فلسطين خارج الصندوق* صلاح الساير

النشرة الدولية –

قضية الشعب الفلسطيني قضية عادلة لم تجد حلا منذ أكثر من 70 عاما. فما العمل؟ هل ينتظر الناس 70 عاما أخرى قد تنطوي على حروب ونكبات ونكسات وكوراث أشد وأخطر؟ أم ان على الفلسطينيين أن يبدلوا طريقة معالجة مشكلتهم عسى أن يجدون حلا لها. فالدروب المجربة (عربيا) جميعها أفضت إلى خراب ودمار، وألحقت الخسائر بالشعب الفلسطيني والعرب، حيث خسر الجميع مزيدا من الأراضي. وقد يكمن الحل في التفكير «خارج الصندوق» وفق مفاهيم جديدة وذهنية عصرية مستقبلية، لا ذهنية ماضوية.

اليوم جاء إلى المنطقة العربية رجل يدعى «جاريد كوشنر» يحمل في حقيبته حلا للمشكلة بين إسرائيل والشعب الفلسطيني. والحل مختلف ومدهش ويفتح دروبا جديدة غير الدروب التي طرقها العرب سواء بالحروب أو باتفاقيات السلام (الجامدة). والحل اقتصادي بالدرجة الأولى، لا سياسي، ويتجسد في إقامة موانئ ومطارات ومصانع وشوارع ومزارع وأسواق واستثمارات في هذا الجزء النازف من المنطقة. ونقل الناس، الشبان على وجه الخصوص، من العطالة إلى العمل المنتج والمربح. فالوطن (وظيفة وأسرة وعيال وبيت آمن وحياة هانئة) لا خريطة معلقة على جدار مهدم فوق مذياع (يلعلع) بالخطب النارية.

الجياع، الغاضبون، المحبطون، العاطلون عن العمل، يفتقدون السلام مع أنفسهم. لهذا ليس بمقدورهم إنجاز السلام مع الآخرين، وقبل الحديث عن الأرض ينبغي أن يكون الاهتمام بالإنسان. فحياة البشر تنبض في البساتين والأسواق والمعامل لا في القبور والكتب ودواوين الشعر والخرائط العتيقة. وأشير إلى (مشروع مارشال) الذي أسهم في ترميم الروح الأوروبية وغير وجه أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. فالإعمار، لا الدمار، بوابة السلام. وينبغي إعطاء الفرصة لتروس المصانع ان تدور عوضا عن الخطابات الحماسية، انها خطوة تحتاج إلى شجاعة تفوق شجاعة خوض الحروب!

الانباء الكويتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى