«لتحضير بيضة مسلوقة» الأولى بـ «الكويت للمسرح الثنائي»
أسدل الستار يوم الخميس الماضي على الدورة الأولى من فعاليات «مهرجان الكويت للمسرح الثنائي»، الذي نظمته أكاديمية لوياك للفنون الأدائية (لابا)، برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وذلك فوق خشبة مسرح الشامية، بفوز مسرحية «لتحضير بيضة مسلوقة» من الكويت بالمركز الأول، ومسرحية «العاصفة» من سلطنة عمان بالمركز الثاني.
سلام لغزة
الحفل الختامي الذي حضره مدير المهرجان د. خليفة الهاجري، الى حانب مجموعة من الأساتذة والأكاديميين والمثقفين وحشد من الجمهور المحب للمسرح، انطلق بعرض فيديو مصور من كورال «لابا» لأغنية «سلام لغزة»، ثم تلاه فيديو تسجيلي من حفل الافتتاح الذي عرضت خلاله مسرحية «أصل وصورة» من إنتاج شركة سردنا خارج المنافسة، الى جانب كلمة مسجلة لرئيسة المهرجان والمؤسسة والرئيسة التنفيذية لمؤسسة لوياك وأكاديمية «LAPA»، فارعة السقاف، حيث شددت فيها على «أهمية المحافظة على التراث المحلي والعربي، وأهمية التعاون والشراكات في المشاريع الثقافية مع الشعوب الأخرى بما يثري ثقافتنا المحلية، ويعزز حضورها ولا يمسّ أصالتها».
الهوية العربية
ولم تنس السقاف في كلمتها المسجلة، القضية الفلسطينية، فقالت: «هذا هو الوقت الملائم لمثل هذا المهرجان، وغزة العزة تنزف وتباد كل يوم بوحشية لم يشهد لها مثيل في تاريخنا المعاصر. فقد كنت قد أخذت عهداً على نفسي ألّا أتبنّى أي حدث فني ما لم تكن القضية الفلسطينية حاضرة فيه».
حفل الختام انطلق بعرض فيديو مصور من كورال «لابا» لأغنية «سلام لغزة»
مضيفة: «ربما علينا أن نعيد تسميتها، لتصبح قضية الثقافة والهوية العربية التي باتت مستهدفة بوضوح بالإبادة والمحو، ليس في فلسطين فحسب، بل في كل شبر من الوطن العربي تحت غطاء العولمة والحداثة، وقد اتضح هذا الاستهداف الصهيوني في قصف وإبادة كل المعالم التاريخية والثقافية في غزة ولبنان».
بعدها، أطلت عريفة الأمسية، المذيعة سارة النومس، التي رحبت بالحضور الكريم، بالقول: «استمتعنا في الليالي الماضية منذ العاشر حتى الرابع عشر من نوفمبر بعروض مسرحية ثنائية تحمل رؤى وإبداعات المسرحيين من أنحاء مختلفة من الوطن العربي ضمن (مهرجان الكويت للمسرح الثنائي) بدورته الأولى، الذي نظّمته وأعدته أكاديمية لوياك للفنون الأدائية (لابا) برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. وخلص المهرجان بعد مشاهدة أكثر من 50 عرضا تقدمت لخوض منافساته، إلى قبول 4 عروض عربية، تنتظر أن تحصد ثمار جهود شهور من العمل الإبداعي، متمنين لهم جميعاً التوفيق».
لجنة التحكيم أوصت بالاشتغال على نصوص تنتمي في جوهرها للمسرح الثنائي
وتابعت: «ضيوفنا الأعزاء، تودّ أسرة المهرجان أن تتقدم بجزيل الشكر والعرفان إلى كل من ساهم في نجاح هذا المهرجان ومنحه هذه الروح المفعمة بالإبداع والتألق، وإذ نشكر رعاتنا الخطوط الجوية الكويتية، وشركة m2r، وشركتا وياك، وإيكيا، إضافة إلى شريكنا وداعمنا الإعلامي، جريدة الجريدة، لإيمانهم برسالتنا، ودعم الدورة الأولى من المهرجان، كما نشكر جميع القنوات الفضائية الرسمية والخاصة والصحافة الكويتية والعربية التي كانت ولا تزال رئة المهرجان وذاكرته الحية، وأخيراً نشكر فريقنا، فريق أكاديمية لوياك للفنون (لابا) على جهودهم الكبيرة ليبدو المهرجان بأفضل صورة ممكنة».
