إسراء والحية الرقطاء* صالح الشايجي

النشرة الدولية –

«إسراء غريّب» فتاة فلسطينية في الحادية والعشرين من عمرها، من مدينة بيت لحم، عملت في مجال التجميل على وسائل التواصل الاجتماعي، وانفتح لها باب الرزق وصارت تكسب مالا كثيرا ساهم في تحسين الأحوال المعيشية لعائلتها المكونة إضافة إليها من ثلاثة إخوة شبان يكبرونها وأخت إلى جانب أمها وأبيها.

أكلت الغيرة قلب بنت عم لها بسبب نجاح إسراء وغناها البادي، فراحت تكيد لها وتتربص بها وتنتظر الزلة منها كي تنفس عن حقدها، ولما كانت إسراء مخطوبة لأحد الشبان، خرجت مع خطيبها وأخته إلى أحد المقاهي بعدما نالت موافقة أهلها على الخروج مع الخطيب وأخته، ولكونها من نجوم وسائل التواصل الاجتماعي ومن نجومها المشهورين ولها متابعون كثر، فقد قامت بتصوير نفسها مع خطيبها ونشرت الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، مثلما يفعل أغلب الناس.

نشر الصورة مع الخطيب كان هو باب الشر الذي انفتح لتدخل منه بنت العم، فقد قامت بمعايرة أبيها وإخوتها الثلاثة بابنتهم التي «لوثت شرف العائلة»!!

صورة في مكان عام وبرفقة أخت الخطيب وبموافقة الأهل، تعني تلويثا لشرف العائلة!!

يا للهول ووصلت رسالة الغل هذه سريعا إلى حيث يجب، أي إلى الأب والإخوة الثلاثة، فما كان منهم ولأجل غسل شرف العائلة، إلا أن يشهروا سيوفهم في وجه ابنتهم الضعيفة، فانهالوا عليها ضربا مبرحا وتسببوا بكسر عمودها الفقري، ما دفعهم بعد ذلك إلى أخذها إلى المستشفى.

ولكن بنت العم لم تكتف بما لحق بتلك الفتاة الغرة الضعيفة، فراحت من جديد تـــعاير والد إسراء وإخوتها، بأنهم لم يقـــوموا بما يكفي لغسل شرف العائلة لأن إسراء قد اشترتهم بفلوسها!!

وأيضا من جديد ينساق الفحول الأربعة وراء رغبات هذه الحية الرقطاء، فيهبون هبة الرجل الواحد وبدل التوجه إلى القدس لـ «تحريرها» توجهوا إلى المستشفى حيث تتعالج ابنتهم لـ «يحرروا» شرف العائلة الذي دنسته إسراء، فيقومون بضربها حتى الموت.

ماتت تلك الزهرة الجميلة التي نبتت في أرض سبخة لا تحب الزهور.

ماتت إسراء ضحية الشرف المزعوم.

قصة إسراء ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في بند ما يسمى بـ «جرائم الشرف»!!

الأنباء الكويتية

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى