ماذا بعد اختيار “الشيخ” نائبًا لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير؟
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

يحرك سؤال: ماذا بعد اختيار «الشيخ» نائبًا لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دولة فلسطين؟! الكثير من التحليلات الأولية، التى تضع مؤشرات على المستقبل السياسى والأمنى والاجتماعى للسلطة الوطنية الفلسطينية، ومسارات التحولات القادمة لمنظمة التحرير الفلسطينية، فى ظل الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح بما فى ذلك اقتحامات الضفة الغربية ومحاولات تهويد القدس والداخل المحتل، الذى يعيش كارثة الاستيطان الإسرائيلى الصهيونى المعلن من دولة الاحتلال، ومن حكومته اليمينية التوراتية المتطرفة، مع وجود سياسة السفاح نتنياهو الإرهابية، وحرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.

مآلات اللحظة ليس فى دلالة اختيار «النائب» بكونه سيكون، وفق ما صادقت عليه اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فى جلستها التى عقدت يوم السبت ٢٦ أبريل نيسان الجارى، على الترشيح المقدم من الرئيس محمود عباس، لتعيين حسين الشيخ، نائبًا لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دولة فلسطين.

 

رسميًا.. حسين الشيخ نائبًا لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إذ صادقت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فى جلستها التى عقدت السبت، على الترشيح المقدم من الرئيس محمود عباس، لتعيين حسين الشيخ، نائبًا لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دولة فلسطين.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية «وفا»، إن ترشيح الشيخ جاء من قبل الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، «وفقًا لقرار المجلس المركزى الفلسطينى بتاريخ 24 نيسان، أبريل 2025، فى دورته الـ32، وبناءً على الصلاحيات المخولة له».

وأفادت بأن «اللجنة التنفيذية صادقت فى جلستها المنعقدة على الترشيح المقدم من الرئيس لتعيين السياسى الفلسطينى حسين الشيخ، نائبًا لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دولة فلسطين».

وكان، الخميس الماضى، وافق المجلس المركزى الفلسطينى «بالأغلبية الساحقة على استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دولة فلسطين»، وفق «وفا».

والمجلس المركزى هيئة دائمة منبثقة عن المجلس الوطنى الفلسطينى «أعلى هيئة تشريعية» التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومخوّل ببعض صلاحياته.

وعقد المجلس دورته فى مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله يومى الأربعاء والخميس الماضيين.

 

فى الوقائع، التحليل هنا يرصد أن أربعة فصائل فلسطينية، أعلنت الخميس الماضى، عن مقاطعتها وانسحابها من جلسة المجلس المركزى، معتبرة أن «اجتماع المجلس المركزى جاء بسبب ضغوطات خارجية، وأنه لم تحدث حوارات سابقًا استعدادًا لهذا الاجتماع».

وأعلنت الجبهة الشعبية وحركة المبادرة الوطنية عن مقاطعتهما لجلسة المجلس المركزى قبل انعقاده، فى حين أعلنت الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب الخميس عن انسحابهما من جلسة المجلس.

وذكرت وكالة «وفا» أن 170 من أعضاء المجلس المركزى الحاضرين فى القاعة والمشاركين عبر تقنية «زووم» صوتوا لصالح قرار نائب لرئيس اللجنة التنفيذية، فى حين صوت عضو واحد بالرفض وعضو آخر بالامتناع.

 

باتت الحقيقة، فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا، وليس إسرائيليًا، هى المرة الأولى فى تاريخ منظمة التحرير الفلسطينية يتم فيها استحداث هذا المنصب. ويرى محللون أن ذلك يمهد لإيجاد خليفة للرئيس الفلسطينى محمود عباس.

ونائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير سيكون حكمًا نائبًا لرئيس دولة فلسطين، لكن هذا الأمر لا ينسحب على منصب رئيس السلطة الفلسطينية الذى يتم انتخابه مباشرة وفق القانون الأساسى الفلسطينى «الدستور» من قبل الفلسطينيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة.

ليس سرًا، أنه حال غياب رئيس السلطة الفلسطينية، ينص القانون الأساسى على أن رئيس المجلس التشريعى الفلسطينى هو من يحل محله لمدة 90 يومًا يتم خلالها التحضير لانتخاب رئيس جديد للسلطة الفلسطينية.

تاريخيًا.. فى العام 2018، حل عباس المجلس التشريعى الذى كانت تقوده حركة حماس بأغلبية ساحقة.

وأصدر عباس مرسومًا رئاسيًا نهاية العام الماضى قال فيه إنه فى حال غياب رئيس السلطة الفلسطينية لأى سبب من الأسباب، فإن من يحل مكانه هو رئيس المجلس الوطنى الحالى روحى فتوح.

 

* ردود الأفعال العربية من جوار فلسطين

فى الأمر المعتاد، ولأنه شأن فلسطينى داخلى، كانت ردود الأفعال العربية من دول جوار فلسطين، واضحة من مصر والأردن.

 

الخارجية الأردنية رحبت بتعيين حسين الشيخ  نائبًا لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائبًا لرئيس دولة فلسطين الشقيقة، ووصفته بأنه خطوة إصلاحية مهمة ضمن الإجراءات التحديثية التى تتخذها الدولة الفلسطينية.

وأكّد الناطق الرسمى باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير الدكتور سفيان القضاة، دعم المملكة للجهود التى تقوم بها دولة فلسطين الشقيقة فى سبيل تعزيز آفاق العمل السياسى الفلسطينى، من أجل تلبية حقوق الشعب الفلسطينى كافة، وفى مقدمتها حقه فى إقامة دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأعرب عن تمنيات المملكة لنائب رئيس دولة فلسطين حسين الشيخ بالتوفيق فى مهامه الجديدة.

 

ورحّبت بتعيين نائب للرئيس الفلسطينى وتؤكد دعمها لجهود الإصلاح.

 

 

وقالت وزارة الخارجية المصرية: «ترحب جمهورية مصر العربية بقرار تعيين حسين الشيخ نائبًا لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ونائبًا لرئيس دولة فلسطين».

 

وأكدت مصر «دعمها لهذه الخطوة والتى تأتى فى سياق جهود السلطة الفلسطينية للإصلاح والتى تم الإعلان عنها فى القمة العربية غير العادية فى القاهرة، فى 4 مارس، وبما يستهدف تدعيم الجبهة الداخلية واستعادة حقوق الشعب الفلسطينى الشقيق فى هذه المرحلة الفارقة والتاريخية التى تمر بها القضية الفلسطينية». وشددت مصر على «أنها ستواصل تقديم الدعم الكامل للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطينى الشقيق فى إطار نضاله ومسعاه المشروع لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى وممارسة حقه فى تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما ستواصل جهودها الحثيثة لاستئناف اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة والعمل على نفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع، بما يسهم فى بدء عملية التعافى المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة وإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطينى».

وبادر وزير الخارجية المصرى، د. بدر عبدالعاطى التهنئة إلى حسين الشيخ فى اتصال هاتفى على اختياره لمنصبه الجديد، وأعرب عن تمنياته بالتوفيق فى جهوده وجهود السلطة الفلسطينية الرامية لاستعادة حقوق الشعب الفلسطينى الشقيق فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ القضية الفلسطينية.

 

تعد هذه الردود، مهمة، مع ردود أفعال عدة دول خليجية وأوروبية، محطة أساسية لتجسير العلاقات السياسية والأمنية مع السلطة الفلسطينية، فى هذه المرحلة من الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل.

وهى تؤسس لمعالجة أى اختلالات فى تحديد الحالة الفلسطينية فى ظل الحرب، وسبل التعاون الوساطة لوقف الحرب.

