قوس الحرب من غزة إلى لبنان: نقطة ارتكاز جبهة تل أبيب- طهران بيد الولايات المتحدة الأمريكية.. و”الناتو” يراقب!
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

ما حدث فى مجلس الأمن الدولى يمنح العالم تلك المساحة الكئيبة من اليأس، ويطلق العنان لفكرة سيادة منطق الحرب، إضافة إلى انهيار تلك القوى، الأنظمة الشرعية والمواثيق الدولية التى شكلت ضمير المجتمع الدولى..

يبدو أن أقنعة الحرب قد بدأ ظهورها، شكل موحد من المجازر، الدمار الشامل، والاغتيالات،.           الارتهان، متاهة يدور فى وسطها قادة زعماء مجانين أو سفهاء، ومن خلال تطرفهم باتوا يديرون سلاح العالم ضد المجتمع الدولى.

.. ولكن، بكل أسف من يستطيع اليوم القول بأن قوس الحرب الظاهر بين قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس وصولًا إلى وسط بيروت، يتوافق فى النتائج الجيوسياسية مع مواقف ومشاريع دعوات من دول، لم تفقد شهيتها للحرب وأمبريالية صوت القنابل والمدافع والقروض، كل ذلك لمواجهة أى دعوات لوقف فورى ودائم لإطلاق النار فى غزة ورفح، وفى الجنوب اللبنانى، وكل لبنان.

 

* تدويل الحرب أمميًا، وإذابة الشرعية

اتفاق المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى على نتائج مداولات ومناقشات شهدتها جلسة مجلس الأمن، الأخيرة، الذى حاول تبنى دعوات إلى وقف فورى للعمليات الحربية العدوانية الإسرائيلية فى جنوب لبنان، مقرونة بإيقاف الحرب فى غزة ورفح والضفة الغربية والقدس.

 

ما حدث فى نيويورك أن مندوب فرنسا بمجلس الأمن قال: «نحن بحاجة إلى وقف فورى ودائم لإطلاق النار فى لبنان»، «يجب احترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه»، «يتعين على كل الأطراف الإقليمية أن تمارس ضبط النفس وتعمد إلى التهدئة».

.. توقف المندوب الذى يحمل حق النقض الفيتو، وبادر نائب المبعوث الأمريكى لدى الأمم المتحدة، الذى بدا كالحمل الوديع، وقال إن «على المجتمع الدولى أن يعزز مؤسسات الدولة اللبنانية حتى تتمكن من ممارسة سيطرة فعالة على أراضى لبنان».

 

.. ولأن الحرب قائمة، ودولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى يقودها السفاح المجنون نتنياهو، الذى ينتظر إمدادات السلاح الأمريكى الأوروبى، قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشئون السياسية إن «النزاع المدمر فى لبنان والهجمات المكثفة فى سوريا والعنف المحتدم فى غزة والضفة الغربية المحتلة يشير إلى سير المنطقة إلى حرب شاملة»، أى أنه لا سلطة على استمرار الكلب اليهودى المتطرف، فهو يقود الطائرات الأمريكية ويطرق الصواريخ، يغتال ويتحدث فى الهاتف مع رئيس الدولة القطبية التى تمول أشكال الحرب، حتى إنه ينسق الردود على أى حرب قادمة.

 

.. وفى قاعة مجلس الأمن الدولى ظهر مندوب روسيا  وتنهد طويلًا وقال: «إن إسرائيل والولايات المتحدة تعملان على تغذية نيران التصعيد فى منطقة الشرق الأوسط».

وبدت مندوبة المملكة المتحدة بمجلس الأمن مهمومة من تدويل الحرب، والتصعيد الآتى، وقالت: «إن الدبلوماسية وليس العنف هى السبيل لإنهاء دوامة العنف فى المنطقة»؛ لهذا فإن «الاعتداء على قوات حفظ السلام فى لبنان (اليونيفيل) أمر غير مقبول».

.. وكان مثيرًا للقلق أن قوس الحرب مر من أمام مندوب موزمبيق بمجلس الأمن فتذكّر أن «الأحداث الجارية فى لبنان مرتبطة بالحرب الإسرائيلية الحالية على غزة».

هنا تململ مندوب دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية فى مجلس الأمن، وخاطب، وأفاق على كلام السفاح نتنياهو: إن قرار الحرب اتخذه الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله، داعيًا إياه إلى الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطانى.

 

.. إن «أى مساعٍ دبلوماسية لم تنجح حتى الآن فى وقف إطلاق النار»، إشارات أطلقها مندوب لبنان فى مجلس الأمن هادى هاشم، وأكمل كأى كاتب سيناريو تسجيلى: «ما زالت آلة القتل مستمرة فى قتل اللبنانيين والقصف الإسرائيلى مستمر بالرغم من كل دعوات وقف إطلاق النار»، مضيفًا: «ما هى الغاية من استهداف الصحفيين وعمال الإغاثة والطواقم الطبية؟».

 

واجتهد لبنان بمجلس الأمن بإدانة اختراق دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى الحدود اللبنانية، مطالبًا بإصدار قرار فورى بوقفه، ذلك أن «القرار 1701 الذى يتمسك به لبنان بالكامل يبقى الحل الأنسب».

 

كما ذكر أن «القصف الإسرائيلى أخرج عدة مستشفيات عن الخدمة وقطع معبر المصنع الرابط بين لبنان وسوريا»، لافتًا إلى أننا «ما زلنا بعيدين عن تأمين كافة الاحتياجات لإغاثة العائلات التى نزحت نتيجة قصف إسرائيل الممنهج للمناطق السكنية».

