نادي تشيلسي يعتذر عن انتهاكات جنسية تعرض لها ناشئون في صفوفه قبل عقود

كشف تقرير بريطاني النقاب عن تعرّض لاعبين ناشئين في فريق تشيلسي الانجليزي لكرة القدم على مدى سنوات للاستهداف من “معتد جنسي نشط”، لم يكن أحد يستطيع “تحدّي رغباته”.

وتروي شهادات 23 شخصا بالتفصيل كيف أن كشاف المواهب السابق في نادي تشيلسي، إدي هيث، اعتدى جنسيا على لاعبين في فريق الناشئين تتراوح أعمارهم بين العاشرة والسابعة عشرة عاما في حقبة السبعينيات من القرن الماضي.

وقال تحقيق مستقل إن بعض البالغين في تشيلسي كانوا على الأرجح على عِلم بانتهاكات هيث، الذي توفي في عام 1983، لكنهم رغم ذلك “غضوا الطرف” عنها.

وفي بيان رسمي، تقدم مجلس إدارة نادي تشيلسي بالاعتذار “دون أي تحفظ”.

وانتقد التقرير، الذي قاد المحامي تشارلز جيكي فريق إعداده، بشدةٍ نائب مدير الفريق السابق، داريو غرادي، المتهم بالتقاعس عن إبلاغ المسؤولين البارزين في النادي عن اتهامات بانتهاكات جنسية وجهها والدا أحد اللاعبين الناشئين لـ هيث.

ورأى التقرير أن تقاعس غرادي عن إبلاغ المسؤولين عن الاتهامات كان “فرصة ضائعة لفضْح هيث وقطْع الطريق على مزيد من الانتهاكات”.

وتواصلت بي بي سي مع غرادي، البالغ من العمر 78 عاما للتعليق على ذلك.

وفي شهادته، أنكر غرادي محاولة “تمييع القضية” في اجتماع مع والد الضحية. فضلا عن قوله إنه أبلغ نائب مدير النادي بأمر الاتهام.

إلى ذلك، توصل تحقيق أجرته مؤسسة بارنادو الخيرية المعنية برعاية الأطفال، بشأن انتهاكات عنصرية وقعت في الفترة من 1982 وحتى أواخر التسعينيات، إلى أن “لاعبين من ذوي البشرة السوداء كانوا يتعرضون يوميا لانتهاكات عنصرية”.

‘كابوس إدي’

إدي هيث عمل كبيرا لكشافي المواهب في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي
Image captionإدي هيث

التحق هيث بالعمل في صفوف نادي تشيلسي بداية من عام 1968 حتى طُرد عام 1979. وبحسب التقرير، فإن هيث لم يُستجوب ولم تُوّجه إليه اتهامات قبل وفاته.

ويكشف التقرير بالتفصيل ذكريات معظم الشهود بشأن سلوك هيث “غير اللائق” واستخدامه “تلميحات جنسية” في غرفة تبديل الملابس، رغم “حرصه على أن تظل أخطر انتهاكاته الجنسية طيّ الخفاء”.

ومن بين الشهادات الثلاثة والعشرين، كشفت 15 شهادة عن “انتهاكات جنسية جادة وواضحة”، بينها اغتصاب على يد هيث عندما انفرد بأحد الأولاد، بينما روى ثلاثة شهود بالتفصيل مشاهد اعتداء جنسي نفذها هيث في حضور لاعبين ناشئين آخرين.

وبينما يستدعي أحد الشهود ذكرياته، وصف هيث بأنه كان يمثل “كابوسا” للناشئين الذين كانوا يرتعبون لمرآه، ويخشونه نظرا لما يحظى به من نفوذ على مستقبلهم.

ويخلص المحامي جيكي في التقرير إلى أن هيث استضعف أطفالا، واستغل عائلاتهم، واستخدم المجلات الإباحية لإثارة الأطفال، واستغل منصبه في النادي لتأمين سلوكه الشائن وضمان استمراره طي الكتمان، عبر تخويف الضحايا.

وقال معظم الشهود في التقرير إن ما تعرضوا له من انتهاكات لا يزال يؤثر على حياتهم اليومية، وإن الكثيرين منهم توقفوا عن لعب الكرة نتيجة لتلك الانتهاكات.

وخلص التقرير إلى أنه لا يوجد دليلٌ يكفي أن يكون أساسا لاستنتاج أن أحدا من الراشدين ممن هم على علاقة بـتشيلسي كان لديه معرفة فعلية بشأن وقائع خطيرة تتعلق بأي من الانتهاكات التي تحدث عن وقوعها الخمسة عشر شاهدا”.

وقال التقرير أيضا أنه “لا دليل يدعم استنتاج أن مجلس إدارة تشيلسي كان على عِلم بسلوك هيث”.

لكن جيكي يضيف أن راشدين في تشيلسي “كانوا على علم ولاحظوا سلوك هيث غير اللائق.. وثمة حقيقة مؤسفة هي أن البعض لابد أنهم رأوا أشياء لكنهم أغمضوا عيونهم عنها”.

ماذا عن غرادي؟

داريو غرادي كان مديرا لفريق "كرو ألكساندرا" في الفترة من 1983 إلى 2007مصدر الصورةGETTY IMAGES
Image captionداريو غرادي

أوقف اتحاد الكرة غرادي عن عمله كمدير لفريق كرو ألكساندرا عام 2016 على خلفية اتهامه بـ “تمييع” قضية انتهاك جنسي أقيمت ضد هيث.

وفي تقرير جيكي، اتهم أحد الشهود هيث بأنه “تحسسّ أجزاء من جسده وداعبه” أثناء أداء المران، ثم قام (غرادي) بزيارته في منزل العائلة بعد أن تقدم الوالد بشكوى لـتشيلسي.

وفي حديثه لمعدي التقرير، كرر غرادي زعمه بأن والد الشاب الضحية كان حريصا على “عدم تعريض هيث للمشاكل”.

وأضاف غرادي أنه لم يخطر بباله أن الأمر وصل حد “الاغتصاب أو ما شابه ذلك”.

وخلص التقرير إلى أن غرادي تحدث إلى هيث وليس إلى نائب المدير، وأنه بهذا أفسح المجال لـهيث للتمادي في سلوكه غير اللائق.

بي بي سي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى