرر حبة رمل واحدة من التراب الفلسطيني ولم تطلق رصاصة واحدة في مسيرة التحرير المزعومة.
فهل الكويت بامتناعها عن حضور مؤتمر المنامة تريد أن تعوض ما فاتها قبل أربعين عاما بعدم انضمامها لجبهة الصمود والتصدي، وجاءتها الفرصة من خلال مؤتمر المنامة والتي آثرت عدم حضوره وتشكيل جبهة صمود وتصد جديدة؟!
لا أرى مبررا لعدم مشاركة الكويت في مؤتمر المنامة سوى هذا التصور الهازل والمضحك.
كان من المفترض أن تكون الكويت كعادتها داخل الإجماع والتوافق لا أن تتخذ موقفا مخالفا وضديا من الإجماع الخليجي والتوافق العربي المهم.
إن الهروب من الميدان قبل انطلاق صافرة الحكم هو اعتراف مبكر بالهزيمة، وكان الأحرى بالكويت المشاركة في المؤتمر ومن خلال وقائعه ومناقشاته ونتائجه تحدد موقفها بالرفض أو القبول أو التحفظ، أما الهروب المبكر والخروج على الإجماع فذلك أمر ليس حكيما ولا حميدا ويمس سمعة الكويت المعروفة باعتدالها وتعقلها.
وليس أغرب من موقف الكويت الرافض المشاركة في المؤتمر إلا موقف السلطة الفلسطينية والتي يعقد المؤتمر من أجل قضيتها، وهو الموقف الذي شبهته إحدى الصحف الإسرائيلية بحفلة عرس تغيب عنها العروس.
أنا لست معنيا بالشأن الفلسطيني فيما يخص المؤتمر ولكنني أحس بالأسف الشديد من موقف الكويت التي اصطفت اصطفافا لا يتوافق مع مواقفها المعتدلة المعهودة ولا يشبهها بأي حال من الأحوال.
فيا أسفاه.
الانباء الكويتية