 

* لبنان يدعم المبادرة الأمريكية الفرنسية لوقف النار

ما ورد، ونوقش فى مجلس الأمن الدولى، عن الحرب على لبنان، يؤكد الذهاب نحو تدويل قوس الحرب، بل وتكريس أفكار تشكيل الآلاف الدولية لمواجهة الحدث، لهذا العالم ما زال منذ متواليات جلسات مجلس الأمن يقرأ كلام مندوب لبنان، من أن: «لبنان يدعم المبادرة الأمريكية/ الفرنسية لوقف النار 21 يومًا، كما أنه مستعد للحل الدبلوماسى»، مضيفًا: «مخطئ الجانب الإسرائيلى فى كسر القرار 1701».

.. إلى هنا كانت الطائرات الحربية الأمريكية، التى يقودها أشباه السفاح نتنياهو، من جيش الكابنيت وحكومة التطرف التوراتية الإسرائيلية، تطلق الغارة تلو الأخرى على وسط بيروت، الجولان، حماة السورية، والناقورة فى جنوب لبنان، وصولًا إلى البقاع الغربى، وشرق قطاعات جنوب لبنان فى شرق نهر الليطانى.

 

* عندما تذكرك إيران بما كان فى مجلس الأمن؟

مندوب إيران فى الأمم المتحدة، أوضح:

* 1-

لا نسعى للحرب لكننا مستعدون للدفاع عن سيادتنا ضد أى عدوان على أمننا ومصالحنا.

* 2-

سنمارس حقنا الطبيعى فى الدفاع عن النفس وفق القانون الدولى الدلى أمام أى اعتداء.

* 3-

إسرائيل خطر على السلم الدولى وأعمالها العدوانية تقود المنطقة إلى حرب شاملة.

 

* خارج حرب، داخل حروب سرية

تحت وقع الاستنزاف العسكرى الأمنى شريط المجازر والتدمير يتمدد بين قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، ووسط بيروت، يا شعب، إلى حد جنونى، وفى خلفية الدمار الذى طال بيروت ومخيم جباليا، فى قطاع غزة، وحديث فتح جبهات الإسناد والمقاومة بعد فشل اغتيال القيادى فى حزب الله توفيق صفا، أكد مسئولون دبلوماسيون أمريكيون، وأوروبيون وعرب، ومن القيادات الأمنية الإسرائيلية ما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن إدارة الرئيس الأمريكى  بايدن تدعم وتدفع وتؤيد على «نحو ما متفق عليه مع البنتاغون» قيام جيش الكابنيت الصهيونى بالحرب الهجومية الشاملة داخل كل أراضى الدولة اللبنانية، لإنهاء قوات «حزب الله»، وهى اعتبرت الحرب فرصة لإنهاء «هيمنة حزب الله العسكرية والأمنية والسياسية» التى تراها دولة الاحتلال الإسرائيلى؛ استمرت لفترة طويلة (..).

قوس الحرب، ظهر برغم غيوم الشتاء، وأيضًا غيوم السياسة الدولية التى تحمل الوجه القذر لأشكال الحرب العدوانية، منذ حركت المقاومة الفلسطينية معركتها «طوفان الأقصى» ضد دولة الاحتلال، ومنذ عام تدعم الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية كل إبادة ومجازر طالت غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وصولًا لافتعال الأزمات لتعطيل أى مفاوضات لإيقاف الحرب على غزة.

 

* الناتو وضع الخطط والإدارة الأمريكية والبنتاغون إلى التنفيذ

الموقف الدولى العربى الإسلامى من الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس معروف، استنزاف، وفتح جروح محور الإسناد، معركة لبنان التى تعمل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وبعض الفرقاء فى الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية اللبنانية،  على استغلال «مفارقة واقع الحرب» من خلال تدويل المشكلة، ومن ثم إعادة ملفاتها، وفق ما علمت «الدستور» من مصادرها فى العاصمة اللبنانية بيروت:

* أولًا:

الملف المحلى الأهلى الداخلى، بما فى ذلك نتائج الحرب وتهجير السكان.

* ثانيًا:

الملف السيادى للدولة اللبنانية والعلاقة مع دول الجوار، سوريا، فلسطين، دولة الاحتلال الإسرائيلى.

* ثالثًا:

الملف التشريعى، الانتخابات الرئاسية اللبنانية، انتخاب رئيس لبنانى جديد، اللجنة الخماسية.

 

المصادر قالت فى حديثها مع «الدستور» إن مقدمات الاجتياح البرى على جنوب لبنان عززت التدخل الأمريكى الأوروبى، وفتحت شهية السفاح نتنياهو لفتح أكثر من جبهة عسكرية، مستندًا فى ذلك إلى أنه ينتظر فرصة الحرب- الرد الإسرائيلى على إيران، بعد ضربة الصواريخ الباليستية، ويبدو أن الردود ستكون أكثر من عملية رشقات، بل تدويل قد يشمل كل دول العالم والمنطقة وربما الأسوأ، خليجيًا، نتيجة ما قد تفتعله دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية.

* كيف سيتم تدويل خطط الحرب؟

.. الحرب المؤثرة، الخطيرة اليوم تراوح بين قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وهى وصلت وسط بيروت، وذلك يعنى نجاح الإدارة الأمريكية والبنتاغون فى رسم قوس الحرب، وهذا يتضح بالارتباط الخطير الذى فتح الملفات اللبنانية على الغرب، وجاء ذلك:

* 1-:

التدخل فى رسم قوس الحرب جعل تدمير حركة حماس، وإبادة الشعب الفلسطينى المعلن، مقدمة جيوسياسية لتدمير حزب الله، ومحور الإسناد والمقاومة فى لبنان.

* 2-:

الواقع الحالى، حرب على كل لبنان، بعد أيام طويلة من حركة الاغتيالات والتدمير الغوغائى الإسرائيلى المدعوم أمريكًا وغربيًا، فيما عرف بمعارك البيجر والوكى واللا سلكيات وكل التقنيات والاغتيالات التى طالت الشهيد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، وهو ما خلط أوراق جبهة الإسناد.