هنا نوضح أن دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، ترى فى هذا الاختيار، محطة

………

 

 

* اختلال التوازنات الاستراتيجية فى الشرق الأوسط

 

المحلل السياسى ناصر زيدان، كان أشار إلى أن وقائع المرحلة فى المنطقة وكل الشرق الأوسط، مرتبة بوجود:

«اختلال التوازنات الاستراتيجية فى الشرق الأوسط»، وهو يرى أن: الحروب والأحداث الأخيرة، سببت؛ اختلالًا كبيرًا فى موازين القوى فى المنطقة العربية خصوصًا، وفى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على وجه العموم، وهذا الاختلال لن يكون لمصلحة الاستقرار فى المديين القريب والبعيد، ولن يخدم طموحات القوى المُهيمنة على الإطلاق، لأن الشعور العام لدى غالبية حكومات وشعوب المنطقة، ينحو باتجاه تحميل – دولة الاحتلال- إسرائيل المسئولية عما يجرى، وهناك لوم كبير على الولايات المتحدة، لأنها تنجرّ وراء أهواء المتطرفين فى تل أبيب، من دون احتساب لنتائج تغييبها للشركاء الدوليين والإقليميين، وهؤلاء متفقون على أن السلام الشامل، لا يمكن أن يتحقَّق من دون توفير حلّ عادل لقضية الشعب الفلسطينى العادلة.

 

* قراءة مشبوهة لمركز القدس للأمن والشئون الخارجية

 

القراءة الأولى التى وصلت نسخة منها لـ«الدستور»، من  «مركز القدس للأمن والشئون الخارجية»، تلقى الأضواء على قرار اختيار حسين الشيخ، نائبًا للرئيس حباس، وبالتالى كل مناصب الرئيس عباس!

 

بداية لا نتبنى هذه القراءة من مركز القدس للأمن والشئون الخارجية، هو معهد، يصف ذاته بأنه يُمثل سفارة لدولة إسرائيل العالمية فى مجال الأمن القومى والدبلوماسية التطبيقية. تأسس المركز عام ١٩٧٦، وأنتج مئات الدراسات والمبادرات التى أعدّها خبراء بارزون فى طيف واسع من المواضيع الاستراتيجية.

 

يرأسه الدكتور دان ديكر، زميل أول ومدير مشروع الحرب السياسية المضادة فى مركز القدس منذ فترة طويلة، هو الأمين العام السابق للمؤتمر اليهودى العالمى وزميل باحث فى المعهد الدولى لمكافحة الإرهاب بجامعة رايخمان.

 

ويكشف المركز، مع تأكيد «بأننى ولا الدستور نتبنى الدراسة»، بقدر ما نؤشر على الصورة الأخرى، التى نجيب على مراحل مقبلة من الصراع العربى الفلسطينى، والصراع الفلسطينى الفلسطينى فى مفاصل قيادية مقبلة:

* أولًا:

اجتمع المجلس المركزى لمنظمة التحرير الفلسطينية يومى 23 و24 أبريل نيسان. وكان البند الرئيسى فى جدول أعمال الاجتماع هو استحداث منصب نائب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، لأول مرة، والذى يشغل أيضًا منصب نائب رئيس دولة فلسطين غير القائمة. تعد هذه الخطوة أحدث خطوة فى سلسلة قرارات اتخذها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس منذ عام 2018 لضمان استمرار حركة فتح فى حكم السلطة الفلسطينية دون أدنى شك.

* ثانيًا:

فى حال عجز عباس، البالغ من العمر 89 عامًا، عن أداء مهامه كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، فسيتولى نائبه منصبه بكل بساطة.

فى حين أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان المجلس وعباس سيُنشئان المنصب دون شغله، هناك تكهنات كبيرة بأن عباس سيستغل الاجتماع غير المنتظم لأعضاء المجلس الـ180 لتعيين أمين السر للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، فى هذا المنصب.

* ثالثًا:

دأب عباس لسنوات على إعداد الشيخ كخليفة محتمل، واضعًا إياه فى طليعة المناقشات مع إسرائيل، بل واستخدمه لتمهيد الطريق لإلغاء الانتخابات العامة للسلطة الفلسطينية التى كان من المقرر إجراؤها فى مايو 2021. وكان الشيخ أيضًا من بين عدد قليل من القادة الفلسطينيين المختارين الذين انضموا إلى عباس وكثير من أفراد عائلته من السلطة الفلسطينية التى تعانى من ضائقة مالية.

 

* رابعًا:

«الشيخ»، يرث مثل هذا المنصب المهم، والذى قد يدفعه تلقائيًا إلى أعلى منصب قيادى فلسطيني، فإن معرفة هويته، وما فعله، وبعض آرائه مهمة.

* 1:

ولد الشيخ فى رام الله عام ١٩٦٠. انضم إلى حركة فتح فى سنوات مراهقته، ووفقًا لصفحته الرسمية على موقع منظمة التحرير الفلسطينية، فقد سجن من قبل إسرائيل بصفته «سجينًا سياسيًا» – وهو تعبير فلسطينى مُلوّح يُشير إلى الإرهابى المدان – لمدة ١١ عامًا، بين عامى ١٩٧٨ و١٩٨٩. ورغم عدم توافر تفاصيل دقيقة عن إدانته، إلا أننى بصفتى المدير السابق للنيابة العسكرية فى الضفة الغربية، أستطيع أن أشهد بأن طول مدة عقوبته يُشير إلى إدانته بأنشطة إرهابية جسيمة.

* 2:

بعد إطلاق سراحه من السجن، واصل الشيخ عضويته فى حركة فتح، وشغل مناصب مختلفة.

تورط الشيخ فى مقتل تسيبى وجاد شيمش وإسحاق كوهين فى ٢١ مارس، آذار ٢٠٠٢، فجر انتحارى فلسطينى نفسه فى وسط مدينة القدس. فى الهجوم، قتل ثلاثة أشخاص – تسيبى وجاد شيمش اللذان كانا عائدين إلى منزلهما بعد فحص الحمل وإسحاق كوهين – وجرح العشرات. خطط للهجوم اثنان من عناصر فتح – عبدالكريم عويس وناصر شاويش. من بين التفاصيل الأخرى، شرح عويس فى اعترافاته أثناء التحقيق وأمام المحكمة كيفية تنفيذ الهجوم. ووفقًا لعويس، فقد حصل هو وشاويش على المتفجرات اللازمة للحزام الناسف من رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينى آنذاك، توفيق الطيراوى. وأضاف عويس أنه فى صباح يوم الهجوم، توجه هو وشاويش والانتحارى إلى مكاتب الشيخ، الذى كان آنذاك أمين سر حركة فتح فى الضفة الغربية.

* 3:

فى الحادثة المعروفة، بينما كان الحزام الناسف مجهزًا، سلم الشيخ، الذى كان يشغل سابقًا منصب عقيد فى جهاز الأمن الوقائى التابع للسلطة الفلسطينية، الانتحارى مبلغًا من المال وقنبلتين يدويتين. وكما هو الحال مع الطيراوى ومئات من إرهابيى فتح – بحسب قراءات المركز- الآخرين، لم يُعتقل الشيخ قط ولم يُحاكم على تورطه ومساهمته فى عمليات القتل.

*4:

كان له دور محورى فى التوصل إلى «صفقة المطلوبين» عام 2007. وكجزء من هذه الصفقة، وعد رئيس الوزراء الإسرائيلى آنذاك، إيهود أولمرت، قيادة فتح بأن إسرائيل ستتوقف عن مطاردة مئات من إرهابيى فتح، بمن فيهم مرتكبو جرائم القتل الجماعية، المسئولون عن قتل مئات الإسرائيليين، شريطة أن يُلقوا أسلحتهم ويمتنعوا عن مواصلة المشاركة فى الإرهاب. ومع أن معظم الإرهابيين المشمولين بالصفقة انتهكوا أحكامها، إلا أن أقل من حفنة منهم ألقى القبض عليهم وحوكموا.

* 5:

«الشيخ»، بحسب المصدر، يدعم سياسة «الدفع مقابل القتل» التى تنتهجها منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية.

عندما ردت إسرائيل على سياسة «الدفع مقابل القتل» التى تنتهجها منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية بإقرار قانون التجميد سارع الشيخ، وزير الشئون المدنية فى السلطة الفلسطينية آنذاك، إلى الرد، مهددًا بأنه فى حال تطبيق إسرائيل للقانون، فسيكون للقرار «عواقب سياسية وأمنية ومالية، وستتخذ قيادة شعبنا سلسلة من القرارات والخطوات ردًا على ذلك». وأضاف الشيخ، وهو التعبير الفلسطينى الملطف الذى أصبح الآن سيئ السمعة للدعوة إلى الإرهاب، قائلًا: «جميع الخيارات ستكون مفتوحة للتعامل مع هذا القرار».

* 6:

عندما قررت البنوك العاملة تحت سلطة السلطة الفلسطينية إغلاق حسابات 35 ألف إرهابى، رد الشيخ قائلًا: «إن قرار إغلاق حسابات الأسرى فى البنوك يمس كرامة كل فلسطينى، وهو أمر غير مقبول، ويشكل خضوعًا لإرادة الاحتلال». وأضاف «ضرورة بناء إجماع وطنى فلسطينى للدفاع عن أسرانا وحقوقهم وحماية كرامتهم. إنهم مجدنا العظيم وفخرنا الوطنى».

 

* 7:

فى المجتمع الفلسطينى، تتمتع عائلة لطيفة أبوحميد بمكانة خاصة. ولا يعود هذا العار إلى إسهامات العائلة البارزة فى المجتمع الفلسطينى، بل إلى مشاركة ستة من أبنائها بنشاط فى قتل اليهود. وقد وجهت لائحة اتهام إلى آخر أبناء العائلة المنضمين إلى جماعة القتلة، وأدين بقتل الجندى الإسرائيلى رونين ليوبارسكى عام 2018. وعندما ردت إسرائيل على جريمة القتل بهدم منزل الإرهابى، كان الشيخ هو من نقل التزام عباس بإعادة بناء المنزل. وأضاف الشيخ، خلال زيارته للموقع،: «نحن ننحنى لهذه العائلة، وتاريخها النضالى، وبطولاتها».

*8:

عندما توفى أحد أبناء الإرهابيين الأكثر شهرة، ناصر أبوحميد، المسئول عن قتل سبعة أشخاص فى السجن بسبب السرطان، سارع الشيخ إلى الانضمام إلى حملة التشهير بإساءة إسرائيل معاملة الأسرى الفلسطينيين. ووصف أبوحامد بأنه «سجين بطل»، وقام الشيخ بترقية الإرهابى إلى رتبة «لواء» وأضاف الشيخ: «ما يهمنا الآن هو أننا أرسلنا طلبًا مباشرًا لتسليم جثمانه إلى عائلته وأصدقائه وشعبه، حتى يكرموه كما يليق بالشهيد، وتستحق عائلته لقب العائلة المقاتلة، التى تعجز الكلمات عن وصف عظمة هذه العائلة وهذه الأم».

* 9:

بعد تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترمب، فى عام 2021، اختار رئيس وزراء السلطة الفلسطينية آنذاك، محمد أشتية، حسين الشيخ لقيادة المناقشات مع الرئيس المنتخب حديثًا، بايدن، لتقويض السيادة الإسرائيلية فى القدس وإعادة فتح القنصلية الأمريكية.

* 10:

«الشيخ» كسب ود وزارة الخارجية فى عهد وزير الخارجية آنذاك أنتونى بلينكن، ووكالة المعونة الأمريكية المخزية. وتأكيدًا على هذه الصلة الجديدة، دُعى الشيخ لحضور اجتماعات فى واشنطن، وهى خطوة تطلبت من بلينكن تفعيل إعفاء من القانون الأمريكى الذى يحظر على أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية دخول الولايات المتحدة.

* 11:

 

قبل أشهر قليلة من معركة طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر- تشرين الأول 2023 التى نفذتها حماس، وفى ظل ذلك، كرّر الشيخ دعوته للسلطة الفلسطينية وحماس لسد الفجوة بينهما. فى مقابلة على التليفزيون الفلسطينى، دعا الشيخ جميع الفصائل الوطنية الفلسطينية – وهو تعبير فلسطينى مُلوّن آخر يُشير إلى مختلف الجماعات الفلسطينية، بمن فى ذلك مرتكبو جرائم الإبادة الجماعية فى حماس، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجهاد الإسلامى الفلسطينى – إلى تشكيل جبهة واسعة ضد ما أسماه «العدوان الإسرائيلى». وأعرب عن أمله فى نجاح الحوار بين السلطة الفلسطينية وحماس، قائلًا: «عليكم محاربة هذا العدو (إسرائيل) على جميع الجبهات، وفى جميع الساحات، دون استثناء عليكم محاربته على الأرض وفى المنظمات والهيئات الدولية».

*12:

 

حتى بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول، استمر الشيخ فى وصف حماس بـ«الإخوة». وعندما اغتالت إسرائيل زعيم حماس إسماعيل هنية فى يوليو/ تموز 2024، حرص الشيخ على الإعلان على حسابه على «إكس» أنه اتصل بزعيم آخر فى حماس، خالد مشعل، لتقديم تعازيه. فى منشوره ادعى الشيخ أن «استشهاد» هنية خسارة فادحة للشعب الفلسطينى.

 

* ما هو الدعم الذى يحظى به الشيخ فى الشارع الفلسطينى؟

ينحاز  مركز القدس للأمن والشئون الخارجية، برغم تحليلاته المتطرفة، إلى الآراء التى ترى فى شخصية حسين الشيخ، من أنه: على الرغم من امتلاكه جميع المؤهلات اللازمة ليصبح قائدًا فلسطينيًا – كإرهابى قضى فترة فى سجون إسرائيلية، وابن عائلة لاجئة من فلسطين تحت الانتداب البريطانى – إلا أن الشيخ لا يتمتع بشعبية أو دعم فلسطينى واسع، بحسب مصدر القراءة التى وضعها المركز. عندما عينه عباس أمين السر للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لم يؤيد هذه الخطوة سوى 26% من الناخبين. وفى استطلاعات رأى أجراها المركز

الفلسطينى للبحوث السياسية والمسحية قبيل انتخابات السلطة الفلسطينية التى كان من المقرر إجراؤها عام 2021 قبل أن يُلغيها عباس، لم يُذكر اسم الشيخ حتى كقائد محتمل.

 

وخلصت القراءة إلى أنه سيحاول عباس والقيادة الفلسطينية تقديم الشيخ إذا تم تعيينه فى المنصب الجديد على أنه وجه جديد معتدل وعملى، أضف جميع صيغ التفضيل المماثلة كما تراه مناسبًا لمنظمة التحرير الفلسطينية، فإن حقيقة الأمر هى أنه مجرد إرهابى آخر يرتدى بدلة من نفس القماش مثل أسلافه.

وبكل أسف، يطاول المركز، فى التأكيد أن المقاومة الفلسطينية، هى إرهاب، ويقول على رؤية سياسية مشبوهة: إنه على غرارهم، يمجد الإرهابيين ويصر على حق الإرهابيين فى تلقى مدفوعات نقدية كبيرة كمكافأة لمشاركتهم فى الإرهاب. إنه على غرارهم، يشير إلى إسرائيل على أنها «العدو». لديه، على غرارهم، سجل من المشاركة فى الإرهاب يسمح له بالإشارة إلى الإرهابيين الإباديين من حماس على أنهم «إخوان». إنه مثلهم، راضٍ بتناول النبيذ والعشاء المقدم من المجتمع الدولى، ولا سيما الأعضاء السابقين فى إدارة بايدن، وتعيينه فى أعلى منصب فلسطينى، حتى لو لم يرغب الفلسطينيون فيه.

