سوريا فى دائرة المصالح الأمريكية.. دولة “على قلق” تحدد مستقبل الشرق الأوسط
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

يمكن توضيح المعلومات، واستخراج النتائج، فقد دخلت سوريا فى دائرة النفوذ والمصالح الأمريكية.. دولة، بروح متجددة،؛ [لغاية اللحظة فكل شئ ممكن]فالعمل السياسى الدولى والأممى، ما زال يترقب سوريا، وهى اى سوريا الحدث: «على قلق»، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية تراها، سوريا إذا ما استقرت، فهى من تحدد مستقبل الشرق الأوسط، وبالتالى قوة الولايات المتحدة الأمريكية المنافذ الإسرائيلية التى حصلت عليها خلال أقل من 30 يوما من بدء حراك هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة.

 

** الاتجاة الغائب نحو المؤشرات الإقليمية.

 

ما يجعل من الحدث السورى، حالة من تفكك الاتجاهات، الاتجاة اليوم، بروتكولى، دبلوماسى، فلا يبدو ماهية التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية أو الإعلامية التى، يفترض أنها وطنية، إقليمية، نتاج الثورة السورية ضد حكم عائلة آل الأسد، الحكم الذى تجاوز نصف قرن، اغلبها كان، وفق المعارضة السورية وهيئة تحرير الشام، وفصائل الطوائف والاحزاب الكردية والسريانية وغيرها، يجتهد لمنع وقوع سوريا فى فخ دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، أو تركيا، أو تركيا، وغالبًا أيضا ضد الوجود الأمريكى، وهى دول وأحلاف وأعداء كل مشاريعها كانت تنتهى وتصب، بطريقة أو أخرى فى مصلحة دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، وهذا يعنى اليوم، مع نشوة الحدث السورى، حتى اللحظة، أن نتائج الخروقات الإسرائيلية فى سوريا، ازدادت وتعنى مؤشرات غير مضمونة «..»، الخوف على /وفى/ سوريا الدولة فى حكوماتها الانتقالية أو شكل الإدارة الجديدة برئاسة أبومحمد الجولانى/ أحمد الشرع، رغم المواقف الدولية والعربية والأممية، من كل الاتجاهات والدول، تحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا التى تشتت دورها مرحليًا.

.. لهذا الخوف من أى انفلات أو الفوضى الثورية التى قد تتجاوز منطق الأحداث اليوم.

لهذا سوريا الإدارة الجديدة، عليها دوران نحو البعد العربى الإقليمى، حماية النسيج سوريا العربية، وإلا المناخ متاح بدعم أمريكى، لتدخل دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، وربما تركيا، ما يضع روسيا الاتحادية أمام خيارات عدم الاستقرار، فى ظل انشغال الإدارة الأمريكية عن سوريا الحدث، وانشغالها فى ترتيب البيت السورى على الأهواء الأمريكية الأوروبية الاستعمارية.

 

*حرب مصالح.. الخسارة سورية

 

 

.. هناك من ينتقد خروج الدول التى كانت تتحالف مع الرئيس بشار الأسد، وهى اليوم مجموعة من دول المصالح، قد نرى فى أى لحظة احترابها ضد سوريا الدولة الجديدة.

لهذا هناك تقاطعات فى اتجاهات ومصالح كل من الولايات المتحدة وإيران ودول من أوروبا والخليج العربى، ودول جوار سوريا الراصد هنا، الوجود الإسرائيلى القابع فى هضبة الجولان وجبل الشيخ، ومناطق أخرى تؤثر بشكل مباشر على استقرار سوريا، وبالتالى وحدتها.

.. ولغة المصالح اليوم، هى تلك التجارب التى برزت خلال أكثر من 14 شهرًا من الحرب على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وأثر الإبادة الجماعية على انتهاء قدرة الشعب الفلسطينى على فهم الأصدقاء من الأعداء، وتلتها حرب الإسناد من حزب الله ولبنان الجنوب، وكانت المفاجأة تلك الحركة السريعة فى سوريا هيئة تحرير الشام الفصائل المعارضة، وهروب الرئيس الأسد.. النتيجة:

* 1:

الولايات المتحدة، إدارة بايدن ترغب بإعادة ترتيب الساحة السياسية بعد إضعاف «حزب الله» وهم يعتبرون أن لهم حصة كبرى من النفوذ فى لبنان، كيف ومتى، حالة ينشغل بها الرئيس ترامب.

* 2:

إيران، الحرس الثورى والقوى الحاكمة مع الاستقرار مرحليًا «..» لإعادة ترميم متاعب الآلاف وقوى المقاومة والإسناد، أبرزها: «حزب الله» بعد الضربات التى تلقاها قبل أزمة سوريا.

*3:

دول فى الخليج العربى، تتابع الأوضاع، تحديدًا الموقف الأمريكى من وضع سوريا الجديدة، لكنها دول غالبا لها دراية فى إعادة الإعمار وبالتالى الهرولة نحو الاستثمار فى سوريا، وأيضا فى لبنان، وغزة ورفح، وأمنيا وسياسيًا واقتصاديا لإعادة تحقيق التوازنات الطائفية، شيعية وسنية وأقليات كردية وسريان وارمن وغيرهم.

 

.. ذلك الحدث، يعيدنا، مجتمع دولى، إلى تلك الصورة:

انضمام عدة فصائل مسلحة إلى حشد ضخم من الشعب السورى، الكل كان يلوح بأعلام، رايات الاستقلال التى تستخدمها المعارضة منذ بدء الانتفاضة فى عام 2011، كان ذلك بدء متغيرات بوصلة الشام، خلال الاحتفالات بإسقاط الرئيس بشار الأسد فى دمشق يوم 13 ديسمبر.

*بهجة أمريكية.. لكنها غير عقلانية.

 

سياسيًا، ساد فى الولايات المتحدة جو من البهجة غير العقلانية إزاء الإطاحة المفاجئة بعائلة الأسد فى سوريا.

.. التقارير فى أمريكا الشمالية وأوروبا، تقول عن البهجة واصطدامها العقلانية المستباحة: فى نهاية المطاف، تراجعت إيران وروسيا، وارتفعت إسرائيل، وبشار الأسد خارج السلطة. ولكن قبل أن نفترض وجود أى فرص عظيمة للولايات المتحدة لإقحام نفسها فى هذه الأحداث الجسيمة، يتعين علينا أن نتراجع قليلًا ونتأمل المصالح الأمريكية فى سوريا ومخاطر التورط فى مستنقع آخر.

*ترامب.. القرار وإمكانيات الآتى.

 

ما يقال، داخل الإدارة الأمريكية، أن جيوسياسية العمل المقبل، يدرك أنه: فى حين ربما يكون الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد بالغ فى تقدير الأمر عندما خلص أثناء تقدم المتمردين إلى أن «الولايات المتحدة لا ينبغى لها أن تتدخل» فى شىء لا يشكل «معركتنا»، فمن الجدير أن نفكر فى مدى ندرة المشاركة الأمريكية المثمرة فى سوريا. ولا يوجد دليل يشير إلى أن الأمر سيكون مختلفًا هذه المرة.

 

.. يكتمل التصور:

بعد أن تجنبت واشنطن بحكمة التورط العميق فى البلاد لعقود من الزمن، فإن السياسة الأمريكية بعد عام 2011 عندما بدأت الانتفاضة لإزالة الأسد أدت إلى تقوية الجهاديين، وإفقار السوريين العاديين، وإدخال الولايات المتحدة فى صراع مع تركيا، حليفة حلف شمال الأطلسى وضامنة الجناح الجنوبى للحلف.

.. وفق كل ذلك، المؤشرات تأخذنا إلى:

*أولا:

 

 

فى الوقت الحالى، تحتفظ الولايات المتحدة بقوة صغيرة تتألف من 2000 جندى ومشاة البحرية لمحاربة بقايا تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف أيضًا باسم داعش، وحماية الأكراد السوريين من عدوهم الأتراك.

* ثانيًا:

قاتل الأكراد والقوات الأمريكية جنبًا إلى جنب ضد داعش، لذا فإن الرابط العاطفى مفهوم. لكن هذا ليس سببًا كافيًا لإبقاء الولايات المتحدة متورطة فى مكانها إذا كان ذلك يضر بالمصالح الأمريكية.

 

* ثالثًا:

أراد الرئيس المنتخب ترامب خروج القوات الأمريكية خلال ولايته الأولى، لكن الكونجرس وإدارته قاوموا وأبقوا القوات فى مكانها. يبقى أن نرى، اليوم مع إعدادهم لهيئة تحرير الشام، ما إذا كان ترامب سيواجه نفس المقاومة هذه المرة.

ومن بين القرارات التى يتعين على الإدارة القادمة اتخاذها ما إذا كانت ستبقى على 2000 جندى أمريكى فى سوريا، وإذا كان الأمر كذلك، ما إذا كان ينبغى لها دعم الأكراد أو التركيز فقط على داعش.

 

*رابعًا:

إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الأتراك والحكومة السورية الجديدة والأكراد، فإن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا من المرجح أن يؤدى إلى هجوم القوات التركية على المدن الكردية فى شمال سوريا. ومن المرجح أن تقود الحكومة السورية الجديدة المتمردين الجهاديين الذين طردوا الأسد، وقد يطالبون القوات الأجنبية «أى الأمريكية» بمغادرة سوريا. وفى هذه الحالة، قد تتجه أى قوات أمريكية متبقية نحو حرب البقاء فى سوريا، وهو ما يتطلب زيادة مستويات القوات الأمريكية وقد ينتهى الأمر إلى هزيمة محتملة.

 

* خامسًا:

لماذا ينبغى للولايات المتحدة أن تبقى فى سوريا؟

عمليًا، وهذا من مصادر أمريكية: تنظيم الدولة الإسلامية أصبح بالفعل على أجهزة الإنعاش، وإيران أصبحت الآن معزولة عن سوريا ولبنان، وسوف يضطر الأكراد إلى إيجاد السبل لتخفيف القلق التركى وإحلال السلام مع الحكومة فى دمشق فى مرحلة ما. وبوسع الولايات المتحدة أن تساعد فى التوسط فى الصفقات واستخدام وجودها العسكرى الحالى كوسيلة ضغط، ولكن الانتشار الطويل الأمد فى سوريا سوف يكون مكلفًا، وفى نهاية المطاف غير قابل للاستمرار.

 

* سادسًا:

بوادر أزمة دبلوماسية أمريكية مع تركيا من شأنها أن تضعف سلامة التحالف الأطلسى أو الاتجاة نحو حرب طويلة وطاحنة مع السوريين الذين يريدون خروج الجيش الأمريكى، فى الذاكرة؛ كان التورط المكثف فى سوريا على مدى السنوات الاثنتى عشرة الماضية نتيجة لمجموعة فريدة من الظروف التى خلقها الربيع العربى فى عام 2011 وإدارة أمريكية تسعى إلى إضفاء الطابع الديمقراطى على الشرق الأوسط.. لقد انتهى هذا العصر.

 

* سابعًا:

فى عام 2017، أوقف ترامب التدخل الأمريكى فى الحرب الأهلية السورية بتكلفة بلغت مليار دولار، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز. وخلصت إدارته إلى أنها لن تنجح فى إضعاف الأسد أو هزيمته، وأن نجاحها فى ذلك لن يكون ذا أهمية للولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين، كان التدخل الأمريكى الأكثر نشاطا يتمثل فى فرض عقوبات على سوريا لمعاقبة النخبة الحاكمة على جرائم الحرب، الأمر الذى منع الدول الأجنبية من خلق حياة أفضل للسوريين الذين أصيبوا بصدمة بسبب الحرب.

* ثامنًا:

محاربة الولايات المتحدة لتنظيم داعش فى سوريا تتسبب فى مزيد من الضرر. وعندما ظهر تنظيم داعش فى العراق فى عام 2014 واستولى على أراضٍ وسط الفوضى فى سوريا، قررت الولايات المتحدة أنها لم يعد لديها خيار سوى محاولة تدميره. ونجحت الولايات المتحدة بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية، التى تتألف من أكراد سوريين ومقاتلين من القبائل العربية.

 

ولكن هذا الاستعراض للقوة الكردية وتأكيدات الحكم الذاتى أزعجت الأتراك، الذين اعتقدوا أنه من شأنه أن يشعل فتيل حرب بين الأكراد والأتراك داخل تركيا. ورعى الأتراك مجموعات جهادية مقرها سوريا وأدخلوا قوات تركية إلى سوريا بهدف إخضاع الأكراد السوريين. ووجدت القوات الأمريكية المتمركزة فى سوريا لمحاربة داعش نفسها بين القوات التركية المارقة والأكراد السوريين.

 

ورغم أن الولايات المتحدة ربما لم تتوقع هذه التعقيدات المحددة، فقد أدركت منذ فترة طويلة أن مصالحها تكمن فى مكان آخر. فمع ظهور سوريا المستقلة فى أربعينيات القرن العشرين، لم تكن واشنطن مهتمة بمساعدة حكومتها لأنها كانت تركز على إعادة بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. وفى الخمسينيات، راودت الولايات المتحدة فكرة الانقلاب للحد من النفوذ الشيوعى، لكنها استنتجت بحكمة أنها تفتقر إلى المعرفة اللازمة لإنجاح هذه الفكرة. ومع ترسيخ الدعم السوفيتى لسوريا بينما اصطفت الولايات المتحدة إلى جانب العدو اللدود لسوريا إسرائيل، أدركت واشنطن أن فرصتها فى التأثير على البلاد ضئيلة.

