المذكرات المخفية لساحر الصحافة العربية
بقلم: حمزة عليان

النشرة الدولية –

اسم محمد حسنين هيكل بحد ذاته له وقع خاص في عالم الصحافة العربية والمصرية تحديداً، فقد شغل الناس بآرائه ومقاله الصريح كل يوم جمعة. استمد قوته الإعلامية من قربه من جمال عبدالناصر، وله مع كل رئيس مصري قصة وحكاية.

​كيفما أدرت وجهك نحو عقود من تاريخ الصحافة المصرية فستجد هيكل أمامك وله من المؤلفات ما يفيض عن الحاجة… أصدر 11 كتاباً فقط باللغة الإنكليزية عدا عن كتبه بالعشرات باللغة العربية.

هناك من يرى فيه علامة بارزة وهناك من يتهمه بالتزوير والتضليل وحبك الروايات الديماغوجية.

​من معرض القاهرة للكتاب حملت لي أستاذة جامعية مجموعة كتب، كان منها كتاب «هيكل – المذكرات المخفية» للصحافي المصري محمد الباز، وهو صاحب تجربة مهنية في الكتابة عرفه الرأي العام العربي جيداً بمعاركه وجرأته.

​ظل هيكل محتفظاً بحيويته حتى الأيام الأخيرة من حياته التي ختمها وهو يحمل على كتفيه خبرة ثلاثة وتسعين عاماً… صادر تاريخ المهنية الصحافية في مصر لمصلحته وحده.

​قال هيكل للصحافي محمد الباز كل شيء وبصراحة وطلب منه أن يحتفظ بما سيقوله وألا ينشر منه شيئاً طالما هو حي وموجود.

هيكل لم يكتب مذكراته لكنه رسم لنفسه صورة بالزيت والرسم هي لعبة الخيال.

حصل منه الباز على تفاصيل وقصص علاقاته بالرؤساء المصريين الذين عاصرهم، وما لم يقله من قبل أو يكتبه، وعن رحلة هيكل بصحيفة الأهرام من عام 1957 حتى عام 1974.

​أفضى له عن السبب الحقيقي وراء خروجه من «أخبار اليوم» إلى «الأهرام» وهو سبب شخصي بخلاف كل ما قيل عن ذلك.

​يعترف بأنه لن يكون بمقدوره مواجهة الناس بالحقيقة كاملة غير منقوصة… «لأننا بشر»؟ على حد تعبير هيكل.

لم يترك وراءه كتاباً مستقلاً يمكن أن نقول فيه إنه يحمل مذكرات هيكل أو سيرته الذاتية، لكنه قام بتدوين سيرته المهنية والسياسية والشخصية من خلال مقالاته وكتبه وحواراته.

​كان لديه من 600 إلى 700 ألف وثيقة أحضرها إلى «الأهرام» من وثائق الدولة في بريطانيا وأميركا وفرنسا وإسرائيل، أحضر نسخاً منها لنفسه، وزيادة في الحرص أرسلها للخارج خوفاً عليها!

​بعد وفاة هيكل عام 2016 صدرت كتب عديدة عنه لكنها لم ترقَ إلى كتابة المذكرات والسيرة… وفي هذا يقول المؤلف محمد الباز: إذا كنت تريد أن تصدق هيكل فيما قاله فسيكون صادقاً جداً، وإذا كنت تشكك فيما يرويه فسيكون معك مراوغاً من البداية إلى النهاية… وإذا كنت لا تصدقه أبداً فسيكون عندك كاذباً جداً حتى لو صدقك.

​محمد الباز راح يفتش تحت جلد الأستاذ، تتبعه في كل ما كتبه وما قاله في حواراته على مدى سنوات لينسج منها رواية، اختارها هيكل بنفسه عن نفسه.. فهل نجح في ذلك؟ الأمر يحتاج إلى قراءة الكتاب فعلاً كي تكون الإجابة منصفة.

***

وردني من أحد الزملاء الأصدقاء معلومة تفيد بأن الشيخ جاسم الإبراهيم كان أحد المتبرعين لسكة حديد الحجاز عام 1910، وتقلد مع زوجته منيرة الإبراهيم وسام الدولة العثمانية تقديراً لدعمه للمجهود الحربي.

***

أيضا أبلغني أحد الزملاء مقيم في أبوظبي تعليقاً على كتاب والد الشرع أن «الشرع – الجولاني» أسرة ثانية مختلفة عن الأسرة التي ينتسب إليها فاروق الشرع وزير الخارجية الأسبق، وأن الدكتور حسين علي الشرع ليس والد (أحمد الشرع – الجولاني سابقاً)، بل هو تشابه أسماء

زر الذهاب إلى الأعلى