* كيف هى صورة الفوضى وعدم الاستقرار وهل تحقق الولايات المتحدة أهدافها المنشودة؟

 

بالعودة إلى تحليل زيدان، الذى نشر فى موقع المدن اللبنانى، نراه يؤشر إلى السياسة العدوانية الإرهابية لدولة الاحتلال الإسرائيلى، وهى إشارات ذكية تعطى رؤية أن متغيرات القرار الفلسطينى لن تترك أثرًا فى الفكر العدوانى الصهيونى المرتبط عمليًا وأمنيًا مع الكيان الصهيونى، ويقول زيدان: نجحت إسرائيل فى استدراج الولايات المتحدة، واستخدمتها عصا غليظة تُهدّد بواسطتها كل مناوئى سياستها، وتل أبيب استباحت بآلتها العسكرية أجواء الدول المجاورة، من دون حسيبٍ أو رقيب، والمتطرفون الذين يسيطرون على حكومة نتنياهو، يدفعون بالأوضاع نحو انفجار شامل، لا يمكن توقُّع كامل نتائجه، لا سيما بعد أن تكشَّف المخطط الإسرائيلى الهادف لطرد سكان قطاع غزة من أراضيهم إلى الخارج.

 

يخلص الباحث المحلل، إلى أن:

 

* ١:

اختلال التوازن فى المنطقة، وتغييب دور قوى عربية ودولية فاعلة؛ سيكون نتيجته مزيدًا من الفوضى وعدم الاستقرار، ولن تحقق الولايات المتحدة أهدافها المنشودة.

* ٢:

ظهور منسوب الاعتراض أو الامتعاض من سياستها – يقصد سياسة الولايات المتحدة الأمريكية – يزداد، ولن يكفيها التفوق العسكرى الحالى، ودعمها لدولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى من دون أى ضوابط لجنوح الأخيرة.

* ٣:

هذه السياسة ستؤدى إلى تفاقم الأزمة إلى حدود الاختناق، والمآسى التى ترتكب بحق الشعب الفلسطينى، وإغفال المبادرات العربية والدولية التى تطالب بحل الدولتين، ليس فيه أية حِكمة، بل هو تشجيع للعدوان الذى لن يحصد سوى مزيد من المآسي، ولن يحقق السلام ولا الاستقرار.

* ٤:

 

تخطئ واشنطن إذا استمرَّت فى تجاهل الانتظام العام والمؤسسات الأممية ذات الصلة، وإذا تغافلت عن التعاون مع القوى الفاعلة فى سياق إدارتها لملف منطقة الشرق الأوسط، كونها المنطقة الأهم فى العالم، وعلى الدوام كان فى المنطقة شراكة وتوازن يساعدان فى الاستقرار الدولى.

* غزة تحت الإبادة الجماعية.. وترامب يطالب بإدخال الغذاء والدواء

 

عمليًا، قطاع غزة ورفح تحترق بين القصف والجوع، واستمرار حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، برغم وجود جهود حثيثة لعودة المفاوضات من الدول الوسطاء لوقف النار.

 

فى ظل ذلك، ومع انشغالات السلطة الفلسطينية، فى تغييب الحدث، والالتهاء فى معالجة صراعاتها الداخلية، يتواصل القصف الإسرائيلى العنيف على مختلف مناطق قطاع غزة المحاصر، وسط تصاعد حاد فى الأزمة الإنسانية مع شُحّ الغذاء والدواء. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، السبت، عن استشهاد 56 فلسطينيًا وإصابة 108 آخرين خلال 24 ساعة، ما يرفع حصيلة الحرب المستمرة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى أكثر من 51 ألف شهيد ونحو 117 ألف مصاب.

بالمقابل، أعلن جيش الكابينت الصهيونى والشاباك عن مقتل ضابط مدرعات خلال معارك شمالى قطاع غزة، كذلك أعلن عن مقتل عنصر فى وحدة «المستعربين» التابعة لـ«حرس الحدود»، فى قطاع غزة.

وتحدثت تقارير إسرائيلية، اليوم، ومن ضمنها «إذاعة الجيش»، عن إصابة 3 جنود بقذيفة «آر بى جى» بمنطقة تل السلطان فى رفح، أقصى جنوب القطاع. وبحسب ما تفصح عنه المصادر الإسرائيلية، إصابة أحدهم «خطيرة، بينما الآخران أصيبا بجراح طفيفة».

 

 

وأمام الكارثة المتفاقمة، تداعيات الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية، أعلن برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة، عن نفاد جميع مخزوناته الغذائية فى القطاع، بينما أكدت منظمة الصحة العالمية أن 16 شاحنة طبية تنتظر السماح لها بالدخول.

من جهتها قالت مصادر الإدارة الأمريكية، عن الرئيس ترامب إنه ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، للسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، قائلًا إنه ناقش الملف مع نتنياهو، وطلب منه «سلوكًا جيدًا تجاه القطاع»، مشيرًا إلى استجابة «إيجابية» دون تقديم تفاصيل إضافية.

وتأتى تصريحات ترامب وسط ضغوط دولية متزايدة تطالب بوقف المجازر والسماح بدخول الغذاء والدواء إلى أكثر من مليونى فلسطينى مهددين بالمجاعة.

 

فى ذات السياق، اتهمت حركة «حماس» فى بيان شديد اللهجة، حكومة الاحتلال باستخدام التجويع سلاحًا للإبادة الجماعية. وقالت إن إعلان برنامج الأغذية العالمى عن استنفاد مخزوناته يعبر عن دخول القطاع رسميًا فى مرحلة المجاعة.

وحذرت الحركة من تداعيات كارثية تهدد حياة السكان فى ظل الإغلاق الكامل للمعابر واستمرار القصف اليومى.

وكان القيادى فى «حماس» طاهر النونو، قد أعلن، عن أن وفدًا من الحركة برئاسة خليل الحية توجه إلى العاصمة المصرية القاهرة لبحث رؤية لإنهاء الحرب، مع التأكيد على أن سلاح المقاومة «ليس مطروحًا للنقاش».

وطرحت الحركة مقترحًا يشمل وقف إطلاق النار الشامل، انسحابًا إسرائيليًا بضمانات دولية، وتبادلًا كاملًا للأسرى والجثامين.

 

* الشيخ يشكر عباس!

 

 

إلى ذلك، وجه حسين الشيخ، رسالة شكر لمحمود عباس شكره فيها على ترشيحه، قائلًا: «سيدى الرئيس الأمين المؤتمن، شكرًا واجبًا صادقًا على ثقتك. وعهد الله وفلسطين والشهداء أن نصون الأمانة ونحفظ الثقة التى منحتمونى إياها. شكرًا بحجم الوفاء الذى أنت أهله وصاحبه».

 

وأضاف: «فخامة الرئيس العالى شخصًا ونصًا، عالى الهمة فى زمن الهموم الثقيلة وزمن الالتباس والرمل. سادنُ وربّان سفينة بلادنا التى تتلاطمها الأمواج العالية والعاصفة، وعلى الدوام أنت الأحرص على أن تصل شاطئ الأمان بما يليق بشعبنا العظيم وبطولاته الجسام نحو حرية مشتهاة ودولة هى حصيد تضحيات ثقيلة. وأنت الثابت على عهد وعُهدة فلسطين. الاسم الحركى للوطن العربى والكون».

 

ما بعد الشكر، هذا واقع بات مكشوفًا تمامًا لنائب الرئيس الفلسطينى حسين الشيخ، الذى قد تكون له تصريحات ما زالت فى عالم الغيب حفاظًا على توازنات المنصب ومنعًا لمواجهات محتملة مع فصائل ومنظمات وأحزاب فلسطين ومكونات حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية.

.. السؤال إلى متى؟.

زر الذهاب إلى الأعلى