*رؤية ستيفن سيمون عن الوضع السورى.

 

ستيفن سيمون، باحث أول فى معهد كوينسى للحكم الرشيد فى واشنطن العاصمة، وأستاذ زائر فى كلية دارتموث. خدم فى وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومى لأكثر من عشرين عامًا. أحدث كتاب له هو «الوهم الكبير: صعود وسقوط الطموح الأمريكى فى الشرق الأوسط».

«سيمون» يرى، أنه:

 

ربما يكون ترامب قد ذهب إلى أبعد مما ينبغى عندما أعلن أن الولايات المتحدة اليوم ليس لها أى مصلحة فى سوريا. وإذا لم يكن هناك أى شىء آخر، فإن تدفق المهاجرين السوريين الفارين من الحرب الأهلية بالانتقال إلى أوروبا كان له تأثير زلزالى على السياسة الأوروبية، وهو ما يشكل بالتأكيد مصلحة استراتيجية للولايات المتحدة. ولكن مع وضع هذا التاريخ فى الاعتبار، فإن غريزة ترامب جيدة وينبغى أن تحفز الحذر بين المتفائلين بشكل غير عقلانى.

 

*دينيس روس فى US News and World

 

بعنوان سلس، غير صارخ، كتب السياسى الأمريكى «دينيس روس»، مقالة مثيرة لكل سياسى غربى وعربى، عنوانها: «لا ينبغى للولايات المتحدة أن تتخلى عن سوريا»، وفيها توصل الى الإقرار سياسيًا وأمنيًا:

بصفتى شخصًا قضى سنوات عديدة فى تقديم المشورة لرؤساء الولايات المتحدة من كلا الحزبين بشأن الشرق الأوسط منذ إدارة ريجان، فلدى بعض النصائح للإدارة القادمة.

 

*1:

يقول ترامب إن سوريا «فوضى» ويجب على الولايات المتحدة أن تتركها وشأنها. لكن هذا سيكون خطيرًا.

 

 

 

*2:

سقوط نظام بشار الأسد فى سوريا يمثل زلزالًا فى الشرق الأوسط. إنه هزيمة استراتيجية ليس فقط للنظام، بل وأيضًا لإيران ووكيلها اللبنانى حزب الله وروسيا القوى التى أبقت الأسد فى السلطة عندما انتفض الشعب السورى ضده بعد رفضه دعوات الإصلاح فى عام 2011. ولكى نرى إلى أى مدى ضعف كل من هذه القوى الثلاث، فما علينا إلا أن ننظر إلى عجزها عن إنقاذ الأسد.

 

*3:

مع سقوط الأسد، تغير توازن القوى فى الشرق الأوسط بشكل جذرى. أصبحت إيران وشبكتها بالوكالة الآن أقل قدرة على تهديد الآخرين، خاصة إسرائيل، أو استغلال الصراعات الإقليمية لقلب النظام الإقليمى والهيمنة عليه. ونتيجة لهذا، أصبحت لدى الولايات المتحدة فرصة لبناء تحالف من الدول لمواجهة التهديدات، وتعزيز الاستقرار، وخلق الظروف لصنع السلام، بما فى ذلك بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل.

 

 

*4:

ربما يكون الرئيس المنتخب دونالد ترامب محقًا فى القول إن الوضع فى سوريا الآن «فوضوى». وهذا ليس مفاجئًا بعد سقوط نظام سرق موارد البلاد بينما مارس وحشية ضد شعبها بمساعدة إيران وروسيا. ولكن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تترك تحدى الانتقال المستقر فى سوريا للآخرين حصريًا.

 

*5:

أعتقد اعتقادًا راسخًا أن من مصلحة أمريكا الحفاظ على وجودها العسكرى الصغير نسبيًا فى سوريا للحماية من عودة داعش والهجمات على حلفائنا الأكراد السوريين التى قد تؤدى إلى المزيد من الفوضى والمعاناة.