*3-:

.. وفى الأحداث العسكرية الأمنية اليومية كان المبعوث الرئاسى فى الإدارة الأمريكية، مفوض عن البيت الأبيض، «آموس هوكشتاين» يدور بين  قيادات وزعماء  من بريطانيا وفرنسا وعدة دول عربية خليجية، ومن الجوار الفلسطينى، حاملًا رؤية لإضعاف بنية وقوة «حزب الله»، وبالتالى دخول لبنان الخواء السياسى.

* 4-:

وافقت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا «الناتو» على إخضاع الحرب لتجارب، ما جعل الهجمات العسكرية الإسرائيلية، والتوغل فى وسط بيروت واحتواء أزمات اللاجئين، مقدمة- بكل خطورتها الأمنية والوطنية- لكسر الجمود السياسى، وبالتالى الطائفى فى لبنان.

* 5-:

خطط الحرب الإسرائيلية هى نتاج مختبرات حلف الناتو والبنتاغون، ما خلق ما بات يعرف فى المنطقة والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى بـ«المبادرة الأمريكية»، وهى مبادرة تنشد الضغط واستمالة رؤساء أحزاب وقوى سياسية واقتصادية، وزعماء طوائف دينية لبنانيين لهم أثرهم وميليشياتهم لقيادة التغيير فى مسار الحرب.

* 6-:

فرضت شراسة الحرب فى بيروت والجنوب اللبنانى، ونجاح حزب الله على حماية الجنوب اللبنانى، أن يكون موقف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتى، ورئيس مجلس النواب نبيه برى، ضمن حساسية نتائج أى خطط، ذلك أن «الرئيس برى»، وفق توافق الفرقاء الغرب والعرب، يمثل قناة رئيسية لـ«حزب الله فى مفاوضات وقف إطلاق النار».

* 7-:

الولايات المتحدة الأمريكية، الناتو، أوروبا واللجنة الخماسية وضعت «الحرب السرية التى تهدف إلى الضغط- سياسيًا وأمنيًا وطائفيًا- لانتخاب رئيس للدولة، فى ظل الحرب والإبادة والتهجير» فى مواجهة حقيقة أن ذلك قد يشعل تدويلًا وتصعيدًا أمنيًا، عسكريًا، عدا عن  مخاطر عودة شرارة الحرب الأهلية، ومسارات الاقتتال الطائفى الخفى، المدعوم من الفرقاء ومنهم دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى الذى مزقت حروبه المتواصلة فى العقود الأخيرة، لبنان وشردت وتعبت قوة شعبه ودولته.

* 8-:

أوروبيًا، وعربيًا، ومن دول الناتو، تعتبر الخطة الأمريكية تحريضًا على الإبادة الجماعية ضد لبنان الأرض والشعب، سيناريو آخر للتصعيد، وفتح النار الإيرانية، محاور الإسناد والمقاومة، وربما دخول غير متوقع من سوريا فى الرد ضد ما يطالعها يوميًا من سلاح الجو الإسرائيلى، لهذا تعد الخطة غير واقعية، خطيرة، وتنفيذها يحرك معركة داخل وخارج لبنان، والآن جيش الاحتلال الإسـرائيلى، الكابنيت، وقع فى معارك شرسة طالت الداخل الإسرائيلى، من قوات حزب الله، التى أعادت موضعها أمنيًا وعسكريًا، لهذا جيش الاحتلال الإسرائيلى سيكون ضحية بايدن، ومؤامرات الإدارة الأمريكية والبنتاغون، والحرب منذ الساعات الأخيرة تعنى أن قوة  «حزب الله» وفصائل الإسناد والمقاومة تفرض متغيرات سياسية بالدرجة الأولى: لا بد لحزب  الله، القيادة والتنظيم والقوات، من «وجود فعلى موزون» فى ظل أى تسوية سياسية  للحرب التى لا تريد الإدارة الأمريكية والبنتاغون أن تتوقف.

 

* حرب على لبنان، أم حرب على خلافات الطوائف؟!

حيثيات السؤال سياسية أمنية، وإذا فشلت دول المنطقة العربية الإسلامية فى احتواء ملفات وأسرار الإدارة الأمريكية، والبنتاغون والأحلاف الكبرى، عن رغبتها فى تدويل الحرب، كما جرى فى العدوان على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، فقد تدخل دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية وتعلن احتلالها للدولة اللبنانية، تتكرر حروب الأمس، وتفتح حروب اليوم، وقد تضيع خرائط العالم وسط هيجان السفاح نتنياهو، ومخاوف، يخدع بها المجتمع الدولى، بل يستفزه بإبادة اليهود، كما تروج الدول الداعمة للحرب على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، كما هى اليوم داعمة للحرب على لبنان، بحجة الخلاص من حزب الله، وتدعم الحرب القادمة على إيران.

 

* ألاعيب السفاح نتنياهو.. ما الجديد؟!

.. هى حرب، جراحها انفتحت على الريح والسموم والرمال، موقع «والا» العبرى  يشير نقلًا عن مصادر إسرائيليّة، إلى أنّ رئيس الموساد «ديدى بارنيع»، سلّم رسالةً السفاح نتنياهو، واصفًا بأنها رسالة مهمّةً، سلمت إلى رئيس وكالة المخابرات المركزيّة «بيل بيرنز»، تضمّنت شروط الكابنيت وجيش الاحتلال لوقف الحرب على الجبهة اللبنانية، وأيضًا مشروطة، وفق  ما تسرب:

* أولًا:

الرسالة السرية لم تفصح عن محتوياتها أى جهة، بأنّ إسرائيل اشترطت لأيّ اتفاق مستقبلى لوقف إطلاق النّار مع «حزب الله» فى لبنان.

* ثانيًا:

بنود الرسالة ترنو إلى: اتفاق تبادل للأسرى مع حركة «حماس» فى قطاع غزة.

* ثالثًا:

إنّ المؤسّسة العسكرية، الجيش الإسرائيلى والأجهزة الأمنية المتطرفة، قرّرت تغيير الاستراتيجيّة عبر ما أسمته «الانقلاب» على «حزب الله»، مشيرة إلى أنّ الخطّة تهدف إلى ربط وقف إطلاق النّار فى لبنان بإتمام صفقة التّبادل فى غزة، بغرض الضّغط على رئيس المكتب السّياسى فى حركة «حماس» يحيى السنوار، من خلال حليفَيه «حزب الله» وإيران، وهذه إشارة أوردتها تسريبات موقع «والا» الإسرائيلى..

* رابعًا:

الرسالة دليل واضح على مدى تعقيد الوضع السياسى الأمنى فى المنطقة، خصوصًا أنّ دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، وفق جنون السفاح نتنياهو، تحاول بكل خبث وكذب ربط السّاحات المختلفة من أجل تحقيق أهدافها، فكانت حرب الاغتيالات التى هزت قيادات حركة حماس وحزب الله، فيما فعلت محاور المقاومة فى الحشد الشعبى العراقى، والحوثيين فى اليمن، وعودة تباين ردود الفعل الدولية ودول الجوار.

 

 

* ماذا يمنع توفر شروط وقف النار فى لبنان؟!

فقدت إشارات المرور بين الشارع السياسى والأمنى، وإطلاق تنبيهات الإنذار ضد أى ضربة عسكرية من الأطراف المتحاربة فى لبنان، كما فى غزّة ورفح والضفة الغربية والقدس، وهذا نتيجة طبيعية، متاهة المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن، لقد امتد قوس الحرب؛ نيران وتدمير واغتيال، هى صورة الحرب من غزة إلى لبنان: وهى تعنى أن «نقطة ارتكاز جبهة تل أبيب- طهران» معلقة بيد الولايات المتحدة الأمريكية.. وقطعًا حلف «الناتو» يراقب!، مصادر مطلعة فى العاصمة بيروت بينت لجريدة «الشرق الأوسط» السعودية، أن الدعوات إلى تطبيق القرار 1701 على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية لا تزال أقرب إلى التمنيات، ذلك أن العناصر الضرورية للتوصل إلى وقف جدى لإطلاق النار لا تزال غير متوفرة، وأن الصعوبات التى تعترض وقف النار هى تلك الإزاحة النظرية عن تطور سردية الحرب منذ اختلاف شكل التحالفات العسكرية والأمنية فى العالم، وتشير الصحيفة إلى أن الأمر كما يلى، وأنا كمحلل لا أجد أن ذلك يعقد أمرًا، بقدر ما يؤشر إلى مخاوف إطالة لطبيعة قوس الحرب، المصادر تقول:

 

* أ- تشرذم الإرادة الدولية

ليس سرًا أن مجلس الأمن الدولى يعانى وبشدة من تشرذم الإرادة الدولية الجامعة بفعل الحرب الروسية فى أوكرانيا (..).

 

* ب- دور الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش

تأكيدات أن دور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أصيب بعطب كبير يقارب الشلل «هكذا تقول بالنص الشرق الأوسط»، لم يظهر أن الإدارة الأمريكية أطلقت حتى الآن تحركًا فاعلًا وضاغطًا للتعجيل بوقف النار فى جنوب لبنان- أو غزة.

 

* ج- حزب الله ومسئولية إسناد الحرب

واضح أن أمريكا، ومعها الدول الغربية، تحمّل «حزب الله» اللبنانى مسئولية الانخراط فى الحرب عبر جبهة الإسناد والمقاومة، التى أعلنها غداة اندلاع معركة طوفان الأقصى.

 

* د- واشنطن تؤيد وتدعم جيش إسرائيل

أظهرت تصريحات عدة أن واشنطن تؤيد وتدعم جيش الاحتلال الإسرائيلى، بل تخطط معه لضرب قدرات حزب الله العسكرية، وتكتفى بمطالبة حكومة السفاح نتنياهو بتجنب ضرب البنية التحتية فى لبنان وإيقاع خسائر كبيرة فى صفوف المدنيين.

 

* ه- تراجع الدور الأوروبى.. حقيقة

لا تبدو أوروبا قادرة على لعب دور مؤثر فى الأحداث، وقد يكون ذلك تراجعًا سياسيًا لأن الملف بيد الولايات المتحدة الأمريكية، وقد سارع السفاح نتنياهو إلى افتعال أزمة مع الرئيس إيمانويل ماكرون لتعطيل دور فرنسا فى استعجال وقف النار.

 

* و- حزب الله يضرب حيفا وتل أبيب

أظهرت الضربات الصاروخية الأخيرة التى وجهها حزب الله إلى حيفا وتل أبيب، ومناطق أخرى، أن آلته العسكرية قادرة على خوض معارك قاسية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، الفلسطينية المحتلة فى شمال البلاد.

 

.. وعلى الرغم من كل ذلك، توقعت الأوساط السياسية والاقتصادية والثقافية والدبلوماسية فى لبنان أن البلاد داخلة على فصول  دموية مريرة، عدا عن الخسائر  البشرية والاقتصادية، قبل نهاية فصول من الحرب، خصوصًا أن الآلة العسكرية الإسرائيلية تتصرف بوحشية تعيد إيقاظ مشاهد الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح، لهذا تمتد الحرب فى لبنان إلى العمق الاستراتيجى المحرج.

 

.. وما قد يزيد من ويلات الدمار الشامل أن خط واشنطن- تل أبيب- طهران، هو الأخطر إذا ما نفذت دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى ردها القادم قطعًا على إيران.

فى هذا السياق الخطير، المهم، تبدو الإدارة الأمريكية تنتظر وتدعم مراحل التنفيذ، أو ما أطلق عليه المحلل السياسى اللبنانى منير الربيع: «عاصفة إسرائيلية لكسر إيران وتغيير المنطقة»، وهى محاولات لإعادة إنتاج توازنات سياسية جديدة فى لبنان وكل دول المنطقة والإقليم.

