مطرقة فريدمان ورأس “السلام “* رجا طلب

الامارات 24 –

سجل السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان سابقة خطيرة في ممارسة العدوانية العقائدية وتوثيقها ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية، عندما شارك بافتخار وعنجهية في حفر النفق المسمى “طريق الحجاج ” تحت قرية سلوان، في القدس المحتلة، للوصول إلى “جبل الهيكل” المزعوم، الذي نظمته جمعية “إلعاد” الاستيطانية العنصرية.

 

وتعمد فريدمان الظهور أمام عدسات المصورين وهو يحمل مطرقة ضخمة يهدم بها جزءاً من حائط داخل النفق، وسط حماسة الموجودين، وهم المبعوث الأمريكي للسلام بالشرق الاوسط جيسون غريبنلات، وزوجة نتانياهو، ساره، ورئيس بلدية القدس السابق عضو الكنيست نير بركات، ووزير المعارف الإسرائيلي رافي بيرتس، ورجل الأعمال الأمريكي اليهودي الملياردير شيلدون أديلسون، الصانع الحقيقي للرئيس ترامب و “معلم” نتانياهو.

 

ما شكل صدمة أكبر من لقطة استخدام المطرقة في هدم الجدار داخل النفق، هي تلك التصريحات للسفير فريدمان أثناء الهدم إذ تساءل قائلاً: “تسألونني لماذا أنا هنا؟… الإجابة مهمة، خصوصاً هذا الأسبوع، الذي نحتفل فيه بذكرى إعلان استقلال الولايات المتحدة. الإعلان الذي غير الطريقة التي نتطرق فيها للعلاقة بين الشعب وبين الحكومة. حقوقنا لم يعطنا إياها الجمهوريون أو الديمقراطيون، إنما الرب، وكيف عرف آباؤنا ما هي الحقوق؟ الإجابة أنهم قرأوا ذلك في التناخ، الكتاب المقدس اليهودي.

 

ومن أين جاء التناخ؟ من أين جاءت التوراة؟ من هذا المكان. هذا المكان هو موقع أثري للولايات المتحدة، مثلما هو موقع أثري لإسرائيل. هذا هو سبب العلاقة المتينة والصلبة بين البلدين. نحن نريد قول الحقيقة، أن نروي التاريخ والتناخ، وهذه هي الحقيقة، وهذا هو الطريق الوحيد”.

 

من الغباء عدم التدقيق في هذا الكلام الخطير الذي يتجاوز مبدأ التفاهم أو التحالف السياسي بين إسرائيل والولايات المتحدة، إلى الكشف عن تحالف عقائدي خطير يجمع بين واشنطن وتل أبيب عنوانه “اليهودية” والإيمان بأن هذه البقعة من الأرض الفلسطينية هي “عطية الرب” وهي ملك أزلي لإسرائيل وما يسمى بالشعب الإسرائيلي.

 

لقد استفز هذا المشهد الذي يكرس الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، صراعاً دينياً قومياً بين اليهود من جهة وبين الفلسطينيين العرب والمسلمين من جهة أخرى صحيفة “هاآرتس”، ودفعها إلى كتابة افتتاحية أستطيع وصفها بـ”التاريخية” وتحت عنوان مهم للغاية ومثير للاهتمام .

 

وتخلص الصحيفة في الافتتاحية التي جاءت تحت عنوان “مستوطنو البيت الأبيض ” وتقصد السفير فريدمان والمبعوث الرئاسي للسلام غريبنلات اللذين شاركا في حفل حفر نفق سلوان، في عنوان يتهم وبشكل صريح ومباشر إدارة ترامب بدعم الاستيطان والانحياز الكامل لإسرائيل، إلى نتيجة صادمة أيضاً حيث تقول ما نصه: “…هكذا بحماقة، وفي حفل واحد يقطر عسلاً وابتسامات، حكمت إدارة ترامب على سكان إسرائيل بالعيش في نزاع دائم أو في دولة أبرتهايد، يعيش فيها نوعان من السكان، من لديهم حقوق ومن لا حقوق لهم”.

 

أظهر حدث نفق سلوان بوضوح شديد طبيعة التحالف العقائدي بين الإنجيلية المتصهينة واليهودية الصهيونية في إسرائيل، وهو تحالف مقدس تجلى في أوضح صوره وأكثرها عدائية للعرب والمسلمين في هذه الإدارة التي باتت عاجزة عن ستر عوراتها الصهيونية وعدائها الفاضح للعرب، وتحديداً في الموضوع الفلسطيني، فتجاوزت أكثر الإدارات قرباً من اسرائيل، بما فيها ادارة رونالد ريغان وإدارتا بوش الأب وبوش الابن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى