للمرة الأولى منذ 66 عاماً ترامب يعبر الحدود بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية
النشرة الدولية –
أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس دفعة كبيرة لما بات يُعرَف بـ«الاستراتيجية الكورية» التي تثير شكوك المراقبين، وتدفعهم إلى التساؤل عما إذا كانت مجرد استعراض إعلامي أم استراتيجية مبتكرة لحل الأزمات الدولية.
وفي خطوة هي الأولى منذ 66 عاماً، عبَر ترامب الحدود بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية في قرية بانمونجوم، حيث تمّ توقيع الهدنة عام 1953، برفقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، ليصبح أول رئيس أميركي تطأ قدماه أراضي كوريا الشمالية وهو في منصبه.
وتبادل ترامب وكيم جونغ أون عبارات المديح، ليعقدا محادثات استمرت ساعة، بعد نحو عام من قمتهما الأولى بسنغافورة والثانية في هانوي خلال فبراير الماضي.
واتفق الزعيمان، خلال اللقاء، على أن يتم خلال الأسابيع المقبلة تشكيل مجموعتَي عمل تمثلان الجانبين، للسعي نحو استئناف المفاوضات الهادفة إلى إقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن برنامجها النووي وتقييد برنامجها البالستي.
وأكد ترامب أنه دعا كيم إلى زيارة الولايات المتحدة، لكن من دون تحديد موعد للزيارة.
من جانبه، قال كيم، إنه «مستعد لوضع نهاية للماضي المؤسف»، مشيراً إلى أنه لولا «العلاقات المتميزة بيني وبين الرئيس ترامب، لما كانت هذه الفرص ممكنة».
وبعث ترامب أكثر من مرة بإشارات حول نيته اعتماد سيناريو كوريا الشمالية مع إيران، في وقت علمت «الجريدة» أن ترامب أوصل اقتراحاً إلى الإيرانيين برغبته في عقد لقاء مع المرشد الأعلى علي خامنئي أو مع الرئيس حسن روحاني، على أن تُفوَّض إلى الأخير الصلاحيات الكاملة لإجراء مفاوضات.
ولا تزال طهران تقول إنها ترفض التفاوض مع واشنطن في ظل العقوبات، بعكس الزعيم الكوري الشمالي، الذي وافق على التفاوض رغم عدم رفع العقوبات عنه.
ويرى مراقبون أن هناك اختلافات كبيرة وجذرية بين تركيبتي نظامَي كوريا الشمالية الشيوعية، وإيران القائمة على تعددٍ في مؤسسات القرار يصل إلى حد تضارب الصلاحيات، فضلاً عن وجود أجنحة وتيارات متأصلة في المؤسسات الدولية بعكس كوريا الشمالية، بولائها المطلق للزعيم.
ورغم ذلك، يعتبر مراقبون أن نجاح نموذج كوريا الشمالية قد يدفع طهران إلى التفاوض مع ترامب ومراجعة حساباتها.