مساران متقابلان تسير عليهما منطقة الشرق الأوسط، يرى «الربيع»:

* إما مسار الوصول إلى تسوية شاملة توقف إطلاق النار على كل الجبهات.

* إما حرب طويلة وبعيدة المدى لا تقف عند حدود لبنان، وهدفها الأبعد هو إيران ونفوذها.   ذلك ما يكرره الإسرائيليون فى لقاءاتهم الدولية والرسمية والدبلوماسية، وهو أنهم يسعون إلى تغيير وجه المنطقة ولو اقتضى ذلك تغيير أنظمة أو إسقاطها. تركيزهم الأساسى على إيران ومناطق نفوذها، لكنها حرب يمكن أن تكون طويلة جدًا وغير معروفة النتائج، لماذا:

* 1-

حرب، تتأثر بها دول «مستقرة»، كما أنها تهدد الاقتصاد العالمى وأسعار النفط وممرات التجارة العالمية.

* 2-

تبرز مخاوف دولية كثيرة من الضربة التى ستوجهها تل أبيب لطهران. فالخوف الأكبر هو من استهداف منشآت النفط والطاقة، ما سيؤدى إلى ارتفاع جنونى فى الأسعار، فى مقابل تهديدات إيرانية بأنه فى حال استهدفت منشآتها النفطية لن تسمح لأى دولة بتعويض نقص الإنتاج.

 

يرى «الربيع» من وجهة نظرة كمحلل مراقب فى الساحة اللبنانية:

تأتى جولة وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى الخليجية، فى السياق نفسه، وذلك للبحث مع دول الخليج فى إمكانية لعب دور أساسى لوقف التصعيد.

عمليًا:

كشفت مصادر دبلوماسية غربية، وعربية وأممية، عن وجود «مسار سياسى ودبلوماسى عربى، إيرانى، أمريكى، للبحث فى وقف إطلاق النار فى كل الجبهات». ومن يقوم بهذه المبادرات هو عدد من الدول، بينها دول خليجية ودول أوروبية، وهى محاولات مستمرة للوصول إلى تقاطعات بين الأمريكيين والإيرانيين. تتحرك قنوات كثيرة، من سلطنة عمان، إلى دولة قطر، ومصر والأردن، والإمارات العربية وتركيا وسويسرا وغيرها فى سبيل منع حرب إقليمية.

.. الباحث «الربيع» يلاحظ وجود اهتمام خليجى أساسى فى تجنّب اندلاع حرب إيرانية إسرائيلية لما سيكون لذلك من انعكاسات كبرى على الأوضاع الأمنية والعسكرية والاقتصادية فى كل الخليج.. وما يكتبه المحلل ينشر فى بوابة المدن اللبنانية التى تدعمها مؤسسات بحثية وإعلامية خليجية.

 

* الحرب والملف النووى

هناك قناعات متباينة فى قيمتها السياسية بأن المسارات التفاوضية التى تسرى فى المنطقة ليس بالضرورة أن تؤيدها الإدارة الأمريكية الحالية، إذ إن واشنطن غايتها الوصول إلى اتفاق نووى جديد مع إيران، لكن طهران لا يمكنها إعطاء هذا الاتفاق لإدارة بايدن طالما أنها إدارة مغادرة، وسط رهان المنظمات اليهودية، والتوراتية فى الولايات المتحدة وأوروبا، والايباك، وهو رهان على فوز الرئيس الأمريكى السابق ترامب، الذى توجه إلى نتنياهو بمفصلين كلاميين، الأول أن يواصل الحرب حتى الانتصار وإنهائها قبل وصوله إلى البيت الأبيض، والثانى قوله إن ضرب النووى الإيرانى قد تأخر.

 

* فى كسر الحرب، وخطط الحلف لحرب طويلة الأمد

الحلف الأطلسى يرى فى الحرب على غزة ورفح وعلى لبنان طريقًا موازية لإلهاء العالم عن سردية الحرب الروسية الأوكرانية، عدا عن صراعات دولية عديدة، هنا، فإن أى ترتيب للمفاوضات المقترحة قد تشمل جهات، وملفات إشكاليات متعددة، غالبا تطالب اتفاق الطائف الذى تحتكم إليه الطوائف والدولة اللبنانية، قبل وبعد الحرب.

مؤشرات أى تفاوض آتٍ يعنى أن حرب الاستنزاف بين حركة حماس مع حزب الله، ودولة الاحتلال الإسرائيلى، قد لا تسمح بإمكانية ترتيب تفاهم بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية حول إدارة الوضع فى قطاع غزة، والاتفاق على تشكيل لجنة لإدارة القطاع بعد الحرب، تسمى بلجنة الإسناد المجتمعى، وتتبع للسلطة الفلسطينية، ومهمتها إدارة المعابر وملفات الصحة والغذاء والإيواء والتنمية والتعليم، من دون وضوح فى كيفية الإدارة السياسية والأمنية والعسكرية.

.. ويرى «الربيع» أن حركة حماس ترفض هذا الطرح السابق، على ما يبدو، وتطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية ما بين الضفة والقطاع. وهذا كله فى مقابل إصرار الإسرائيليين على مشروعهم فى إعلان شمال غزة منطقة عسكرية، وفى ظل إصرارهم على استمرارهم بالسيطرة الأمنية والعسكرية فى القطاع، الذى تقودة الآن اتجاهات حرب الكابينت ضمن خطة حرب الجنرالات، وهى لعبة حرب روليت إبادة وخطط تهجير وفتح قنوات صراع بين دول الجوار الفلسطينى.