50 عرضاً تقدّمت للمشاركة في الدورة الأولى من المهرجان
ومع انتهائها، تم عرض مقطع فيديو ضم أجمل اللحظات في هذا المهرجان، لتعتلي الخشبة بعد ذلك د. سعداء الدعاس، وتتلو كلمة لجنة التحكيم، فقالت: «أتشرف اليوم بقراءة بيان لجنة التحكيم المكونة من الزملاءِ الأفاضل، المخرج المغربي أمين ناسور، ود. ابتسام الحمادي، ومحُدثتِكم سعداء الدعاس، وذلك بعد أن قضينا اللياليَ الماضية نحلّق في فضاء عروضٍ ثنائيةٍ يحفُّها الألَقُ، بجهودٍ كبيرةٍ من مؤسسةِ لوياك التي قرّرت أن تحتضن هذه العروض عبر مهرجانٍ مسرحي سنوي، شرُفنا كلجنة تحكيم أن نكون جزءاً من كينونتِه في دورته الأولى. فكلّ الشكر لإدارة المهرجان على اختيارنا لهذه المهمّة، وعلى الاحتفاء بهذا النوع من العروضِ، ضمن فضاءٍ دولي، يستقطب الآخر، وينفتح على تجاربه المغايرة».
أداء استثنائي للممثل زيد خليل من العرض الأردني «أعراس آمنة»
وتابعت: «تقدّمَ للمشاركةِ في المهرجانِ ما يزيدُ على 50 عرضاً، ليتمَّ انتقاءُ عددٍ محدودٍ منها للمشاركةِ في الدورة الأولى، والتي جاءت على النحوِ التالي: عرض «أعراس آمنة» من المملكة الأردنية، تأليف وإخراج يحيى البشتاوي. عرضُ «لتحضير بيضة مسلوقة»، من الكويت، تأليف يونسكو وإخراج مصعب السالم. عرض «العاصفة» من عُمان تأليف عماد الشنفري وإخراج عدي الشنفري. عرضُ «الغريب والنقيب» من السعودية تأليف أسامة زايد، وإخراج فهد الدوسري».
دقيقة صمت
وأردفت: «فبعدَ دقيقةِ صمت معبّرة، توشّحَ بها المهرجان في ليلتِه الأولى، حُزناً على شهداءِ غزةَ ولبنان، للتذكير بقضايانا الكبرى التي لا تموت، اصطحبتْنا العروض في رحلةٍ مغايرةٍ، فدثَّرتْنا بزغاريدِ (أعراس آمنة)، التي تظلُّ صامدةً تحتَ رُكامِ الحروبِ، ثم قذفَتْ بنا في مواجهةِ (عاصفة) هائجةٍ تسكنُ الأرواحَ قبل البِحار، لتتنقلَ بنا بسخريةٍ في دهاليز العقلِ البشري بحثاً عن (بيضة مسلوقة)، علّها تسدُّ جوعَ الغريب، وتداعبُ أَرَقَ النقيبِ، بعيداً عن هاجسِ التهامِ قطة! فشكراً لجميعِ العروضِ المشاركة، على منحِ جمهورِنا النوعيِّ تجربتَه الفرجويةَ الأولى مع (المسرحِ الثنائي) على أرضِ الكويتِ المغزولةِ بعِشقِ المسرح».
وفيما يتعلق توصيات لجنةِ التحكيم، قالت: «جاءت التوصيات على النحو التالي، تُوصي اللجنةُ بضرورة الالتزام بالوقتِ المحدد للعروضِ المتنافِسة، كما تُوصي بالاهتمامِ بالتوظيفِ الدرامي والدلالي للسينوغرافيا بجميع معطياتِها، لبثّ الروحِ في الفضاءِ المسرحيِّ، وانتشالِه من الزِّحام. وتوصي اللجنة أيضاً بالاشتغال على نصوص تنتمي في جوهرها للمسرح الثنائي، بما يحمل من دلالات وأبعاد. وتأمل اللجنة من إدارة المهرجانِ أن تستمرّ بتعزيز دوراتِها القادمةِ بأكبرِ عددٍ ممكنٍ من العروضِ المحليةِ والدولية».
إشادة تحكيمية بنص مسرحية «الغريب والنقيب» لتميزه بعمق المضمون
مضيفة: «وبما أنّ جوائز المهرجانِ مخصَّصةٌ للعرضِ المتكاملِ فقط، ارتأت لجنة التحكيمِ تقديمَ تنويهٍ بشأنِ عناصرَ متميزةٍ، تستحق الإشادةَ والثناء. وعليه، تنوِّهُ اللجنةُ بالأداءِ الاستثنائي للممثلِ زيد خليل، من العرضِ الأردني (أعراس آمنة) الذي شغلَ فضاءَ العرضِ المسرحيِّ صخباً وحيوية، بلياقةٍ عاليةٍ، ومهاراتٍ احترافيّة. كما تنوِّهُ اللجنةُ بنصِّ المؤلف أسامة زايد، من العرضِ السعودي (الغريب والنقيب)، حيث تميز نصُّه بعمقِ المضمونِ، وانسيابيةِ الحدثِ، وجرأةِ الطّرح، تلك الجرأةُ التي لا تليقُ إلا بأوطاننا».
وبعد أن انتهت الدعاس من إلقاء الكلمة، تم تكريم جميع الفرق المشاركة بالمهرجان، ليتم ختاماً الكشف عن الفرق الفائزة، حيث حصدت مسرحية «لتحضير بيضة مسلوقة» المركز الأول، وأعلن عنها أمين ناسور، في حيث حققت مسرحية «العاصفة» المركز الثاني، وأعلنت عنها د. ابتسام الحمادي.