 

*5:

اتركوا سوريا للسوريين، وفى الوقت نفسه، يتعين علينا أن نستخدم روافعنا الاقتصادية والدبلوماسية القوية لضمان عدم قيام الحكومة الجديدة فى سوريا والجهات الفاعلة الخارجية القوية مثل تركيا ببناء دولة جهادية تضطهد الأقليات فى البلاد. أو تسمح لتنظيم داعش بالعودة إلى سوريا وتشكل تهديدًا عمل ثلاثة رؤساء باراك أوباما وترامب وجو بايدن على هزيمته.

 

*النوايا الحقيقية لجماعة هيئة تحرير الشام الإسلامية.

.. دينس روس، يرسم صورة سياسية أمنية ترتاد المستقبل القريب، قال:

هناك الكثير من المجهول فيما يتصل بما قد يحدث فى سوريا فى المستقبل. فبادئ ذى بدء، لا نعرف الكثير عن النوايا الحقيقية لجماعة هيئة تحرير الشام الإسلامية المتمردة، التى أدى تقدمها السريع إلى إزاحة الأسد عن السلطة. ورغم انفصالها عن جبهة النصرة ورفضها تنظيم القاعدة قبل سنوات، فإنها لا تزال تتبنى أيديولوجية متطرفة.

 

.. وهو يضع بعض التنبيهات:

*أ:

لا شك أن هيئة تحرير الشام تبنت نهجًا أكثر عمليًا إلى حد ما عندما تولت مسئولية الحكم فى محافظة إدلب السورية فى السنوات القليلة الماضية وكان النهج فعالًا عمومًا. والآن، بدأ زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع «لم يعد يستخدم اسمه الحربى أبومحمد الجولانى» يقول الأشياء الصحيحة: التأكيد على التسامح مع الأقليات العديدة فى سوريا، والإعلان عن خطط لإنشاء حكومة انتقالية مدتها أربعة أشهر، وتوضيح أنه لا ينبغى أن يكون هناك انتقام لأعضاء الجيش السورى الذين يتخلون عن أسلحتهم، وحتى إعلان أن سوريا لن تنخرط فى صراع مع إسرائيل. «لا شك أن هذا الأخير كان وسيلة لإخبار إسرائيل التى نقلت مؤخرًا قواتها إلى الأراضى السورية على طول الحدود المشتركة بين البلدين بأنها لا تملك أى عذر لدخول سوريا، خاصة أن الوجود الإيرانى يختفى والحكومة السورية الجديدة ليس لديها أى مصلحة فى محاربة إسرائيل».

 

*ب:

ما زال من غير الواضح ما الذى قد يفعله الشرع عندما يتولى منصبه بالكامل، وما إذا كانت كل المجموعات الفرعية داخل هيئة تحرير الشام سوف تلتزم برسالته التى تتلخص فى البراجماتية والقبول الضمنى بالتعددية. وماذا سيحدث إذا لم تلتزم؟ وهل سيفرض العواقب؟ ومن السابق لأوانه أيضًا أن نكون على ثقة من عدم نشوب صراع على السلطة، وخاصة بين الفصائل المتمردة السورية الأخرى خارج هيئة تحرير الشام.

 

 

*ج:

هناك أيضًا حالة من عدم اليقين بشأن مصير الأكراد فى الشمال واستمرار القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية، الذى سيطر لفترة من الوقت على أجزاء من سوريا أثناء الحرب الأهلية. وقد أنشأت تركيا، التى دعمت الحملة التى أطاحت بالأسد، منطقة أمنية خاصة بها فى شمال البلاد ويبدو أنها ترى هذه اللحظة بمثابة لحظة لهزيمة قوات سوريا الديمقراطية – وهى المجموعة التى يهيمن عليها الأكراد، وتعتقد تركيا أنها مرتبطة بعدوها حزب العمال الكردستانى.

 

 

*د:

إن لدى أمريكا وجهة نظر مختلفة تمامًا عن قوات سوريا الديمقراطية. فقد كانت أهم شريك محلى لنا على الأرض فى محاربة داعش. ومع وجود نحو 2000 جندى أمريكى حاليًا فى سوريا، نجحت الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية التابعة لها إلى حد كبير فى هزيمة داعش، وإن لم تنجح فى القضاء عليه. ومع ذلك، كثفت تركيا هجماتها على قوات سوريا الديمقراطية بشكل مباشر ومن خلال قواتها بالوكالة، الجيش الوطنى السورى، إلى الحد الذى أعلن فيه زعيم قوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدى، أن المجموعة أصبحت الآن مضطرة إلى وقف عملياتها ضد داعش نظرًا للتهديدات التى تواجهها.

 

*ه:

أن تركيا هى بلا شك القوة الخارجية المهيمنة فى سوريا الآن، خاصة بالنظر إلى وجودها ودعمها المادى لهيئة تحرير الشام، فإن الولايات المتحدة ليست بلا نفوذ. تحتاج تركيا بشدة إلى الاستقرار وإعادة الإعمار فى سوريا حتى يتمكن 3.2 مليون لاجئ سورى تستضيفهم من العودة إلى بلادهم. ولكن من أجل الاستقرار وتمكين هيئة تحرير الشام من بناء سلطتها، يجب تخفيف الظروف الاقتصادية المزرية فى سوريا ووضع مسار للتنمية – ولا يمكن تحقيق أى من ذلك دون رفع العقوبات الأمريكية.

 

*فرص نشوء سوريا جديدة لا تشكل تهديدًا لشعبها أو جيرانها.

 

.. سياسة دينس روس، تتنبأ بأن: هناك شيئًا آخر يمكن لأمريكا أن تفعله لتحسين فرص نشوء سوريا جديدة لا تشكل تهديدًا لشعبها أو جيرانها أو الولايات المتحدة: الحفاظ على الوجود الأمريكى فى سوريا على الأقل فى الوقت الراهن.

 

الآن، يرى «روس»: ليس الوقت المناسب لسحب القوات الأمريكية. فمع رحيل الأسد، سيحاول تنظيم داعش إعادة الظهور فى ظل ظروف فوضوية بالتأكيد. ولأمريكا مصلحة قوية للغاية فى منعه من القيام بذلك. ورغم صغر حجمه، ساعد الانتشار العسكرى الأمريكى فى منع داعش من العودة إلى الظهور بشكل مفيد. فقد نجح وجودنا فى شمال شرق سوريا وعلى طول الحدود مع الأردن حليف الولايات المتحدة الحاسم ولكنه ضعيف فى إضعاف تنظيم داعش فى كل مرة حاول فيها العودة، ومنعه من التوسع إلى الخارج والتسلل جنوبًا إلى الأردن.

.. وللعلم، سياسيًا واستراتيجيًا يعد السفير دينيس روس، مستشار وزميل كرسى ويليام ديفيدسون المتميز فى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. لأكثر من 12 عامًا، لعب دورًا رائدًا فى تشكيل مشاركة الولايات المتحدة فى عملية السلام فى الشرق الأوسط، بما فى ذلك بصفته مبعوثًا للولايات المتحدة فى المنطقة والشرق الأوسط.

 

 

.. وفى الخلاصة، معضلة عدم الاستقرار المتوقع، الذى قد يترافق مع ظهور عنيف لقوى الإسلام السياسى السلفى المتطرف، ما يعنى، أن السياسة والخبرة والأمن، جعلت روس، يؤكد:

أن انسحاب أمريكا من سوريا من شأنه أن يقلل من نفوذنا «..» لدى تركيا وجميع الأطراف فى سوريا. ومن المؤكد أن هذا من شأنه أيضًا أن يزيد من حالة عدم الاستقرار فى سوريا وما حولها، وأن يزيد من احتمالات إعادة تأسيس داعش. وإذا فعل ذلك، فإن المنظمة الإرهابية سوف تهدد الولايات المتحدة وأصدقاءها مرة أخرى. ومن الأفضل أن نحافظ على وجود فعال من حيث التكلفة فى سوريا الآن، بدلًا من الاضطرار إلى العودة فى وقت لاحق فى ظل ظروف أسوأ وأكثر خطورة.

 

 

.. لا يمكن إدراك نهاية سليمة منتجة، تعيد سوريا الدولة الموحدة، فى رهانات هذا الوقت، المؤشر فى المجتمع الدولى، أولهم أمريكا وأوروبا وعربيًا وأمميًا.

 

القول بحكمة جيوسياسية مرنة: إن شعار «أمريكا أولًا» يصطدم بالإمبريالية الأمريكية «الوصف لموقع أكسيوس».. ولا أحد، بما فى ذلك الرئيس ترامب، يعرف حقًا كيف ستسير الأمور.

.. حقًا، هناك عودة للصراع، حروب جبهات، فماذا يعنى لسوريا اليوم سوريا الحدث، أن حرب الإبادة فى غزة ما زالت تزدد شراسة، لا حلول لمشاكلنا فى قبة ترامب!.

زر الذهاب إلى الأعلى