 

* حرب حزب الله ضد الاحتلال الإسرائيلى باتت واضحة

قطعًا، رسالة الإسناد عند قيادات حزب الله، أو ما تبقى منها، رسالة ازدادت قوة، تريد اعتبار الحرب على الحزب والشعب والدولة اللبنانية هى بمكانة حرب مستقلة، الإسناد قائم والدفاع عن لبنان قائم (..)، والحزب يريد تطبيق القرارات الدولية، ولا مانع من مناقشة ما هو مطروح فى لبنان عن وقف الحرب، وكل شىء قابل للتفاوض، وربما لا يمانع حزب الله من أى نقاط، مثل انسحاب حزب الله من جنوب نهر الليطانى و/أو محاولات إضعاف قوته العسكرية، مقابل إنتاج تسوية سياسية متوازنة.

.. الحرب إبادة قائمة، السفاح نتنياهو يقلب أوراق عديدة، خبيث، لكنه يرى أن نبش الملفات عاد لصالح دولة الاحتلال، طالما وجود داعم بحجم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، التى كل منها يريد إعادة إنتاج توازنات سياسية جديدة فى لبنان، وقد يتزامن ذلك على مستوى المنطقة كلها، خصوصًا فى سوريا والعراق، وإيران.. إذن الحرب تطول وجولات المفاوضات والمؤتمرات والحروب الداخلية تتجدد.

 

* نظرة على ما قبل الرد الإسرائيلى على صواريخ إيران

كل المواجهات مقدمات الحرب الشاملة مطروحة على الواقع، بين غزة وجنوب ووسط لبنان، والساحات، كل الساحات، بما فيها الإعلام الدولى، تؤشر بما لا مجال لتغييره:

لن تنتهى الحرب بين جيش الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى وقوات حزب الله، أو الكابنيت وحركة حماس على النحو الذى انتهت إليه حرب العام 2006، فقد أنهى الحرب قبل 18 سنة اتفاق دولى- إقليمى قضى بألا يعود «حزب الله» إلى مواجهات بإسرائيل أو تهديد أمن الحدود والمناطق الشمالية من الحدود؛ ذلك أن الاتفاق الدولى- الإقليمى حرر عبر القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن فى 12 آب أغسطس 2006، وتوقف بعدها القتال ليدخل كلا الطرفين فى هدنة طويلة، انتهت من الناحية العملية فى 8 تشرين الأول أكتوبر 2023، عندما اتخذ حزب الله قرار إسناد معركة «طوفان الأقصى»، وهو أمر تكتيكى مهم لاعتبارات جبهات المقاومة فى المنطقة.

.. حرب لبنان القائمة، حرب مقاومة ورد الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، ومع فتح ملفات الحالة يتضح أن نظرية انفتاح الحرب على التوسع والتصعيد أمر قائم، فهناك من يربطها بفتح ملفات:

المرجعية يجب أن تكون على الدوام «اتفاق الطائف» والقرارين 1559 و1680. والأهم إبطال مفاعيل «اتفاق الدوحة» للعام 2008 الذى فرض على اللبنانيين بقوة السلاح إما بالاغتيالات أو بالغزوات المسلحة، وهو ما يشير إليه الوزير اللبنانى على حمادة الذى كتب فى النهار:

«الحال أنه بعد أن جرى توريط لبنان بالحرب، لم يعد من الممكن القبول بأن يبقى لبنان أسيرَ أجندة إيران الإقليمية. والتجربة الأخيرة قاسية بما فيها الكفاية لكى تؤكد لنا ولأصحابها أنها فشلت فشلًا ذريعًا. فلم تحمِ لا لبنان ولا أصحابها. وانتهى الأمر بكارثة كبيرة سوف يحتاج لبنان إلى سنوات طويلة لكى يلملم جراحه منها. ومن هنا وبمعزل عن رأينا بأخطائهم، فإن المسئولية الكبرى تقع على عاتق المستوى السياسى اللبنانى، بدءًا من رئيس مجلس النواب الذى سيتعين عليه احتواء الوضع الكارثى الذى وُضعت فيه الطائفة الشيعية الكريمة. والاحتواء هنا صعب لأن الجمهور الذى كان متعلقًا بـ«حزب الله» وبأمينه العام السيد حسن نصرالله يحتاج إلى وقت لكى تنقشع أمامه الصورة الحقيقية والواقعية للوضع المستجد»، ويخلص حمادة إلى القول: «ومن السابق لأوانه توقّع نتائج المعركة على الأرض فى الجنوب. وعلى الرغم من أن مَن بقى فى سدّة القيادة فى (حزب الله) يراهن على استعادة شىء من التوازن مع الإسرائيلى عبر إنجازات فى ساحة الجنوب، فإن المعيار سيكون متصلًا بالقرار الكبير الذى اتُخذ على المستوى الدولى والإقليمى فيما يتعلق بمصير (حزب الله) كتنظيم عسكري. فالحزب كحالة سياسية واجتماعية لا خلاف حوله. المشكلة هى السلاح والوظيفة الإقليمية العسكرية والأمنية. ومن هنا علينا أن نتوقع هزّات كبيرة مقبلة داخل لبنان وفى الإقليم إذا ما سقط (حزب الله) كقوة عسكرية، وأيضًا فى حال العكس، إذا ما نجا من الحرب الحالية. أمامنا أسابيع طويلة يتقرر فيها المشهد الإقليمى».

 

.. التشاؤم عند على حمادة، له تبريرات، ومنها ما يعيدنا إلى قصة إسرائيلية، كانت إشارة على الحرب، تقول سردية الحرب الصهيونية، إنه:

«بعدما اتّهم وزير الدفاع الإسرائيليّ يوآف غالانت، وزير الأمن الوطنى الإسرائيلى إيتمار بن غفير، بأنّه (يُعرّض أمن إسرائيل للخطر)، قال الأخير: (بدلًا من مهاجمتى على منصة «إكس» هاجم «حزب الله» فى لبنان)».

وأضاف بن غفير ردًا على غالانت: «وعدتم بإرجاع لبنان إلى العصر الحجرى، بينما أنتم تعيدون الشمال إلى العصر الحجرى».

 

 

* الحرب هى الانتخابات الرئاسية الأمريكية

نجحت، أو ربما الأفضل قول إنها استطاعت، دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية فى عملية سياسية وربما أمنية، فى استغلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى ستجرى فى 5 تشرين الثانى المقبل، فى محاولة لتوريط إدارة الرئيس الديمقراطى بايدن بحرب شاملة فى المنطقة بدأها الإسرائيلى فى غزة ثم الضفة فلبنان ويسعى للتوسع نحو سوريا والعراق وإيران.

.. الحرب تعنى للسفاح نتنياهو أن يحاول استغلال موعد الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة لتعزيز وضع الاحتلال فى الشرق الأوسط قبل وصول إدارة أمريكية جديدة قد تتبنى سياسات جديدة. السفاح قدم فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خريطة جديدة للشرق الأوسط تكشف عن نيته إعادة تشكيل المنطقة بما يتماشى مع مصالح الاحتلال وواقع الحرب فى غزة ولبنان.

تقول الخارجية الأمريكية، وهى تواجه الحراك الدبلوماسى الدولى والعربى إن ما تسعى إليه واشنطن هو التطبيق التام لقرار مجلس الأمن 1701 فى جنوب لبنان، وبينما تم تأجيل زيارة وزير الحرب الإسرائيلى يوآف غالانت إلى الولايات المتحدة، فإن وزير الخارجية البريطانى ديفيد لامى سيزور عددًا من دول الشرق الأوسط لمواصلة الجهود الرامية للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار فى كلّ من قطاع غزة ولبنان.

لم يحن الوقت بعد لانتهاء الحرب فى لبنان، فإسرائيل توسع وتكثف من عملياتها العسكرية وتدعى أنها تحقق تقدمًا فى البر، فى حين أن حزب الله نجح حتى الساعة فى التصدى لمحاولة القوات الإسرائيلية التقدم من أكثر من منطقة فى جنوب لبنان، ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قال: إذا تابع العدو حربه فالميدان يحسم، ونحن أهل الميدان، ولن نستجدى حلًا. وهذه الحرب هى حرب من يصرخ أولًا، ونحن لن نصرخ، سنستمر وسنضحى، وسنقدم، وإن شاء الله تسمعون صراخ العدو.

.. إذا قامت قيامة السفاح نتنياهو..

 

فلا يمكن تحديد توقيت لانتهاء الحرب العدوانية الإسرائيلية على جنوب لبنان، ولا حتى على قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وإن كان بعض الجهات السياسية المطلعة على السياسة الأمريكية فى المنطقة يظن أنها قد تستغرق نحو من 6-9 أسابيع، منها ثلاثة أشهر، تجتاح فيها قوات الجيش الإسرائيلى جنوب لبنان، لتبدأ المواجهات والإبادة، وقد تطال الحرب، شد وجذب مشترك، فهناك عند حزب الله قدرات يفترض أن وقتها جاء، يعززها تخوف الاحتلال من المواجهة الحقيقة إذا ما وصل قوس الحرب إلى طهران أو نطنز وما يضم من منشآت نووية.

 

.. هناك بعض من حرب الحقائق، ما يتردد أنه قبل أن تردّ إيران على اغتيال الشهيد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، ورئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» عباس هنية، تواصل (..) السفاح نتنياهو مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، طالبًا منه أن يمارس ضغطه على إيران للعدول عن الردّ، وأبلغه بأن الردّ على الردّ سيكون أقوى وأشدّ. فلم تعد موسكو بإمكانية التوصّل إلى إقناع الإيرانيين بعدم الردّ، بل تعهدّت بضمان ألا يكون مفعوله ذا أهمية بالمعنى العسكرى، وما يمكن أن يحدثه من تغيير فى موازين القوى. وهذا ما حصل بالفعل، إذ لم نشهد الدمار والخراب الكبيرين، اللذين ألحقتهما الصواريخ الباليستية والفرط صوتية، حيث سقطت فى دولة الاحتلال الإسرائيلى على غرار ما تخّلفه الصواريخ الإسرائيلية فى المناطق المستهدفة فى جنوب لبنان، ولا ما وصل وسط بيروت.

لن تلجأ إسرائيل إلى خيار ضربة مشابهة للضربة الإيرانية، ولن تحسم الحرب بينهما، ولن تكون تل أبيب وطهران قد تجنبتا حربًا إقليمية، كما يتم تصوره، ربما الآتى، وهو متاح للبحث والمقارنة، شرارة لحرب عالمية ثالثة.

 

.. ضمن هذا المؤشر، الحرب ممتدة، الاجتياح لن يكون إلا انتقامًا من إيران، أمام الشعب الإيرانى، لهذا تركز حملة نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس والمرشحة الديمقراطية للرئاسة، على شعارات جديدة متباينة الأثر:

إيران وليست الصين عدو أمريكا الأول.. هاريس تفجر مفاجأة

هاريس تتحدث عن الدماء الأمريكية على أيدى الإيرانيين وغضب يسارى من تصريحاتها.

هذا يعنى أن الحرب شكل من أشكال الانتخابات، وإلا ما تفسير ما اعتبر قنبلة انتخابية:

فجّرت نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس والمرشحة الديمقراطية للرئاسة، مفاجأة قوية بإعلانها أن إيران هى الخطر الأول لأمريكا وليست الصين، وهى تصريحات لاقت ردود فعل مختلفة فى واشنطن.

 

وأعلنت نائبة الرئيس كامالا هاريس أن لديها وجهة نظر جيوسياسية ساخنة، وهى إيران، وليست الصين، هى التهديد الأكبر للولايات المتحدة. لكن البعض فى عالم الأمن القومى فى واشنطن ومن مختلف الأطياف السياسية يختلفون بشدة مع هذا الرأى، وفقًا لموقع «بوليتيكو» الأمريكى.

 

وفى مشهد إضافى من مقابلتها فى برنامج «60 دقيقة»، مع بيل وايتاكر من شبكة «سى بى إس»، سُئلت نائبة الرئيس عمن تعتبره «أعظم عدو» للبلاد، فأجابت: «إيران لديها دماء أمريكية على أيديهم».

وأشارت هاريس، أيضًا، إلى هجوم طهران الصاروخى الباليستى ضد إسرائيل الأسبوع الماضى كدليل على قدرات إيران، قائلة: «ما نحتاج إلى القيام به ضمان عدم قدرة إيران على أن تصبح قوة نووية، هو إحدى أعلى أولوياتى».

 

.. «ريبيكا هاينريش»، الباحثة فى مؤسسة هدسون للأبحاث: «فى الواقع لا أعرف أى شخص يعمل فى مجال الأمن القومى سيُسأل عن هذا ويقول إيران». «إن إيران تشكل مشكلة دولة مارقة بكل تأكيد، وتهديدًا خطيرًا، ولكنها ليست من نفس النوع الذى يشكله خصم حقيقى مثل الصين».

 

الخبر عمّ العالم ويحدد: وحتى إن تأكيد هاريس يتعارض مع استراتيجية الأمن القومى لإدارة بايدن- هاريس لعام 2022، والتى تصف الصين بأنها «التحدى الجيوسياسى الأكثر أهمية لأمريكا».

 

وتذكر هذه الاستراتيجية الصين أكثر من 50 مرة، وإيران ثمانى مرات فقط، على الرغم من أنها نُشرت أيضًا قبل عام من هجمات 7 أكتوبر على إسرائيل التى وضعت إيران وشبكتها بالوكالة فى دائرة الضوء وأغرقت الشرق الأوسط فى أزمة.

 

… ووفق ذات الضبابية فى الحرب، النتائج والإبادة، فإن موقع «ذا إنترسبت» الأمريكى أشار إلى أن «المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر لا يعرف مقدار المساعدات العسكرية التى قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل أثناء حربها، على الرغم من أن وزارته تشرف على مثل هذه المساعدات»

 

وحسب الموقع، فإن ميلر ليس متأكدًا من الكثير عندما يتعلق الأمر بالحرب التى تشنها إسرائيل على غزة ولبنان.

 

وأكد أنه «يعرف أن الولايات المتحدة خصصت أموالًا إضافية، ولكنه لا يعرف مقدارها»، وأضاف «إنه لا يعرف عدد المليارات من الدولارات فوق خط الأساس السنوى البالغ 3.3 مليار دولار من المساعدات لإسرائيل التى تم تخصيصها فى التمويل التكميلى».

 

وقال: «الشىء الوحيد الذى يعد ميلر متأكدًا منه هو أن التقرير الشامل الجديد الذى أعدّه مشروع تكاليف الحرب فى جامعة براون حول الإنفاق الأمريكى على العمليات العسكرية الإسرائيلية والعمليات الأمريكية ذات الصلة، خاطئ تمامًا».

 

وقد أظهر تحليل متطور أجراه مشروع تكاليف الحرب ما لا يقل عن 22.76 مليار دولار من المساعدات العسكرية عند الجمع بين المساعدات الأمنية الأمريكية المعتمدة لإسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023.

 

وحسب الموقع، اعترض ميلر على التقرير، بما فى ذلك السعر الذى تفرضه عمليات البحرية الأمريكية فى مواجهة اليمن، وهو 4.86 مليار دولار، وهذا العدد ما زال فى ازدياد.

 

فى النتيجة:

منذ 7 أكتوبر 2023، شملت شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل 57000 قذيفة مدفعية، و36000 طلقة ذخيرة مدفعية، و20000 بندقية M4A1، و13981 صاروخًا مضادًا للدبابات.

 

وقال الرئيس جو بايدن مؤخرًا: «لا تخطئ، الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بشكل كامل».

.. هذا الدعم المعلن، نتيجة صراع دولي، تدفع الشعوب أكلافه.

وحتى الآن، لا تزال تفاصيل العمليات العسكرية العدوانية الإسرائيلية على جنوب لبنان، ووسط بيروت، غير واضحة، سرية، إذ يحرص الجيش الإسرائيلى، سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا على إبقاء معظم تفاصيل الهجوم تحت توجيهات الرقابة والأجهزة الأمنية العسكرية.

.. المواجهات تستعيد صور متتالية من حرب غزة، تستعيد القادم على لبنان الذى ينهار قبل هذه الحرب التى أرادتها الإدارة الأمريكية وهى تودع المنطقة، كأنه الانتقام.

 

* بيان مختلف من الجيش اللبنانى

فى بيان من الجيش اللبنانى، وصل «الدستور» نسخة منه، حذّر الجيش اللبنانى من أنه:

«فى ظل الاعتداءات الهمجية المستمرة من قبل العدو الإسرائيلى على مختلف المناطق اللبنانية، يعمد هذا العدو إلى نشر محتوى إعلامى على بعض منصات التواصل الاجتماعى، مثل مقاطع الفيديو والروابط (links) والتطبيقات (applications)، بهدف استدراج المواطنين إلى مواقع مخصصة للتجسس وجمع المعلومات أو تجنيد العملاء- تُحذر قيادة الجيش المواطنين من خطورة الدخول إلى هذا المحتوى وتتبُّعه والتعامل معه لما ينطوى عليه من مسئولية قانونية وخطر أمنى على الوطن والمجتمع، وذلك فى سياق المخططات المتواصلة من جانب العدو الإسرائيلى ضد لبنان».

هنا، شكّل البيان قيمة أمنية مضافة، أن الجيش اللبنانى قد يكون فى جهوزية لوجستية معينة للدخول فى الحرب.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى